لبنان
14 كانون الأول 2018, 12:46

الرّاعي يوجّه دعوة للرّئيس عون، والمناسبة؟

وجّه البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي دعوة إلى رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون للمشاركة في قدّاس عيد الميلاد في بكركي، وذلك خلال زيارته في بعبدا عرضا خلالها آخر التّطوّرات السّياسيّة في البلاد، كما أطلع الرّاعي عون على نتائج الزّيارة الّتي قام بها البطريرك إلى روما واللّقاء مع البابا فرنسيس.

 

بعد اللّقاء أدلى البطريرك الرّاعي بتصريح صحفيّ، قال فيه بحسب موقع "رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة": "تشّرفت اليوم بزيارة فخامة رئيس الجمهوريّة، لدعوته إلى حضور قدّاس عيد الميلاد، الّذي درجت العادة أن يحضره كلّ عام، وكذلك لتبادل الرّأي بخصوص القضايا والأخطار الّتي نعيشها جميعًا. وما يمكنني التّأكيد عليه أنّ فخامة الرّئيس يتحمّل هذه المسؤوليّة مع كافّة الفئات اللّبنانيّة، كون مسؤوليّة الجمهوريّة لا تقع على عاتق رئيس الجمهوريّة فحسب، بل على عاتق كلّ مواطن لبنانيّ، كلّ من موقعه. كلّنا إذًا مسؤولون، ولاسيّما من بيننا من هو معنيّ بشؤون تأليف الحكومة.
نحن الى جانب الرّئيس دائمًا، لأنّ رئيس الجمهوريّة بحاجة إلى شعبه، ومكوّنات وطنه لكي يتمكّن من الحكم. وهذا ما سمعته من فخامته. وقد أسمعته من جهتي القلق الّذي لدى شعبنا، وهو يعرفه تمامًا. ونحن وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها إلّا القول إنّ هذا التّعامل الحاليّ مع تأليف الحكومة ليس صحيحًا، وكأنّ كلّ أحد بات متشبّثًا بموقفه ومتمسكًّا بمطلبه، وانتهى الأمر. فماذا يحلّ إذًا بذاك الشّعب؟ وبالدّولة؟ والمؤسّسات؟ والاقتصاد المنهار؟ والأخطار الماليّة؟ بمعنى أنّ من هو المسؤول تاليًا عن كلّ ذلك؟
لا يمكننا القيام بأيّ عمل سياسيّ، ونهمل كافّة هذه الأمور من أجل مواقف شخصيّة. علينا قبل أيّ شيء أن نفكّر بالمسؤوليّة المشتركة، فغاية السّياسة هي الخير العامّ، وعلى كلّ من أراد أن يتعاطى السّياسة، سواء أكان فردًا أم حزبًا، أن يضع نصب عينيه الخير العامّ، بذلك يصبح من الممكن بلوغ النّتيجة المرجوّة. وبكلّ تأكيد فإنّ فخامة الرّئيس يصغي إلى الجميع. ولكن لا يكفي أن يأتي أحدهم إلى هنا ويقول له: هذا ما أريده. هذا ليس بحوار حيث كلّ أحد يحمل فقط ما يريده ويتمسّك به. ففي الحوار، على كلّ أحد أن يخرج من ذاته ومصالحه، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مقتنعًا أنّ هذه المصلحة تقتضي التّباحث في كيفيّة إنقاذ البلد والمحافظة على الخير العامّ فيه.
لقد تكلّمت بهذه الأمور مع فخامة الرّئيس، المسؤول الأوّل في لبنان، والّذي يحمل صليب الوطن. ولكن ليس بإمكاننا أن نكتفي بالتّفرّج عليه، كما لا يمكن لأحد أن يكتفي بالتّعنّت في موقفه، فهكذا لا يمكن للبلد أن يسير بشكل صحيح."