"الصّليب... مفتاح باب السّماء"
في الواقع، إنّ الصّليب ما هو إلّا افتقاد الله لأبنائه، من خلاله يغدق على المؤمن نعمة الصّبر والوداعة، فتكبر فيه المحبّة، وتبعد عنه الدّينونة وينقل مفاعيله إلى الآخرين ويتّحد نتيجته بالله في آلامه. في وسط الألم، الله حاضر تمامًا كما حضر في آلام ابنه.
الصّليب والألم ما هما إلّا دواء مطهّر للدّاخل الغائص في الخطيئة. هو واقع ربّما لا يتقبّله الكلّ بسهولة فيعتبرونه عقابًا من الله، غير أنّ الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا. حقيقة حبّذا لو نبحث عنها في زمن الصّليب هذا ونفهم جوهرها، وندرك حينها معنى صلاتنا: "مع آلامك يا يسوع".
كم نحن بحاجة اليوم، في هذا العالم المظلم، إلى أن يشعّ من خلالنا نور المسيح. نور نستمدّه من صليبه المقدّس فنقبل مشيئته بفرح ورجاء ونساهم من خلاله في خلاص النّفوس الضّالّة. أوَ لم يكن الرّبّ أوّل من مشى درب الآلام هذا وكان لنا القدوة في حمل الصّليب؟ فلنجرؤ إذًا على حمل صليبنا متمسّكين بإيمان قويّ لا تخضّه فاجعة، وبمسبحة الورديّة بوصَلَتِنا إلى السّلام والخلاص.