القداسة تنتظر طفلين.. فمن هما؟
طريق فرنشيسكو وياسينتا نحو القداسة بدأت مع ظهور عذراء فاطيما عليهما وعلى قريبتهما لوسيا في 13 أيّار/ مايو 1917، ولم تتعدّى حينها أعمار الأطفال السّنوات العشر.
لم يستطع فرنشيسكو سماع أقوال العذراء على عكس شقيقته الّتي كانت ترى وتُصغي للظهورات، في حين كانت لوسيا الوحيدة القادرة على محاورة مريم.
وفي ظهورها الثّاني، سأل الأطفال مريم إن كانوا سيدخلون الفردوس، فأعلمتهم العذراء أن فرنشيسكو وياسينتا سينتقلان إلى السّماء في القريب العاجل، أمّا مسيرة لوسيا فستطول على الأرض.
وللحال قرّر الطّفلان تمضيّة ما تبقّى من حياتهما على الأرض بخدمة الفقراء والتّضحية من أجل خلاص الخطأة: ثابرا على الصّوم بينما كانا يقدّمان ما توفّر لهما من طعام للمحرومين، هذا وكثّفا صلواتهما لأجل النّفوس البعيدة عن الله لتنال نعمة غفرانه.
أصيب فرنشيسكو بداء الإنفلونزا وعانى بصمت قبل أن يفارق الحياة، مبتسمًا بسلام، في منزله في 4 نيسان/ أبريل 1919.
بعد أن توفيّ أخوها، ظهرت العذراء على ياسينتا، مقدّمة لها لمحة عن عذابات الجحيم، ليصبح خلاص النّفوس المتألّمة همّ الفتاة الأوحد.
وما هي إلّا أشهر، حتّى أصيبت ياسينتا بالإنفلونزا، وبينما كانت تعاني من ثقل المرض تراءت لها العذراء وسألتها إن كانت مستعدّة لتحمّل الآلام لفترة أطول على نيّة الخطأة، فقبلت الصّغيرة قبل أن تفارق الحياة في 20 شباط/ فبراير 1920.
طوّب البابا يوحنّا بولس الثّاني الطّفلين في 13 أيّار/ مايو 2000، في ذكرى ظهور عذراء فاطيما الـ 83، وها هو البابا فرنسيس يرفع ملفّهما إلى القداسة؛ فلنتحلّى اليوم ببراءة الأطفال ومحبّتهم علّنا نستحق، على مثال هذين الطّوباويّين الصّغار، ملكوت الله.