لبنان
16 آذار 2023, 13:30

الصّوريّ: هل نحن جاهزون لاستقبال الرّبّ؟

تيلي لوميار/ نورسات
بهذا السّؤال استهلّ راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ عظته أمس الأربعاء، خلال القدّاس السّابق تقديسه الثّالث الّذي ترأّسه في كنيسة رفع الصّليب- رعيت، عاونه فيه الأبوان أفرام حبتوت، بورفيريوس ابراهيم، والشّمّاس ديونيسيوس الأشقر.

وعلى هذا السّؤال، أجاب الصّوريّ: "نحن المؤمنين نحيا في سرّ الانتظار أيّ الجهاد لعيش الوصيّة في انتظار استعلان الرّبّ واقتناء نعمته الإلهيّة".

ثمّ تساءل: "كيف يستنزل الإنسان نعمة الرّبّ؟"، وأجاب: "من خلال طلبه الرّبّ باستمرار والسّلوك في حياته ساعيًا للحصول على النّعمة. لكن بما أنّنا خطأة وبحاجة إلى التّوبة، يتحكّم الخوف من الموت بنا، وهو سبب أغلب خطايانا وسبب سلوكنا في البرّ في البداية، أيضًا. لذلك، على الإنسان أن ينضج روحيًّا، وهذا يتمّ بالتّدرّج وبالتّدريب. فلو كشف الرّبّ حقيقتنا مرّة واحدة لكنّا وقعنا في اليأس...".

وأضاف موضحًا أنّ "الإنسان المؤمن يعرف أنّه كلّما تاب اكتشف خطايا أكثر وأهواءً أعمق في قلبه... ممّا يجعله يطلب المزيد من التّنقية لكي يعاين الله.

على المؤمن أن ينقّي قلبه لكي يستطيع ان يعاين الله. ونحن لا نعاينه فقط بشكل مباشر ولكن أيضًا من خلال الكون والآخر.  

إلّا أنّ الإنسان المليء بالخطايا تكون عيونه مظلمة ولا يستطيع أن يرى أيّ خير.

ممّا يعني أنّ نظرة الإنسان متعلّقة بعين القلب الّتي من خلالها نرى الكون على حقيقته".

ودعا الصّوريّ بالتّالي إلى "الاستفادة من هذا الزّمن الّذي هو زمن التّنقية والتّوبة والموت عن العتاقة وطلب الحياة الجديدة"، مشيرًا إلى أنّه "لا بدّ أن نمرّ في مسيرتنا بالصّليب، حيث وضعت الكنيسة الأحد المقبل (الثّالث من الصّوم) "أحد السّجود للصليب" حيث نضع الصّليب بين الورود والرّياحين، لنقول لنا إنّ حملنا الصّليب في جهاد الصّوم والصّلاة يوصلنا إلى حياة عطرة، وقلب نقي، وفكر طاهر وحياة مملوءة بالمحبّة، لأنّ المسيح كشف لنا محبّة الله اللّامحدودة". وشدّد على أنّه "من دون العبور بالصّليب وقتل كلّ حبّ لذواتنا يمنعنا من محبّة الآخر فلن نستطيع أن نصل إلى الحياة الجديدة وأن نختبر معنى القيامة".  

وصلّى الصّوريّ في الختام سائلاً الله "أن ينيرنا لنقبل حمل صليب وصاياه فنتحرذر من عبء الخطيئة والأهواء وندخل في سرّ الوحدة فيما بيننا وبين المسيح لنصل إلى القيامة ونختبر معًا سرّ الخليقة الجديدة على صورة الله".

تبع القدّاس لقاء مع أبناء الرّعيّة حول مائدة محبّة.