لبنان
24 كانون الثاني 2022, 08:50

العبسيّ مكرّمًا المحامي طرابلسي: ولاؤه لوطنه ولكنيسته أكسبه ثقة النّاس

تيلي لوميار/ نورسات
قلّد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، في مركز لقاء- الرّبوة، المحامي ابراهيم طرابلسي وسام القدّيس غريغوريوس الكبير برتبة كومندور الّذي كان قد منحه ايّاه البابا فرنسيس تقديرًا لخدماته كمستشار قانونيّ لأبرشيّة بيروت وللكنيسة لمدّة خمسين عامًا حافلة بالعطاء والخدمة، وبناء على طلب من رعاة أبرشيّة بيروت المتعاقبين، وذلك بمشاركة السّفير البابويّ في لبنان جوزيف سبيتيري، وبحضور نائب رئيس مجلس النّوّاب إيلي الفرزلي والوزيرين هكتور حجّار، وعبّاس الحلبي، والنّوّاب: نعمة طعمة، وميشال موسى، وإدي معلوف، وإدكار طرابلسي، وممثّلين عن بطاركة، والوزراء السّابقين: ميشال فرعون، وسليم جريصاتي، والمحامي زياد بارود، نقيب المحامين ناضر كاسبار، وحشد من المطارنة والكهنة والقادة الرّوحيّين، إضافة إلى قضاة ومحامين وأعضاء من المجلس الأعلى للرّوم الكاثوليك وعدد من الأصدقاء وأهل المحتفى به.

وقال السّفير البابويّ في كلمة ألقاها للمناسبة: "يسرّني أن أشهد اليومَ على تقليد المحامي ابراهيم ألفرد طرابلسي  وسامًا بابويًّا رفيعًا هو "وسام البابا القدِّيس غريغوريوس الكبير بِرتبة كوماندور"، وقد منحك إيّاه قداسة البابا فرنسيس تقديرًا لِعطاءاتك الوفيرة والمتنوّعة في خدمة الكنيسة وفي خدمة الإنسان .

إنّ هذا الوسام يمنحه لكم قداسة البابا تقديرًا لخدمتكم الكنيسة الكاثوليكيّة، من خلال أعمالكم غير العاديّة لفترة ممتدّة إلى خمسين عامًا تجلّت بالدّفاع عن حقوق كنيستكم وتطوير قوانينها."  

من جهته، ألقى البطريرك العبسيّ كلمة جاء فيها: "يسعدنا هذا المساء أن نقلّد وسام القدّيس غريغوريوس الكبير برتبة كوماندور لأحد مؤمنينا الأعزّاء والبارزين، الأستاذ إبراهيم ألفريد طرابلسي، المتخصّص في قانون الأسرة، وإدارة ممتلكات الكنيسة وبالأحوال الشّخصيّة والقانون الدّوليّ الخاصّ، والمحاضر في كلّيّة الحقوق والعلوم السّياسيّة في جامعة القدّيس يوسف وكلّيّة الحقوق. والقانون الكنسيّ لجامعة القدّيس بولس الحكمة.

إنّه وسام يمنحه الكرسيّ الرّسوليّ فقط للعلمانيّين الملتزمين الّذين قدّموا خدمة جليلة للكنيسة. وتأكيدًا على الأهمّيّة الّتي توليها الكنيسة لرسالة العلمانيّين، وهي رسالة لا تتوقّف عن دعمها وتشجيعها.  

أكسبه إخلاصه ومثابرته وحماسه، صليب اورشليم البطريركيّ والميداليّة الذّهبيّة لأبرشيّة الرّوم الملكيّين في بيروت، وتتويجًا لمسيرة ناجحة، الميداليّة الذّهبيّة لنقابة محامي بيروت.

على مدى عقود كان عضوًا فعّالاً في المجلس الأعلى لكنيستنا في لبنان، ومثّل كنيستنا في مجلس كنائس الشّرق الأوسط ولا يزال، بالإضافة إلى صفته كخبير في مجمع الأساقفة حول لبنان الّذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الثّاني 1995.

يعرف كيف يجمع بين الصّراحة والاحترام والصّداقة والحقيقة والاستقامة والمرونة والتّواضع والمعرفة. لديه العبقريّة في إيجاد حلول لأكثر الحالات تعقيدًا بفضل معرفته العالية وذكائه الكبير إلى جانب خبرة واسعة للغاية.  

صفة بارزة في شخصيّته وهي ولائه لوطنه، والوفاء لكنيسته، والوفاء لأصدقائه، والوفاء لواجبه وعمله. إخلاص أكسبه ثقة النّاس. ويتجلّى إخلاصه لكنيسته في الاحترام العميق للقادة الكنسيّين.  

هذه الكلمة الصّغيرة الّتي أنطق بها قد لا تفي هذه الشّخصيّة الّتي نحتفل بتكريمها حقّها. وأتوقّف عند المساهمة الّتي قدّمها طرابلسي للفكر حول الأحوال الشّخصيّة في لبنان وحتّى في البلدان العربيّة بنشره للمقالات والكتب. ويتجلّى ذلك بشكل خاصّ من خلال مساهمته في مسألة الزّواج المدنيّ، خاصّة عندما أثيرت في لبنان. فوسام القدّيس غريغوريوس الكبير الّذي  يمنحه لك قداسة البابا فرنسيس اليوم هو أيضًا وسام لكنيستنا الملكيّة وللبنان الّذي قضيت من أجله أكثر من خمسين عامًا من حياتك" .

وردّ المحتفى به  بكلمة عبّر فيها عن شكره وامتنانه للبابا فرنسيس لمنحه هذا الوسام. كما شكر البطريرك العبسيّ على رعايته الاحتفال وتقليده الوسام .

واستعرض محطّات بارزة من مراحل خدمته طيلة خمسين عامًا في القطاعين العامّ والخاصّ وفي خدمة الكنيسة والوطن. وقال: "أعتبر هذا الوسام وسام شرف على صدري يحمّلني المزيد من المسؤوليّة تجاه كنيستنا ومجتمعنا في آن واحد. وأهديه إلى كنيستي إكليروس وعلمانيّين .  

ما قمنا به وما قدّمناه ليس هو سوى واجب وفرض علينا القيام به لإعلاء شأن كنيستنا وتحديث قوانينها وهذا ما عملت عليه طيلة السّنَوات الخمسين الماضية من خلال الدّفاع عن حقوق الكنيسة ورعاياها .

إنّ ما قمت به هو واجب وطنيّ وكنسيّ واجتماعيّ. ونحن أبناء هذه الكنيسة لم نسع يومًا لاكتناز أموال ومناصب على الأرض إنّما في السّماء كما جاء في الكتاب المقدّس. ولم أعمل سعيًا إلى تكريم، بل شعورًا بالحاجة إلى تطوير وتحديث مفاهيم مجتمعنا المسيحيّ واللّبنانيّ عبر تطوير قوانين الأحوال الشّخصيّة ولنا في هذا المجال دراسات ومشاريع قوانين. فنحن معشر المحامين لم نتعلّم سوى إحقاق الحقّ وخدمة المجتمع. نحن لم نزد من نشاطاتنا في السّنوات الأخيرة عملاً وتدريسًا في الجامعات إلّا لأنّنا شعرنا بأنّه علينا لزامًا أن نشارك في الحوار المسكونيّ إحقاقًا لحوار طالما نادى به صاحب الغبطة.  

من أبرشيّة بيروت كانت انطلاقتي، وهي الّتي وفّرت لي الخبرة والثّقة بالنّفس، تعلّمت من رعاتها الكثير، خدمت وشاركت، دافعت عن حقوقها وأوقافها بثبات وإيمان واستحقّيت هذا الوسام بعد نصف قرن من العمل في حقل الرّبّ ."