العراق
21 تشرين الأول 2024, 06:20

العلاقات والأدوار في الكنيسة على ضوء خبرة السينودس" البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
في نهاية الأسبوع الثالث من سينودس السينوداليّة (السير معًا والعمل معًا)، حيث تدور النقاشات والمداخلات بحرّيّة وانسيابيّة، وتُقدّم الطروحات على الرغم من أنّ عدد المشاركين كبير تجاوز 346 شخصًا، سلّط البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم الضوء على خبرة السينودس، نقلًا عن موقع البطريركيّة الكلدانيّة.

 

 

تكلّم البطريرك ساكو على سينودس الأساقفة حول السينوداليّة، قال: "السينودس زمن الكنيسة، الجميع فيها أعضاء متَّحدون، ولا يُستثنى أحد. والكلّ يتطلّع إلى أن تؤدّي حصيلة المناقشات في النهاية، إلى قرارات ملموسة تمكّن الكنيسة من تنظيم ذاتها بحسب الزمان والمكان، وتفعيل دورها أكثر في مجتمعات متعدّدة ومختلفة بحيث تحوّل البُعد إلى القُرب، والاختلاف إلى الاستقبال بشفافيّة.

ما جذب انتباهي في خلال الأسابيع الثلاثة، هو الاهتمام الكبير بخبرة الكنائس الشرقيّة التي استقطبت المشاركين: تقليدها الرسوليّ، اعتماد أسلوب السينودس في اتّخاذ القرارات التدبيريّة والليتورجيّة والرعويّة. وشدَّهم مفهوم الأسقف كأب يرافق ويوجّه وينشّيء ويخدم بمحبّة".

أضاف البطريرك ساكو: "عندما يوجد وعي قويّ بحضور المسيح، والرغبة والعمل في جمع الناس معًا حوله، يسير كلّ شيء على ما يرام، متَّحدين في العقيدة والصلاة وتناغم الانضباط. هذه الروحانيّة توحّد الكنيسة وتعزّز مصداقيّتها، ومن هنا تبرز ضرورة التنشئة المنفتحة والمستدامة.

السؤال الجوهريّ المطروح هذه الأسابيع كان: كيف يمكن للكنيسة أن توسّع نظرتها، وتنفتح على زمانها، وتنتبه إلى علامات الأزمنة بروح النبوّة.

كيف يمكنها تحديد أدوار العلمانيّين رجالًا ونساءً فيها وفق مشروع السينوداليّة في الشركة والشراكة والرسالة، وتحقيق مشاركتهم الفعليّة في حياة الكنيسة ورسالتها في سياق تغيُّر الزمن والثقافة خصوصًا الرقميّة واللغة والبيئة".

أعقب البطريرك قائلًا: "أعتقد أنّ هذا يتحقّق عندما تسير الكنيسة معًا نحو التوبة والتجديد، والاهتداء إلى الينابيع: كلمات المسيح وأعماله، خبرة كنيسة الرسل، مسيرة الكنائس في القرون الأولى، تقاليد الكنائس الشرقيّة الرسوليّة، إلخ...

لا بدَّ من معايير جديدة تمكّن الكنيسة الجامعة (كنيسة الكنائس) من اتّخاذ القرارات المناسبة وتنفيذها في هياكل وطرق متجدّدة، لتعكس وحدة الكنائس المحلّيّة، وحدة ديناميكيّة وليست جامدة، على الرغم من تنوّعها الذي يرسّخ الوحدة من خلال الإفخارستيّا (سرّ الوحدة)".

أردف البطريرك: "للكنائس الشرقيّة خبرة تاريخيّة طويلة باندماج العلمانيّين في الخدمة والقرار من خلال المجلس الخورنيّ والأبرشيّ الحقيقيّ، وكان هناك علمانيّون يشتركون حتّى في اختيار البطريرك. لذا، يتعيّن على الكنيسة احترام العلمانيّين من كلا الجنسيْن، والاستفادة من غنى قدراتهم ومهاراتهم واختصاصهم في التعليم المسيحيّ وإدارة أموال الكنيسة، والمجال الرعويّ والليتورجيّ لخير الكنيسة العامّ، بالاتّحاد مع الكنيسة الجامعة.

لكلّ إنسان الحقّ كابن وبنت لله التمتّع بمكانته ودوره في الكنيسة بحكم نيله المعموديّة والميرون والإفخارستيّا. على المسؤولين في الكنيسة الانتباه إلى السياق المتغيّر لجذبهم إلى الكنيسة وشدّهم إليها".

أضاف البطريرك: "على الكنيسة إيجاد لغة لاهوتيّة جديدة وطريقة فعّالة للاستجابة إلى تطلّعات المؤمنين وإعدادِهم وتشجيعهم على إعلان الإنجيل بفعاليّة في عصرنا على ضوء الكنيسة الأولى الذي يعكسه سِفر أعمال الرسل، لئلّا يفقد المؤمنون فرح الإنجيل وحماسة الانتماء إلى عضويّة الكنيسة".

تابع البطريرك قال: "أرى أنّ المعوّقات الكبرى التي تعيق الرسالة والسينوداليّة هي:

1. الفكر التقليديّ الذي يتحوّل إلى درجة التطرّف وكأنّ المسيحيّة أيديولوجيا جامدة، وليست علاقة إيمانيّة شخصيّة، علاقة حبّ حرّة.

2. العقليّة الإكليروسانيّة، تسلُّط الإكليروس على الكنيسة.

3. استعمال السلطة المركزيّة للبطريرك أو الأسقف أو الكاهن كسيادة وليست كخدمة أبويّة وروحيّة وأخلاقيّة خصوصًا المتألّمين والمحتاجين.

4. الفساد الماليّ....أرى أنّ مشكلة الفساد في الكنيسة ستشكّل تحدّيًا للكنيسة بعد أزمة التحرّش الجنسيّ بالأطفال.  

5. البيروقراطيّة بخاصّة في الدوائر الرومانيّة والتي تضيّع الفرصة والحماسة لدى الكنائس الشرقيّة والمحلّيّة.