دينيّة
30 آذار 2020, 13:00

القصّة الكاملة للصّليب العجائبيّ الّذي وُضع في ساحة مار بطرس- الفاتيكان!

ريتا كرم
ضجّت وسائل التّواصل الاجتماعيّ خلال الأسبوع الماضي بصورة للصّليب العجائبيّ الّذي نُقل من كنيسة القدّيس مارسيلو إلى ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان ليتوسّطها خلال صلاة الجمعة مساءً الّتي ترأّسها البابا من على نيّة خلاص العالم من وباء كورونا. وترافقت مع الصّورة قصّة هذا الصّليب الّذي خلّص روما من الطّاعون عام 1522. ولكن في سجلّات الكنيسة معجزات نُسبت إلى الصّليب المقدّس تختصر قصّته كاملة.

ويُحكى أنّه في 23 أيّار/ مايو 1519، انطلقت سلسلة الأعاجيب المنسوبة للصّليب، إذ في تلك اللّيلة شبّ حريق كبير في كنيسة القدّيس مارسيلو فأحرقها كاملة وحطّم البناء كلّه. ولكن وحده الصّليب نجا من تلك الكارثة، إذ تمامًا كما انتصر يسوع المسيح على الموت، نجا المصلوب من الحريق فظهر تحت الرّماد غير متأثّر بالحريق ما عدا قسم صغير عند قدميه.

هذا المشهد، لمس قلوب المؤمنين في روما لما حمله من علامات ودهشة وقدسيّة، فتجمّع حوله الكثير من المؤمنين مساء كلّ جمعة للصّلاة. ولم تبقَ الكنيسة رمادًا بل بطلب من البابا لاون العاشر عام 1519، أعيد بناؤها.

لم تكن تلك المعجزة الوحيدة الّتي تمّت بشفاعة المصلوب، بل بعد 3 سنوات من الحريق، ضرب "الطّاعون الكبير" مدينة روما، فحمل المؤمنون الصّليب في زيّاح كبير على الرّغم من التّدابير المشدّدة من قبل السّلطات المحلّيّة القاضية بمنع التّجوّل من أجل الحدّ من انتشار العدوى.

حمل المؤمنون الصّليب في شوارع روما وساروا نحو البازيليك الفاتيكانيّة في زيّاح انطلق في الرّابع من آب/ أغسطس 1522، واستمرّ 16 يومًا لغاية العشرين من الشّهر نفسه. وكان كلّما تقدّم المؤمنون في زيّاحاتهم كلّما تراجع الطّاعون من الأحياء، ليتوقّف بشكل نهائيّ مع إعادته إلى الكنيسة.

وأصبح هذا الزّيّاح تقليدًا يتكرّر في السّنوات اليوبيليّة المقدّسة، اعتبارًا من العام 1600، إذ ينطلق من كنيسة القدّيس مارسيلو باتّجاه مار بطرس. وللمناسبة نُقشت على ظهر الصّليب أسماء البابوات الّذين دعوا إلى الاحتفالات اليوبيليّة تلك.

وكان البابا فرنسيس قبل ترؤّسه الصّلاة يوم الجمعة في الفاتيكان، قد حجّ إلى المصلوب قبل في 15 آذار/ مارس في كنيسته، سائلاً يسوع أن يشفي روما والعالم من جائحة كورونا.