الفاتيكان
27 تشرين الثاني 2024, 12:00

العمل معًا والتعلّم من بعضنا البعض لمكافحة الاستغلال

تيلي لوميار/ نورسات
إنّ الحاجة إلى العمل معًا على الصعيد العالميّ من أجل حماية الأطفال والتعلّم من بعضنا البعض هي الرسالة التي تكمن في صميم خطاب السفيرة الأستراليّة المنتهية ولايتها لدى الكرسي الرسوليّ في حدث مخصّص لتدابير حماية الطفل، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

بعد أربع سنوات مثمرة مليئة بالعديد من الأنشطة المكرّسة لحماية الطفل، تغادر السفيرة الأستراليّة لدى الكرسي الرسوليّ، كيارا بورو، منصبها في روما.

دعت بورو، في خلال مؤتمر في الجامعة الغريغورّية الحَبريّة، إلى اتّخاذ تدابير حماية فعّالة وإلى التعاون بين الكنيسة والدولة في مجال حماية الطفل.

لتنفيذ حماية الطفل على الصعيد العالميّ، من الضروريّ تشجيع المبادرات المحلّيّة؛ ولا تُمكن معالجة هذه المسألة على المستوى المركزيّ وحده. كما أنّ التعاطف الخاصّ تجاه المتضرّرين أمر بالغ الأهمّيّة: فقد سلّطت الدبلوماسيّة الضوء على أنّها هي نفسها تعلّمت المزيد عن هذا الموضوع من الناجين. كما شدّدت بورو على أهمّيّة المعايير المهنيّة في التعامل مع حالات الاستغلال (الجنسيّ) والشفافيّة والتعاون مع خبراء القطاع والسعي إلى تحقيق العدالة.

هذا الأسبوع فقط، أعلن البابا فرنسيس عن إنشاء لجنة بابويّة لليوم العالميّ للأطفال، ستعمل هذه على تعزيز اليوم العالميّ ورسالة الكنيسة في الدعوة إلى احترام حقوق الأطفال وكرامتهم. في عام 2014، أسّس البابا اللجنة البابويّة لحماية القاصرين. في عام 2019، نظّم مؤتمرًا دوليًّا حول حماية الطفل في الفاتيكان، كما قدّم العديد من الإصلاحات القانونيّة والرعويّة لتأسيس ثقافة الحماية حول العالم.

من جهته، أكّد رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الذي شارك في المؤتمر، أنّ هذا ينطوي أيضًا على تعزيز التعاون مع السلطات المدنيّة. وتتعلّم الكنيسة الكاثوليكيّة نفسها من هذا التعاون وتشجّع الشعوب والدول في أنحاء العالم أجمع على معالجة هذه القضيّة لبناء ثقافة الرعاية معًا. صرّح غالاغر: "هو أمرٌ مشجّعٌ أنّ الناس داخل الكنيسة وخارجها يتحلّون بشجاعة متزايدة في معالجة هذه القضايا والعمل عليها. سيساعدنا هذا على المضيّ قدُما في الإصلاحات التي نحتاجه إليها لخلق بيئة آمنة للأطفال - كما يقول الأب الأقدس".

وشكر الأب اليسوعي الألمانيّ هانز زولنر، العضو المؤسّس السابق للجنة البابويّة لحماية القاصرين (يادك) ومدير معهد الصون التابع للجنة التنسيق المشتركة بين الوكالات المعنيّة بالتنسيق، في الجامعة البابويّة الغريغوريّة، السفيرةَ بورو على التزامها بحماية الطفل وعلى التعاون المثمر مع اليادك. وأشاد خبير الحماية بأنّ السفارة الأستراليّة لدى الكرسي الرسوليّ، كانت واحدة من أكثر الممثليّات الوطنيّة نشاطًا في المجال على مدى السنوات ال 15 الماضية، مضيفًا أنّها عزّزت بنشاط حماية الطفل حتّى في أوقيانوسيا. وأشار إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة في أستراليا أحرزت تقدّمًا كبيرًا في حماية الطفل، وذلك أيضًا بفضل العمل التاريخيّ للجنة الملَكيّة المستقلّة، التي قدّمت تقريرًا عن الاستغلال الجنسيّ في عام 2017.