الصليب الأحمر يحذّر من عقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانيّة في السودان
بعد خمسة عشر شهرًا من الصراع في السودان، توقّفت مفاوضات السلام من دون نتيجة.
وفقا للأمم المتّحدة، قتل ما لا يقلّ عن 15,500 شخص، وفرّ مليونان من البلاد منذ بدء الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
وتزداد الأزمة الإنسانيّة سوءًا، مع مواجهة 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائيّ الحادّ.
مع ذلك، تمنع العقبات على الأرض المنظّمات غير الحكوميّة والمؤسّسات مثل اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر من الوصول إلى المدنيّين، ويدين العديد من خبراء الأمم المتّحدة المستقلّين استخدام المجاعة "كسلاح حرب" لتجويع السكّان المدنيّين.
وفي حديثه إلى فاتيكان نيوز، حذّر بيير دوربس، رئيس بعثة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في بورتسودان، العاصمة الإداريّة للبلاد الآن، من أنّ "عبور الخطوط الأماميّة للوصول إلى مناطق النزاع، سواء في ود مَدَني أو الخرطوم، يزداد صعوبةً لأنّ الحصول على موافقات من الأطراف، وهو أمر ضروريّ للأمن، أمر صعب".
الوضع مشابه في الفاشر، عاصمة شمال دارفور والعاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لا تخضع لسيطرة قوّات الدعم السريع المتحاربة مع القوّات السودانيّة. الفاشر تحت الحصار الكامل حاليًّا، ومع تقطّع الاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة، يتعذّر إيصال المساعدات أو حتّى معرفة الوضع القائم هناك، كما أوضح دوربس.
حذّر تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش في أيّار/مايو من تطهير عرقيّ محتمَل ضدّ المساليت وغيرها من المجتمعات غير العربيّة من قبل قوّات الدعم السريع ذات الأغلبيّة العربيّة في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وبعيدًا عن مناطق الخطر، يواجه الصليب الأحمر أيضًا مشاكل في الحصول على تراخيص للعاملين في المجال الإنسانيّ للقيام بمهامهم.
"يحتاج المجتمع الدوليّ إلى التفاوض والضغط على الجهات المعنيّة في النزاع لتبسيط العمليّات الإداريّة ومنح التأشيرات وتسهيل إيصال المساعدات والوصول إلى البلاد، حتّى عبر الخطوط الأماميّة"، أكّد دوربس الذي يقول إنّه، على مدى مسيرته الإنسانيّة التي استمرّت ثلاثين عامًا، لم يشهد أبدًا أزمة بهذا الحجم.
أضاف دوربس بأنْ، مع عشرة ملايين نازح داخليّ أيّ 20-25% من السكّان، لا تتبوّأ السودان بعد عناوين الصحف ويفسّر عدمُ اهتمام وسائل الإعلام نقصَ تمويل الاستجابة الإنسانيّة. على سبيل المثال، تسعى بعثة الأمم المتّحدة المسؤولة عن السودان إلى الحصول على 2.7 مليار دولار لمساعدة الشعب السودانيّ، ولكن تمّ جمع 15٪ فقط من الأموال اللازمة.
ومن بين 2 مليون شخص فرّوا من السودان، لجأ 35٪ منهم إلى جنوب السودان و33٪ إلى تشاد، وكلاهما يواجه أيضًا أزمات غذائيّة حادّة.