الفاتيكان والكاتدرائيّة: 44 عاماً من الحوار بين الكاثوليك والأرثوذكس
الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكيّة والقبطية الأرثوذكسية انطلق لأول مرّة عام 1973 بالزيارة التاريخيّة للبابا شنودة الثالث إلى روما منذ مجمع خلقيدونية عام 451 الميلادى والذي تسبّب في انشقاق الكنائس المسيحيّة، والتقى البابا شنودة خلال زيارته تلك مع البابا الراحل بولس السادس، وخلال تلك الزيارة استعاد شنودة رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرناً على وفاته.
العلاقات بين الكنيستين بدأت في 1973 عن طريق شنودة.. وتواضروس بدأ عهده بزيارة الفاتيكان واتفاق على 10 مايو عيداً للمحبة
الزيارة التى استمرت لمدة 6 أيام نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلميّة، حتى يتمكّن قادة الكنيستين من التعاون والسعي لحلّ الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.
وفي العام التالي لتلك الزيارة انعقد أول اجتماعات الحوار بين الكنيستين بالقاهرة، وتحديداً خلال الفترة من 26 إلى 30 مارس 1974، وتوالت الاجتماعات عقب ذلك، فعُقدت جلسه أخرى للحوار بالقاهرة أيضاً في الفترة من 27 وحتى 31 أكتوبر 1975، وقررت اللجنة الشروع في القيام بدراسات لاهوتيّة عن تفهُّم الوحدة التى كانت موجودة في الكنيسة الأولى غير المنقسمة، وذلك خلال القرون الأربعة والنصف الأولى للمسيحيّة. وعقب مزاولة البابا شنودة مهام منصبه البابوي عام 1985 عاد الحوار من جديد بين الكنيستين، والمستمر حتى اليوم، والتقى البابا يوحنا بولس مع البابا شنودة داخل المقر البابوي بالكاتدرائيّة المرقسيّة في لقاء استمر 45 دقيقة، وخلال وجوده في القاهرة أقيم قداس صلاة كبير للبابا يوحنا في اليوم التالي داخل استاد القاهرة الدولي، حضره نحو 23 ألف مسيحي.
وعادت العلاقات بين الكنيستين لتأخذ زخمها المعتاد مع وصول البابا تواضروس للكرسي البابوي في مصر، والبابا فرنسيس للكرسي الفاتيكاني، وفتح تواضروس صفحة جديدة من الحوار بين الكنيستين بزيارته التاريخيّة للفاتيكان في 2013، وتمّ الإتفاق خلال تلك الزيارة على تخصيص يوم 10 مايو من كلّ عام يوماً للمحبّة والصداقة بين الكنيستين.