العالم
22 آب 2024, 11:00

الصراع في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة: تأمل الكنيسة في هدنة نهائيّة في الشرق

تيلي لوميار/ نورسات
تشير السلطات الكونغوليّة إلى أنّ وقف إطلاق النار في شرق جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة بين كينشاسا وكيغالي، والذي دخل حيّز التنفيذ في 4 آب/أغسطس، "يحترم على نطاق واسع". توسّطت أنغولا في الاتّفاق الذي يهدف إلى إسكات البنادق في الصراع بين الجيش الكونغوليّ وحركة 23 مارس M23 المدعومة من روندا. ويأمل الأسقف ويلي نغومبي من غوما، وهو شاهد على هذه الهدنة، أنْ "يؤدّي وقف إطلاق النار هذا إلى اتّفاق سلام"، على ما نقلت "فاتيكان نيوز فرنسيّ".

 

لأكثر من 30 عامًا، دُمّر شرق جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة بحرب لا نهاية لها تدور وتدور وفقًا لبعض المراقبين. فقَدَ حوالى عشرة ملايين شخص حياتهم، وتعرّضت 500,000 امرأة للاغتصاب، لا سيّما في الحرب بين الجيش الكونغوليّ وتمرّد حركة 23 مارس المدعومة من روندا. ووفقًا للأمم المتّحدة، يمكن أن يصل عدد النازحين داخليًّا في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة إلى 6.9 مليون شخص. وفي مواجهة «هذا الصراع المنسيّ»، تمّ بالفعل إصدار عددٍ من قرارات وقف إطلاق النار والهدنات، ولكن لم يُصار إلى احترامها أبدًا.

لا يُسعِد الإعلانُ عن الهدنة تمامًا اللاجئين المنهكين، المقيمين في غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو المحاطة بحركة 23 مارس. فبعد أن فرّوا من أمام الحركة، هم يطالبون برحيل نهائيّ للمتمرّدين من أراضيهم. بينما يعتقد كونغوليّون آخرون، أنْ ينبغي إعطاء فرصةٍ للوساطة.

دعت الكنيسة الكاثوليكيّة في الكونغو، الطرفين الموقّعين إلى "احترام الاتّفاق"، وحثّت الشركاء الدوليّين على إظهار تضامنهم من خلال دعم التنفيذ الفعّال لخارطة الطريق هذه. وندّد الأسقف ويلي نغومبي نغينغيلي، أسقف أبرشيّة غوما، بـ"الحرب المنسيّة" في حديثٍ مع وسائل الإعلام في الفاتيكان.

قال: "في بعض الأحيان، نتساءل عمّا إذا كان العالم كلّه لا يزال يعرف أنّ هناك حربًا في غوما. عندما نشاهد التلفزيون ووسائل الإعلام، نسمع كثيرًا عمّا يحدث في غزّة، وما يحدث في أوكرانيا، وفي لبنان، وفي إيران حاليًّا، لكنّنا نلاحظ أنّ الكونغو غابت في النسيان".

ونلفت إلى إجابةٍ تقدّم بها أسقف غوما على سؤالٍ ضمن المقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الفاتيكانيّة، قال: "على الرغم من الصعوبات المادّيّة، والماليّة، وانعدام الأمن، والضيق كلّه في عائلاتنا والفقر، لا يزال المسيحيّون هم المحسنين الأوائل إلى النازحين بسبب هذه الحرب. في بعض الأحيان تتساءل كيف يفعلون ذلك. إنّهم خائفون لكنّهم يتقاسمون ما لهم ولو في فقرهم. هذا التضامن هو درس عظيم. نرى أنّ هذا الشعب يعيش الرجاء حقًّا، ويريد حقًّا أن يبقى أمينًا، راسخًا في الإيمان، وأن يستمرّ في الشهادة للمحبّة، للآخرين، الفقراء، وخصوصًا النازحين بسبب هذه الحرب".

وأضاف الأسقف: "ما يمكنني ملاحظته، منذ زيارة الأب الأقدس، هو أنّ العديد من الشخصيّات جاءت إلى غوما لزيارة مخيّمات النازحين والاستفسار عن الوضع على أرض الواقع. نشكر الأب الأقدس على زيارته وخصوصًا على استقباله للناجين من الحرب في كينشاسا.