صحّة
31 آب 2022, 06:45

الصحة العالمية تكشف عن افتقار نصف مرافق الرعاية الصحية حول العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية

الأمم المتّحدة
كشفت تقديرات عالمية جديدة بشأن النظافة الصحية عن خطر انتشار المرض والعدوى بين المرضى ومقدمي ‏الرعاية الصحية، مع افتقار نصف مرافق الرعاية الصحية حول العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية والمطهرات الكحولية لليدين في أماكن رعاية المرضى والمراحيض في هذه المرافق.

ويستخدم هذه المرافق نحو 3.85 مليار شخص، مما يفاقم خطر تعرضهم للعدوى، بما في ذلك 688 مليون شخص يتلقون الرعاية في مرافق غير مجهزة بأي خدمات للنظافة الصحية.

هذا وفقًا لآخر تقرير لبرنامج الرصد المشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

ويسطّر التقرير بشأن "التقدم المحرز في مجال خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية 2000-2021: تركيز خاص على خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية وصلتها بالوقاية من العدوى ومكافحتها"، لأول مرة خطا أساسيا لخدمات النظافة الصحية، كمستوى مرجعي لتقييم الخدمات في نقاط تقديم الرعاية والمراحيض، مع تزايد عدد البلدان المبلغة عن العناصر الأساسية لخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مستشفياتها وسائر مراكزها الصحية. وبالنسبة للنظافة الصحية، فقد ارتفع عدد البلدان التي تتوفر البيانات عنها حاليا من 14 بلدا في عام 2019 و21 بلدا في عام 2020 إلى 40 بلدا، تمثل 35 في المائة من سكان العالم.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، مديرة البيئة وتغير المناخ والصحة لدى منظمة الصحة العالمية: "إن أدوات وممارسات النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية أمر لا غنى عنه. ولا بد من تحسينها للتعافي والوقاية من الجوائح والتأهب لها. ولا يمكن تأمين النظافة الصحية في هذه المرافق من دون زيادة الاستثمارات في التدابير الأساسية التي تشمل المياه الآمنة والمراحيض النظيفة والإدارة المأمونة لنفايات الرعاية الصحية."

وترسم التقديرات العالمية الجديدة صورة أوضح وأكثر قتامة عن حالة النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية. ففي حين تحظى 68 في المائة من مرافق الرعاية الصحية بمرافق للنظافة الصحية في نقاط تقديم الرعاية، و65 في المائة بتجهيزات لغسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض، فإن 51 في المائة منها فقط يتوفر لديها كلاهما وتستوفي بالتالي معايير الخدمات الأساسية للنظافة الصحية. علاوة على ذلك فإن أيا من هذه الخدمات لا يتوفر في مرفق واحد من كل 11 مرفق من مرافق الرعاية الصحية حول العالم (9 في المائة).

وأضافت د. نيرا تقول: "أشجع الدول الأعضاء على تعزيز جهودها لتنفيذ الالتزامات التي قطعتها على نفسها في جمعية الصحة العالمية عام 2019 بتعزيز خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية (WASH) في مرافق الرعاية الصحية ورصد هذه الجهود."

خطر على حياة الأطفال والحوامل

يشير التقرير إلى أن للأيدي والبيئات الملوثة دورا كبيرا في انتقال مسببات الأمراض في مرافق الرعاية الصحية وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات. وتعدّ التدخلات الرامية إلى زيادة إتاحة خدمات غسل اليدين بالماء والصابون وتنظيف البيئة المحيطة ركنا أساسيا في برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها وتكتسي أهمية حاسمة في تقديم الرعاية الجيدة، ولا سيما الولادة الآمنة.

وقالت كيلي آن نيلور، مديرة برنامج المياه والإصحاح والنظافة الصحية وتغير المناخ والبيئة والطاقة والحد من مخاطر الكوارث (CEED) في اليونيسف، إنه "ما لم يحصل مقدمو الرعاية الصحية على خدمات النظافة الصحية فلن يحصل المرضى على مرفق للرعاية الصحية."

وأضافت أن المستشفيات والعيادات غير المجهزة بخدمات المياه الآمنة وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية الأساسية تشكّل خطرا داهما على حياة الحوامل والمواليد والأطفال. ففي كل عام، يخسر نحو 670,000 وليد أرواحهم بسبب الإنتان. وهو أمر غير مقبول بتاتا، لا سيما أن بالإمكان تفادي هذه الوفيات.

تفاوت بين الأقاليم

وما زال مستوى التغطية بخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية متفاوتا بين مختلف الأقاليم وفئات الدخل:

تتخلف المرافق في إقليم أفريقيا جنوب الصحراء عن بقية الأقاليم في خدمات النظافة الصحية. ففي حين يتوفر مطهر اليدين الكحولي أو الماء والصابون في نقاط تقديم الرعاية في ثلاثة أرباع (73 في المائة) مرافق الرعاية الصحية في هذا الإقليم عموما، فإن ثلثها فقط (37 في المائة) يوفر خدمات غسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض. وتوفر الغالبية العظمى من المستشفيات (87 في المائة) خدمات النظافة الصحية لليدين في نقاط تقديم الرعاية، مقارنة بنسبة 68 في المائة من المرافق الأخرى للرعاية الصحية.

في أقل البلدان نموا، يتوفر مصدر مياه محمي في 53 في المائة فقط من مرافق الرعاية الصحية، مقارنة بنسبة 78 في المائة على الصعيد العالمي. وتتحسن النسبة في المستشفيات (88 في المائة) مقارنة بمرافق الرعاية الصحية الأصغر حجما (77 في المائة)، وترتفع في شرق وجنوب شرق آسيا إلى 90 في المائة. أما على الصعيد العالمي، فتنعدم خدمات المياه في نحو 3 في المائة من مرافق الرعاية الصحية في المناطق العمرانية و11 في المائة منها في المناطق الريفية.

بالنسبة للبلدان التي تتوفر عنها بيانات، تغيب خدمات الإصحاح في 1 من كل 10 مرافق للرعاية الصحية حول العالم. وقد تراوحت نسبة مرافق الرعاية الصحية التي لا تتوفر لديها خدمات الإصحاح (الصرف الصحي) من 3 في المائة في أمريكا اللاتينية والكاريبي وجنوب شرق آسيا إلى 22 في المائة في أفريقيا جنوب الصحراء. ولا تتوفر خدمات الإصحاح الأساسية في أقل البلدان نموا سوى في مرفق واحد من كل خمسة مرافق للرعاية الصحية (21 في المائة).

وتُظهر البيانات كذلك أن العديد من مرافق الرعاية الصحية تفتقر إلى خدمات التنظيف البيئي الأساسية والفرز المأمون لنفايات الرعاية الصحية والتخلص منها.