لبنان
19 آذار 2021, 07:30

العنداري في عيد مار يوسف: عالمنا يحتاج إلى آباء بكلّ معنى الكلمة

تيلي لوميار/ نورسات
فرحت كنيسة مار يوسف البتول- جونيه بالأمس بعيد شفيعها، فأحيته في قدّاس إلهيّ ترأّسه راعي أبرشيّة جونيه المارونيّة المطران أنطوان نبيل العنداري، بحضور كوكبة من المؤمنين.

في عظته، أضاء العنداري على دور مار يوسف الأبويّ ورسالته في العناية بالعائلة، مذكّرًا بأنّ البابا فرنسيس قد خصّص هذه السّنة لمار يوسف الّذي تشبه أبوّته ليسوع "ظلّ الأب السّماويّ على الأرض"، وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

"ما من إبن يولد أبًا، بل يصبح أبًا، لأنّ الآب يأخذ على عاتقه العناية بإبنه متحمّلاً مسؤوليّة حماية حياته دون احتجازه، فالأبوّة الصّالحة تساعد الإبن على النّموّ ليصبح قادرًا على الانطلاق في الحياة وحسن تمييز خياراته وعيش الحرّيّة المسؤولة، لذلك فإنّ القدّيس يوسف الرّجل البارّ والعفيف أحبّ العائلة المقدّسة بحبّ وحرّيّة عجيبة ليجعل من مريم ويسوع محور حياته. وسعادة القدّيس يوسف تكمن في عطاء ذاته، واثقًا أبدًا برجاء لا يخيب. لذلك نراه صامتًا لا يذكر يقوم بمبادرات واقعيّة واثقة. وصارت صورته مثالاً ونموذجًا في عالمنا الّذي يحتاج إلى آباء بكلّ معنى الكلمة لا إلى آباء يخلطون بين السّلطة الأبويّة والتّسلّط بين الخدمة والاستعباد بين المواجهة والطّغيان بين المحبّة المحترفة والقوّة الهدّامة. فالحبّ الحقيقيّ هو الّذي يحترم حرّيّة الأولاد لأنّ الأبوّة المعاشة بمثلها تجعل الأب يحسن التّوقيت الّذي يجعل من الولد رائدًا ومستقلّاً يشقّ دربه في تعاريج الحياة.

وكما في الثّالوث الأقدس السّماويّ الآب هو الأساس كذلك يبدو لنا يوسف معلّمًا للحياة الدّاخليّة والرّوحيّة وعندما نغوص في معرفة هذا القدّيس البارّ. نكتشف فيه دليلاً يدخلنا إلى حقيقة سرّ الكلمة المتأنّس.

إنّ يوسف يزرع ويرسّخ الحكمة المحبّة الّتي تبحث عن الفضائل الّتي يجب أن تكون في كلّ بيت فيسود الجوّ العائليّ حرارة الإيمان وحبًّا وعطاء ينتقل إلى عائلاتنا جوّ عائلة النّاصرة."
وأنهى العنداري عظته مصلّيًا: "أيّها القدّيس البارّ يوسف ظلّ الأب السّماويّ المحبوب، اشفع بنا وكن محاميًا لنا ولعائلاتنا، أنقذنا في هذه الأيّام الصّعبة والزّمن الرّديء ممّا يحيط بنا من مخاطر وشرور، واحفظ لنا لبنان من غدر الظّمآن ومكائد الفاسدين والذّئاب الطّامعين".