دينيّة
24 تموز 2019, 07:00

الشّهيدة خريستينا.. إبنة صور

ريتا كرم
في صور اللّبنانيّة وُلدت، وفيها أيضًا ماتت شهيدة. رأت في اضطهاد المسيحيّين ظلمًا فقرّرت حمل الصّليب معهم. لذا تخلّت عن الوثنيّة ونبذت أصنامها بعد أن مسّتها النّعمة الإلهيّة. نبض قلبها محبّة ليسوع المسيح وشغفًا لتعاليمه، فاعتمدت سرًّا عن أبيها أوربانوس حاكم صور المتعصّب لوثنيّته والمضطهد للمسيحيّين، وجعلت يسوع مصدر قوّتها وعزائها في برجها العاليّ الّذي عزلها فيه والدها خوفًا عليها من مخالطة النّاس وصونًا لجمالها.

 

هي القدّيسة خريستينا الّتي حطّمت كلّ التّماثيل حبًّا للمسيح، وأثارت غضب والدها بجرأة لأنّ "الأصنام ليست بآلهة ولا فائدة منها"، وتعرّضت للتّهديد والتّعذيب وخطر الموت غير أنّها بقيت متمسّكة بإيمانها مجابهة والدها بشجاعة قائلة: "أنت قادر، يا أبي، أن تعذّبني وتعدمني الحياة، لكنّك لا تستطيع أن تفصلني عن إيماني بيسوع المسيح وعن محبّتي له".

جوابها له أشعل قلبه مرارة فأمر بضربها وتعذيبها حتّى سالت دماؤها فزُجّت بالسّجن. لكنّ الأعجوبة كانت في الصّباح التّالي حين وقفت أمام والدها سليمة معافاة، فأمر بوضع حجر في عنقها وطرحها في البحر حتّى تغرق، ولكن مرّة جديدة نجت لأنّ ملاك الرّبّ خلّصها. وما كان من والدها إلّا أن أعادها إلى السّجن، ولشدّة غضبه مات غيظًا بكلّ ما للكلمة من معنى.

لم تنته قصّة خريستينا هنا، إنّما اشتدّت ألمًا مع تولّي ديون الحكم، فأنزل بها شتّى أنواع العذابات القاسية والّتي كانت تنجو منها بتدخّل إلهيّ جعل جلّادوها يؤمنون ويموتون شهداء.

أمّا ختام طريق الجلجلة فكان حين أمر الوالي بقطع ثدييها، فصرخت: "إنّ إلهنا في السّماء، أمّا أوثان الأمم فما هي سوى فضّة وذهب صنع البشر". ونالت إكليل الظّفر أخيرًا بعد أن عُلّقت على خشبة وصّوب نحوها مأمورو الوالي السّهام، فأسلمت الرّوح سنة 300 ميلاديّ.