الفاتيكان
14 تشرين الأول 2019, 13:30

الفاتيكان شهد على عرس قداسة جديد، والتّفاصيل؟

أعلن البابا فرنسيس الأحد 5 قدّيسين جدد وهم: جون هنري نيومن، جوزيبينا فانيني، ماريا تيريزا كيماريل مانكيديان، دولسي لوبيس بونتيس ومارغريتا بايس، وذلك خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه في ساحة القدّيس بطرس- الفاتيكان.

وأشار البابا إلى أنّ "ثلاث قدّيسات من بين هؤلاء كنّ راهبات وهن يعلّمن أنّ الحياة الرهبانية هي عبارة عن مسيرة محبّة في الضواحي الوجودية في العالم. أمّا القدّيسة مارغريت بايس فكانت خيّاطة، وتُظهر لنا أهمية الصلاة البسيطة والصبر وتكريس الذات بصمت. أمّا الكاردينال نيومن فتحدّث عن القداسة في الحياة اليومية إذ كان يقول: "إنّ المسيحي يحمل في ذاته سلامًا عميقًا، صامتًا، مخفيًّا، لا يراه العالم. المسيحيّ هو فرح، هادئ، طيّب، مُحبّ، لطيف، بريء ومتواضع. تصرّفاته بعيدة كل البعد عن حبّ الظهور". 

وللمناسبة، ألقى البابا فرنسيس عظة بدأها بآية "إيمانك خلّصك"، فقال: "إنّ هذه العبارة تُظهر مسيرة إيمان البرص الذين شفاهم الرّبّ. إنّ هؤلاء كانوا يعيشون في حالة رهيبة لا بسبب مرض البرص، الذي ينبغي مكافحته اليوم بشتى الوسائل، إنّما أيضًا بدافع الإقصاء الاجتماعي. وكانوا يُعتبرون دنسين، ويُجبرون على العيش بمعزل عن المجتمع، وعندما شاهدوا الرّبّ وقفوا على مسافة منه، وتوسّلوا إليه بصوت عال. ولم يستلموا لإقصاء البشر لهم وصرخوا إلى الله، الذي لا يستثني أحدًا. فقد قرّبوا المسافات إذ لم ينغلقوا على أنفسهم، وعلى وضعهم ولم يفكّروا بأحكام الآخرين، فتضرّعوا إلى الرّبّ الذي يستمع إلى صراخ كل شخص متروك.

إنّنا نحتاج اليوم إلى الشفاء على غرار هؤلاء البرص، وذلك إزاء انعدام الثقة بأنفسنا وبالحياة والمستقبل. نحتاج إلى الشفاء من العادات السيّئة التي تستعبدنا، والانغلاق والإدمان على اللعب والمال والتلفزيون والهاتف الخلوي وأحكام الآخرين... إنّ الله يحرّر القلب ويشفيه إذا ما تضرّعنا إليه، وطلبنا منه أن يشفينا ويحرّرنا من الشّر والخوف. 

البرص تضرّعوا إلى الرّبّ يسوع، وفعل ذلك أيضًا الأعمى واللّصّ على الصليب. إنّهم أشخاص محتاجون تضرّعوا إلى يسوع، الذي يعني اسمه "الله يخلّص".... فالإيمان ينمو بهذه الطريقة، إذا ما حملنا إلى الرّبّ ما لدينا، بقلب منفتح، بدون أن نخفي بؤسنا. كما أنّ الصّلاة هي باب الإيمان، والصّلاة هي دواء القلب".

وتابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى أنّ المرحلة الثانية من هذه الحادثة تتعلّق بالسير، إذ أنّ "البرص لم يشفوا فيما كانوا واقفين أمام الرّبّ، لكن عندما تابعوا سيرهم. فقد طُهّروا فيما كانوا ذاهبين صعودًا باتّجاه أورشليم... إنّ طريق الحياة هي غالبًا عبارة عن السير صعودًا، لأنّها تقود إلى العلى. كما أنّ الإيمان يتطلّب السّير والخروج من قناعاتنا المريحة، يتطلّب أن نترك وراءنا الأبواب المطمئنة. والإيمان ينمو من خلال العطاء والمخاطر. ويتمّ من خلال خطوات متواضعة وملموسة، كما كانت متواضعةً وملموسة مسيرةُ البرص، شأن استحمام نعمان في مياه نهر الأردنّ. ونحن أيضًا نتقدّم في الإيمان من خلال المحبّة المتواضعة والملموسة، والصّبر اليومي متضرّعين إلى يسوع وسائرين قدمًا".

ولفت البابا فرنسيس إلى بعد آخر من حادثة البرص وهو "سيرهم معًا"، فطهروا فيما كانوا ذاهبين، وتابع يقول: "الإيمان هو مسيرة نقوم بها معًا، لا بمفردنا. وبعد شفائهم تابع تسعة منهم مسيرتهم وواحد عاد ليشكر الرّبّ. فسأله يسوع بمرارة عن التسعة الباقين... من واجب المؤمن أن يشكر الرّبّ ويعتني أيضًا بالآخرين الذين كفّوا عن السير، ومن ضلّوا طريقهم، مؤكّدًا أنّ النّموّ في الإيمان يقتضي أن نعتني بالأخوة والأخوات البعيدين. 

إنّ إيمان الأبرص خلّصه، لذلك أكّد البابا أنّ "الشفاء الجسدي ليس نقطة الوصول إنّما اللقاء مع يسوع. الخلاص يعني التّوجّه إلى الينبوع الذي هو يسوع، لأنّه وحده يخلّص من الشّرّ ويشفي القلب، واللقاء معه يخلّص. وهنا تأتي كلمة الشكر بطريقة تلقائية عندما نكتشف أجمل ما في الحياة، أيّ معانقة رب الحياة".

ولفت إلى أنّ ذورة الإيمان مسيرة الإيمان تكمن في العيش بطريقة ممتنّة، "وهذا الشكر هو مسألة إيمانية لا تتعلّق بحسن السلوك. والتعبير عن امتناننا لله صباحًا ومساء وفي كل لحظة لهو ترياق ضدّ شيخوخة القلب".

بعدها حثّ البابا الجميع على رفع الشكر للرّبّ على القديسين الخمسة الجدد، الذين ساروا في درب الإيمان. وتلا صلاة التّبشير الملائكيّ وحيّا الحاضرين من رسميّين وحجّاج، ووجّه تحيّة خاصّة إلى المؤمنين في بولندا، الذين احتفلوا الأحد بـ"يوم البابا"، شاكرًا إيّاهم على صلواتهم.

 

المصدر: فاتيكان نيوز