العالم
04 أيلول 2024, 07:00

الـبانشاسيلا أساس الوحدة الإندونيسيّة

تيلي لوميار/ نورسات
أحد العناصر الحاسمة في النهج الذي تتّبعه إندونيسيا لتحقيق الانسجام بين الأديان هو مفهوم البانشاسيلا، الأساس الفلسفيّ للأمّة، كما أوضح الأب ماركوس سولو كيووتا ونقلت "فاتيكان نيوز".

 

أوضح الأب ماركوس سولو كيووتا الإندونيسيّ والمسؤول في دائرة الحوار بين الأديان، أنّ البانشاسيلا أنشأها سوكارنو، الأب المؤسّس للبلاد عام 1945، وتتكوّن من خمسة ركائز: الإيمان بإله واحد، والإنسانيّة الاجتماعيّة، ووحدة إندونيسيا، والديمقراطيّة الاجتماعيّة، والعدالة الاجتماعيّة.

وأشار إلى أنّ "بانشاسيلا تعني الركائز الخمس. "البانشاسيلا هي أساسنا الفلسفيّ للأمّة والدولة. كما أنّها مدمجة في دستور دولتنا".

ولا توجِّه هذه الركائز حكم البلاد فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز الهويّة المشتركة بين الإندونيسيّين، بغضّ النظر عن خلفيّاتهم الدينيّة أو العرقيّة.  

يتمّ الاستشهاد بإندونيسيا في كثير من الأحيان كنموذج للتعايش الناجح بين الأديان، إلّا أنّ الأب ماركوس اعترف بالتحدّيات التي يفرضها تزايد التعصّب والأصوليّة الراديكاليّة، قال: "ليس من السهل دائمًا العيش في مجتمع متعدّد الأديان، مثل إندونيسيا"، فعلى الرغم من الطبيعة المنفتحة والشاملة للمسلمين الإندونيسيّين، كما تمثّلهم منظّمات مثل نهضة العلماء والمحمّديّة، إلّا أنّ هناك عناصر داخل المجتمع تقاوم دمج الثقافات المحلّيّة وتعزّز الانقسام.

وأشار إلى أنّ زيارة البابا فرنسيس تأتي في وقت حرج، وتتيح فرصة لتعزيز قيم التسامح والوحدة.

على الرغم من كونها أقليّة، فإنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في إندونيسيا "حيّة للغاية ونابضة بالحياة للغاية"، كما يقول  

"الكنائس دائمًا صغيرة جدًا!"

وأشار إلى أنّ بناء كنيسة كاثوليكيّة مهيبة في العاصمة الجديدة نوسانتارا في جزيرة بورنيو يشهد على هذا الواقع، وإلى أنّ كاتدرائيّة سيّدة العذراء في جاكرتا تقع على الجانب الآخر من الطريق من أكبر مسجد في جاكرتا. وقال إنّ هذا القرب والاتّصال بين الكاتدرائيّة والمسجد عبر "نفق الصداقة"، يُعدّ بمثابة رمز قويّ للأخوّة الدينيّة والاحترام المتبادل، مقدّرًا المبادرة التي قامت بإنشاء نفق يربط بين الكاتدرائيّة والمسجد في جاكرتا.