الكنيسة في العالم
08 تشرين الأول 2024, 08:20

السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر: "صرخة إلى السماء لطلب السلام"

تيلي لوميار/ نورسات
بينما كان الأشخاص ذوو النوايا الحسنة يصلّون ويصومون في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر ليطلبوا من الله هبة السلام للعالم، تأمّل مدير التحرير في "فاتيكان نيوز" في الذكرى السنويّة الأولى للهجوم الذي أودى بحياة مئات الأشخاص وأشعل نيران الحرب في الأرض المقدّسة ومن بعدها في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط، بحسب ما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

قبل عام، أدّى الهجوم الذي شنّته حماس ضدّ الإسرائيليّين في ما يعرف بـ"غلاف غزّة"، ومعظمهم من المدنيّين - الأطفال والشباب وكبار السنّ - إلى تقريب العالم خطوة من هاوية حرب عالميّة ثالثة.

لقد شهد العالم، الذي شابَهُ بالفعل العدوان الروسيّ في أوكرانيا والعديد من الحروب المنسيّة الأخرى، عودة دراماتيكيّة للصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ الذي لم ينطفئ أبدًا.

والحصيلة المأساويّة لذلك اليوم، التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص، تفاقمت بسبب محنة الرهائن التي لم تحلّ بعد، والذين قتل العديد منهم في الأشهر التالية.

ومن المأساوي بالقدر عينه، نتيجة الردّ الإسرائيليّ، الذي أدّى إلى دمار واسع النطاق في غزّة وأودى بحياة ما يقرب من 42000 شخص، بما في ذلك آلاف الأطفال.

مئات الآلاف من الناس فقدوا منازلهم وشرّدوا، وهم يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، وينتظرون وقف إطلاق النار، ويخشون القنبلة المقبلة أو الطائرة المسيّرة القاتلة مع عمليّات الإعدام المستهدفة بالقصف، والصواريخ التي يطلقها حزب الله على إسرائيل من لبنان والصواريخ من إيران، وغزو الجيش الإسرائيليّ للبنان: هذه الأحداث تمثّل تصعيدًا يبدو أنْ لا نهاية له في الوقت الحالي.

إنّ الحكومات غير قادرة على إنهاء المذبحة في الشرق الأوسط، فضلًا عن الحرب الدمويّة التي تعصف بأوكرانيا.

وبينما تنفق مبالغ ضخمة على سباق التسلّح، فإنّ الدبلوماسيّة غائبة بشكل واضح عن الساحة الدوليّة. السياسة صامتة، وأمست كلمات مثل "المفاوضات" و"الحوار" لا تُلفَظ. لا يبدو أنّ أحدًا قادر على وقف هذه الدوّامة من العنف غير المسبوق.

في الذكرى السنويّة الأولى لهجوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، في اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بعيد سيّدة الورديّة، دعا البابا فرنسيس إلى يوم خاصّ للصلاة والصوم من أجل السلام.

وطوال هذه الأشهر، استمرّ أسقف روما في الصراخ، من دون أن يلتفت العالم المتصارع إليه، داعيًا إلى وقف إطلاق النار وتعبيد سبل السلام.

اليوم، تصير هذه الصرخة جماعيّة أكثر وموجّهة إلى السماء، على أمل أن يفتح ربّ التاريخ قلوب قادة الأمم، ما من شأنه أن يؤدّي إلى "مفاوضات صادقة" و "تنازلات شريفة" لإنهاء جنون الحرب.

لأنْ، حتّى السلام الأكثر نقصًا وهشاشة أفضل من أهوال الحرب، حتّى تلك التي تعتبر الأكثر "عدلًا"، لأنّه يتفادى "الأضرار الجانبيّة"، أي الضحايا الأبرياء.