سوريا
14 آذار 2017, 07:40

القدّاس الأول في كنيسة القديس جاورجيوس- حمص بعد تدميرها

كنيسة قست عليها الأزمة التي عصفت بحمص السورية، كنيسة عبثت بها يد الإرهاب، دمّرتها ودمّرت كل ما يحيط بها لكنّها لم تستطع أن تقضي على إيمان شعبي متعطّش لسماع صوت الرّب، صوت الجرس الذي يفوح منه عبير القداسة، هي كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس التّابعة لأبرشية حمص وتوابعها للرّوم الأرثوذكس الكائنة في حي الحميدية بحمص القديمة.

 

يعود بناء كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في حمص الى العام 1895 وكانت تضم قبل الأزمة ما بين 1200 و1400 عائلة لكن هذا العدد سرعان ما تقلص بفعل الحرب وعوامل التهجير القاسي فوصل العدد الى 400 عائلة عادت بعد تحرير المدينة.

قصة الكنيسة مع الألم والتهجير والتدمير لم تمنع كاهن الرعية الاب ميخائيل رباحية وابناء الرعية  والمحبين من الصمود والبقاء من اجل ايصال صوت الكنيسة وللتأكيد على الجذور والحضور المسيحي.

وهكذا بدأت الكنيسة تقطع اشواطا اشواطا من عملية اعادة الاعمار بعدما تم تدمير المدرسة الملاصقة لها والتي كانت تضم أعددا كبيرة من الطلاب.

الاب ميخائيل رباحية كشف في حديث حصري لتيلي لوميار من حمص القديمة ان الكنيسة ستشهد في الثالث والعشرين  من شهر نيسان 2017 يوما قياميا جديدا يتجلى باقامة اول قداس في الكنيسة قائلا:" بدنا نقدس اول قداس والكنيسة على العضم".

واذا ما دخلنا في تفاصيل ما خلفته يد الارهاب من خلع وتدمير يتراءى لنا الايقونسطاس الذي تهدم الجزء العلوي منه والذي بوشر العمل بترميمه بعد التحرير ناهيك عن الايقونات التي وجدت تحت الانقاض وجرس الكنيسة المكسور بالاضافة الى الدمار الكامل الذي اصاب الكنيسة.

هذا الدمار تم لملمته بلغة الصمت وباستعادة الاحجار البازلتية من اجل اعادة بناء الكنيسة بحسب ما كانت عليه قبل الازمة.

الاب ميخائيل رباحية اوضح ايضا ان الحرب في حمص قد أسهمت بافراغ الميتم التابع للكنيسة من الاولاد الذين عادوا الى اهاليهم ليسطروا رحلة حرب قاسوا معها التهجير من مكان الى مكان آخر لافتا الى ان الاهالي باتوا  بحاجة الى امان الى كلمة رجائية أكثر مما هم بحاجة الى مساعدة مادية او اغاثية.

ومن هنا وبحسب ما أكده الاب ميخائيل ان الحرب باتت الى الوراء وعلينا ان نخط الجسر الذي يقودنا الى زمن التنقية والبناء.