لبنان
17 أيار 2018, 08:34

الرّاعي يدعو المؤسّسات المارونيّة إلى حماية الشّعب

عقدت المؤسّسات التّابعة للبطريركيّة المارونيّة أو المتعاونة معها اجتماعًا صباحًا في بكركي، ترأّسها البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي. وللمناسبة كانت له كلمة قال فيها:

 

"يسعدني أرحّب بكم، أنتم المسؤولين عن المؤسّسات التّابعة للبطريركيّة أو المتعاونة معها، وممثّليها، في إطار التّنسيق فيما بينها، من أجل التّكامل والتّعاون والشّموليّة في الخدمة.

في المرحلة الأولى، أصدر مكتب التّنسيق "الدّليل" الّذي عرّف بكلّ مؤسّسة وبأهدافها ومساحة عملها، وقارن في ما بينها، ووضع خلاصة العقبات في عمل كلّ مؤسّسة، مقترحًا آليّة لتفعيله؛ وأخيرًا عرض بعض مبادرات إنمائيّة.
أمّا اليوم، فينبغي أن نخطو خطوة إلى الأمام، فيما شعبنا يتطلّع إلى هذا الكرسيّ البطريركيّ، وهو في حالة قلق على المصير بسبب الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة. شعبنا يعاني من البطالة والفقر والحرمان، وشبابنا وقوانا الحيّة تهاجر وتفرغ الوطن إلى بلدان تحترم الإنسان، وتفسح له في المجال ليحقّق ذاته، ويحفّز مواهبه وقدراته.

وما يؤلم شعبنا بالأكثر الرّكود الاقتصاديّ في كلّ قطاعات الاقتصاد، لسببين أساسيّين، بالإضافة إلى عدم الاستقرار في العالم العربيّ، وهما: غياب خطّة اقتصاديّة واعية ومسؤولة تؤمّن النّموّ، والفساد المتزايد الظّاهر في نهب المال العامّ. وقد قال أحد رؤساء الحكومة السّابقين (نجيب ميقاتي): "البلد مش منكوب، البلد منهوب". الأمر الّذي يعرقل الإصلاحات الإداريّة والماليّة والبنى التّحتيّة الّتي يتطلّبها المجتمع الدّوليّ الدّاعم للبنان وقد أعرب عنها في الشّهرين السّابقين في كلّ من مؤتمر روما وباريس وبروكسل.

كلّ هذه الأمور تؤخّر إطلاق مشروع الشّراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ، وتعزيز بيئة عمل القطاع الخاصّ. هذا فضلاً عن أزمة اجتماعيّة وثقافيّة كبيرة، هي أزمة التّعليم في المدارس الخاصّة. وهو تعليم من حقّ الأهل اختياره لأولادهم بحكم الدّستور. هذه الأزمة سبّبها القانون 46/2017 الّذي أقرّ زيادات باهظة على رواتب المعلّمين من شأنه أن يستدعي زيادة الأقساط المدرسيّة بما يفوق قدرة أهالي التّلامذة. والمدارس غير مستعدّة لزيادتها بسبب عجز الأهل، علمًا أنّ هؤلاء يعانون من ثقل الأقساط الحاليّة، والمدارس تبذل جهدها لمساعدتهم. أمّا بعد صدور القانون 46، فعدد كبير من المدارس ستقفل أبوابها، ويزجّ مئات ومئات من المعلّمين والموظّفين في عالم البطالة. إنّ قيمة الزّيادة على رواتب 11،350 معلّمًا الّتي أقرّها القانون 46 تبلغ 12 مليون دولار أميركيّ.

لقد ذكرت كلّ هذه الهموم الّتي تعنينا جميعًا، لكي نعمل معًا على وضع خطّة استراتيجيّة من أجل حماية شعبنا والمحافظة عليه، باذلين كلّ ما بوسعنا من جهود وطاقات على مختلف الأصعدة. فلا نخاف من هول المشكلات. فرحلة الألف ميل تبدأ بالميل الأوّل".