الزيارة الراعوية الى الولايات المتحدة الاميركية رعية مار شربل – لاس فيغاس – نيفادا
بعد الانجيل المقدس القى غبطته عظة بعنوان: "يشبه ملكوت الله سيدًا وزع على خدامه الوزنات"، فاستهلها بتوجيه التعزية بالضحايا الـ 58 الذين سقطوا في الاعتداء الاجرامي في لافيغاس بداية الشهر الجاري رافعا الصلاة لراحة نفوسهم ومن اجل شفاء كل الجرحى والعزاء لذويهم. كما اكد ان العالم كله بات يحتاج الى سلام واستقرار والى تضافر الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب والحد من انتشار السلاح.
وفي زمن الصليب وعلى مشارف انتهاء دورة السنة الطقسية المارونية، دعا غبطته الى ثورة روحية تبدأ بالذات وتستمر بالسهر الدائم والعمل على تتميم ارادة الله في حياتنا عملاً بالمواهب التي وهبنا اياها الله من اجل استثمار الوزنات المعطاة لنا بالشكل الذي يليق بالله المعطي لافتًا الى انه غالبًا ما نتعلّق بالعطية وننسى المعطي.
واشار غبطته في يوم 22 من الشهر الى الاعجوبة المستمرة من خلال الحج الروحي الى عنايا واستشفاع القديس شربل الذي اصبح عابرا لكل القارات وهو يكلّم كل الناس بلغتهم ويمطر عليهم النعم والشفاء. ومن كنيسته نطلب شفاعته كي يبارك المدينة ويبارك الجميع ولكي يوحد العالم بلغة واحدة هي لغة المحبة. واضاف غبطته: واليوم نحتفل بعيد البابا يوحنا بولس الثاني الذي ادرك اهمية لبنان ورسالته ودور المسيحيين فيه ولا ننسى دعوته في 22 تشرين الثاني من العام 1989 الى كل مطارنة العالم الكاثوليكي من اجل تحديد يوم ذكرى الاستقلال اللبناني يوم صلاة من اجل لبنان وقال لهم: "ان ما يجري في لبنان يهدد جذور المسيحية العالمية".
وختم غبطته: "على الكنيسة اينما وجدت ان تخاطب باستمرار ضمائر الشعوب بدون خوف كما فعل البابا يوحنا بولس الثاني حيال الحرب في العراق. فالكنيسة وحدها تستطيع ذلك لانها حرّة، وعندما اقول الكنيسة لا اقصد فقط السلطة انما كل الشعب المسيحي. علينا ان نكون جماعة الحقيقة والشجاعة وحرية الرأي."
بعد القداس اقامت الرعية حفل عشاء على شرف غبطته تخللته كلمات ترحيب بالبطريرك الراعي الذي "حمل الى لاس فيغاس رسالة السلام والمحبة والتعزية في قمة الحزن على ضحاياها" كما قال النائب الاميركي اللبناني الاصل روبن كيوان.
وفي كلمته شكر غبطته لابناء الرعية ولكاهنها استقبالهم الحار وللنائب كيوان حضوره معتبرا ان وجود ستة نواب من اصل لبناني في مجلس النواب الاميركي هو محط افتخار واعتزاز داعيا اياهم لان يحملوا قضايا لبنان الى الادارة الاميركية وقال: ولو كان عددهم قليلا ولكن المسيح دخل الى العالم كله من خلال 12 رسولا.
وحيا غبطته حضور كافة الجاليات الى جانب الجالية اللبنانية في هذا اللقاء معتبرا ان ذلك يدل على نجاح ابناء جاليتنا في نسج افضل العلاقات مع محيطهم، كما يعكس الروح المسكوني المنفتح للكنيسة المارونية. واضاف كلنا على تنوعنا مدعوون لان نتكلم لغة واحدة هي لغة المحبة والسلام وحقوق الانسان. ووصف غبطته ما يجري في منطقة الشرق الاوسط من حروب وتهجير وقتل وارهاب بوصمة العار في جبين المجتمع الدولي.