الشّهيد مار فوقا... فوق كلّ العذابات
لتمسّكه بالإيمان المسيحيّ، اندرج ضمن قائمة الشّهداء.
هو القدّيس فوقا الذي عاش في أيّام الرّسل أسقفًا مشهورًا في مدينة سينوبي في البُنُطوس.
هو من دبّر أبرشيّته بحكمة وكان حنونًا على رعاياه.
هو من بشّر بالمسيح بغيرة لا تعرف الملل وذاع هذا الإيمان بأعلى صوت.
هو القدّيس فوقا إذًا الذي رفض التّخلّي عن الإجهار بمسيحيّته، فتحمّل ظلم الوالي الحاكم الذي أنزله في أتون نار مضطرم فكان صبورًا شاكرًا مصلّيًا.
ورغم الآلام هذه كلّها، وبعد أن ضرب زلزال قويّ المنطقة، تضرّع القدّيس فوقا من أجل الوالي والحكّام مخلّصًا إيّاهم من الموت.
هي خطوةٌ أطلقت سراحه لكن سرعان ما نساها الجنود فألقوا القبض عليه من جديد.
العذاب هذه المرّة كان قاسيًا وبربريًّا، استشهد على إثره القدّيس فوقا في حمام مشتعل نارًا بعد ثلاث ساعات من الصّلاة والصّبر.
جهاده وأعماله البطوليّة وروحه الطّاهرة وذهب خطابه البديع وفيض نعمه ومعجزاته جعلت من هذا الشّهيد قدّيسًا عظيمًا تحتفل الكنيسة المارونيّة والسّريانيّة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة وكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك بتذكار عيده، علّنا نتشبّه بمن أسكر المسيح قلبه وعقله فرفض التّخلّي عنه أبدًا...