الرّاعي من صور: التمديد للمجلس اغتصاب للسّلطة التّشريعيّة ولارادة الشّعب ومخالفة للدّستور
حضر القداس وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب علي خريس ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب بهية الحريري ممثّلةً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا، النائب ميشال موسى، النائب عبد المجيد صالح، قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد الركن خليل الجميل ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد اللّواء الخامس العميد الركن رينيه حبشي، المدير الإقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد نواف الحسن، قائد سرية صور العقيد عبدو خليل، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور قبلان قبلان، راعي أبرشية صور لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت ميخائيل أبرص ، راعي كنيسة صور الإنجيلية القس أمير إسحق، السيدة رباب الصدر شرف الدين،المسؤول الثقافي في حركة "أمل" في جبل عامل الشيخ ربيع قبيسي، مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية المهندس ناصيف سقلاوي، قائمقام صور محمد جفال، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في إقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل وعضوا المكتب السياسي للحركة عاطف عون ومفوض عام كشافة الرسالة الاسلامية حسين قرياني، مأمور نفوس صور علي درباع، منفذ عام منفذية صور في الحزب السوري القومي الإجتماعي الدكتور محمود أبو خليل، القنصل الفلسطيني في لبنان رمزي منصور، مسؤول الحزب الشيوعي في منطقة صور علي الجمل، مدير مديرية التجزئة والفروع في بنك بيروت جورج عواد، مدير الفرع في صور سليمان الرز، مدير الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي في صور المهندس محمد بزون، رئيس قسم وزارة الشؤون الإجتماعية في صور محمد حمود، مدير عام مؤسسات الإمام موسى الصدر نجاد شرف الدين، رئيس اتحاد بلديات منطقة صور ورئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق ، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، رؤساء بلديات: العباسية خليل حرشي، برج رحال حسن حمود، برج الشمالي علي ديب، دردغيا إدمون إيليا، علما الشعب سامي فرح، دبل ميلاد حنا، قانا محمد عطية، الزرارية الدكتور عباس جزيني، بكاسين النقيب حبيب فارس، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر، مديرة الصليب الأحمر اللبناني في صور السيدة مزين سقلاوي، رئيس جمعية "الرؤية الوطنية" قاسم صفا، لجنة الأهل، رابطة الخريجين والأساتذة وشخصيات دينية وتربوية واجتماعية وعسكرية وإعلامية وأعضاء المجالس البلدية والإختيارية إلى جانب التلامذة وأهاليهم وأصدقاء المدرسة.
وعزفت موسيقى فرقة الكشّافة الرّسالة الاسلاميّة لحن الاستقبال لدى وصول الرّاعي الى قدموس، وسط استقبال رسمي وشعبي حاشد، ثم التقى الفعاليّات في صالون المدرسة، بعدها توجّه الجميع الى الباحة الخارجيّة في المدرسة.
قبيل القداس، ألقى الأب شربل برقاشي كلمة ترحيبيّة، جاء فيها:"نشكر لكم حضوركم يا صاحب الغبطة، هذا الحضور الذي أغدق علينا البركات بإختتام اليوبيل الخمسين لتأسيس المدرسة. وهذا اليوبيل يمثل الصوت الذي يعلن ويبشر وينادي، فهو يعلن بعد خمسين عاماً من الجهاد الاستمرارية، ويبشّر بأنّ السنين لا تزال في مسارها، وينادي لإنهاض الهمّة".
ثمّ تحدث الأب يونس مرحّباً بالرّاعي والرؤساء الثلاثة وممثليهم، وبالسيدة رباب الصدر، والحضور جميعاً، فقال:"نرحّب بكم في هذا الصرح التربوي العريق في أرض زارها السيد المسيح وهي أرض تستحق كل العطاء والاحترام. وما زيارة أول بطريرك لبنان الى قدموس ووجود ممثلي الرؤساء الثلاثة، ما هو إلا نعمة ربانية ومفخرة انسانية".
أضاف:"خمسون عاماً ورسالتنا حضارية رغم تعدّد الثّقافات في هذا الشرق، وقدموس تكبر فيكم ولكنّها لا تشيخ، لأنّها على أرض العطاء رغم الحرمان والاحتلال والحروب سنبقى عنوان التعايش وكلمة سواء كما قالها الإمام المغيب السيد موسى الصدر".
وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظةً بعنوان"اقترب يسوع منهما، وراح يسير معهما" (لو24: 15)، وممّا جاء فيها:"معالي الوزير ممثّل فخامة رئيس الجمهورية، سعادة النائب ممثل دولة رئيس مجلس النواب، صاحبة المعالي والسعادة ممثلة دولة رئيس مجلس الوزراء، سيادة السفير البابوي، إخواني السادة المطارنة الأجلاء، قدس الرئيس العام والآباء، والراهبات، القائد العام لقوات حفظ السلام الدولية في الجنوب، قائد الكتيبة الكورية، رؤساء البلديات والمخاتير، الهيئات الرسمية، أيها الإخوة والأخوات الأحباء.
كان التلميذان يعودان إلى عماوس بلدتهما كئيبين مصدومين من حادثة صلب يسوع، إذ سقطت كل آمالهم. وهذا سبب لهما وجعاً نفسيّاً كبيراً. في هذا الوقت الصعب تراءى لهما يسوع بمنظر إنسان عادي يسير معهما في الطريق فلم يعرفاه. المسيح يعلّمنا بذلك أنّه رفيق دربنا أفراداً وجماعةً، ولاسيّما في ساعات الشدة والألم. "فحيث الصليب هناك المصلوب الممجد". ويعلّمنا عدم التسرع والانفعال وردات الفعل، بل"الخروج" من المشكلة، والذهاب إليه والإصغاء إلى كلامه والتأمل في مواقفه وأفعاله وآياته، فنجد الحلول. هذه الحالة تنطبق على الحياة الزوجية والعائلية وعلى الحياة الاجتماعية والوطنية".
أضاف:"كما سند الرب يسوع ضعف التلميذين في حالتهما الخاصة، يسند كذلك كل واحد وواحدة منا في ضعف حالته. إنّه لكلّ إنسان بمفرده، وقد أتى ليقطع الطريق معه في الحياة؛ وهو لكل جماعة مؤمنة تمشي في مسيرة حج نحو الله".
وتابع:"يسعدنا أن نحتفل معاً بهذه الليتورجيا الإلهية التي نختتم بها اليوبيل الذهبي الخمسين لتأسيس مدرسة قدموس الزاهرة، هنا في جوار النخل - صور (1966-2016). فإنّنا نذكر بصلاتنا الواقفين والمؤسسين المرحومين ابراهيم نصرالله الخوري ونسيبه فؤاد الخوري والمثلثي الرحمة المطرانين الشقيقين شكرالله وعبدالله الخوري، ابني شقيقة الواقف، والمثلث الرحمة المطران يوسف الخوري راعي الأبرشية آنذاك، الذي أولى اهتماماً خاصّاً وسهراً متواصلاً على بناء المدرسة ومسيرتها، وسلّمها لجمعية المرسلين اللّبنانيِين، آملاً أن تكون منارة علم وتريية، مفتوحة الأبواب أمام جميع اللّبنانيين بكل انتماءاتهم الدينية والاجتماعية، وملتزمة بالوصول بطلابها إلى ميناء المعرفة الشاملة التي تهيِئهم لمعترك الحياة. ونذكر من كان يده اليمنى في هذا المشروع، نائبه العام ثم خلفه، المثلث الرحمة المطران مارون صادر. ويتواصل التعاون بين جمعية المرسلين وسيادة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج".
وقال:"يطيب لي أن أحيّي معكم جمعية المرسلين اللّبنانيين، بشخص رئيسها العام قدس الأب مالك أبو طانوس، ورئيس المدرسة الأب جان يونس والآباء المعاونين وراهبات العائلة المقدسة المارونيات، والهيئتين الإدارية والتعليمية، والطلاب الأحباء وأهاليهم الكرام. ونذكر بصلاتنا المرحوم الأب بطرس أبي عقل شهيد المدرسة الذي سقى أرضها بدمه فأينعت. ونحيي أسرته وأنسباءه الآتين من بجه العزيزة. كما نحيّي أنسباء الواقفين والمؤسسين الآتين من بكاسين وجزين الاحباء".
أضاف:"نصلّي، بنعمة هذا اليوبيل الذهبي، كي يحرس الله بعنايته هذا الصرح التربوي، ويبارك أسرته التربوية، إدارة ومعلّمين وطلاباً وأهالي، لكي تعلو به إلى قمم المعرفة والأخلاق ومحبة الوطن والانفتاح على الآخر المختلف. كافأ الله، بفيض من نعمه وبركاته، كل الذين تعبوا في قيام هذه المدرسة، وفي الإدارة والتعليم والوظيفة، ماضياً وحاضراً؛ والذين يحافظون على شعلة التربية وضاءة فيها. أعني لجنة الأهل، ورابطة الأساتذة، ورابطة القدامى والخريجين وكل الأصدقاء".
وتابع:"إنّ الجنوب العزيز فخور بمدرسة قدموس الكاثوليكية المارونية، التي توفر تعليما نوعيا يرسي الأسس الثقافية والروحية والخلقية والوطنية التي تجعل من طلابها مسلمين ومسيحيين ناشطين، وشهودا لتعليم القرآن والإنجيل، ومواطنين محبين لوطنهم.
والكنيسة المارونية فخورة أيضاً بأن تكون هنا بالذات في هذه المنطقة من الجنوب، من خلال مدرسة قدموس، لكي تنقل إلى الأجيال الطالعة إيمانها بالخالق عز وجل، وتعلقها بشخص المسيح وتكريمها للسيدة العذراء اللذين وطئا أرض الجنوب وهذه المنطقة بالذّات وقدساها؛ ولكي تربي على الوحدة في التّنوع، وعلى التّعاون والتّرابط بين مكونات البلاد كافة، وعلى تعزيز العائلة وحماية الأرض والوطن اللّبناني، والانفتاح على العالم العربي والتراث العالمي وقيم الحداثة البنّاءة".
أضاف:"من أجل هذا الالتزام، كان شعار يوبيل مدرسة قدموس: "من أجل الجنوب... خمسون عاماً ... باقون ومستمرون في التربية والتعليم". وقد كتب على البالونات الخمسين التي طارت في الهواء الطلق للدلالة على هذه الاستمرارية المنفتحة مذ الآن نحو اليوبيل الماسي الخامس والسبعين وما يليه. وهذا يشكل علامة رجاء لأجيالنا الطالعة. فلا خوف على المستقبل طالما عندنا مدرسة حرة، رسمية كانت أم خاصة أم كاثوليكية، لا تخضع لأية إيديولوجية أو لأي تدخل سياسي من أي نوع كان".
وتابع:"اقترب يسوع من التلميذين وراح يمشي معهما (لو24: 15). بهذا علّمنا السير معاً في مواجهة مشاكلنا. كان التلميذان يساندان الواحد الآخر من خلال تبادل مشاعر الألم والكلمات والاعتبارات. كل إنسان يحتاج إلى شخص يسمع همه وألمه ويتحسس كآبته، ويوجه إليه كلمة تضامن، فيشعر أنّ هذا الشخص هو بقربه. هذا الأمر يخفف نوعاً ما من حدة الوجع، لكنّه لا يزيله. أمّا يسوع فعندما مشى مع التلميذين أزال وجعهما معنوياً بكلماته، كما أسر الواحد للآخر:"أما كان قلبنا مضطرما فينا، حين كان يكلمنا في الطريق، ويشرح لنا الكتب؟" (لو24: 32). ثمّ أزال وجعهما بكليته عندما تناولا خبزه أي جسده، فعرفاه (لو24: 31).
مشى يسوع معهما وحدّثهما، ولم يعرفاه. ذلك أنّ المسيح بعد قيامته لا يعرف بعين الجسد، بل بعين الإيمان، وفي سرّ الإيمان الذي هو سر الإفخارستيا. فقد عرفاه عند كسر الخبز أي عندما قام بعمل قرباني".
أضاف:"مشى يسوع مع التلميذين بمبادرة منه (لو24: 15). إنّه دائماً صاحب المبادرة الأولى. هذا هو نهج الله مع الإنسان، ويريد منّا أن يكون نهجنا نحن أيضاً بعضنا مع البعض، ومع القريب والبعيد. لا نستطيع أن نعرف مسبقاً نتائج هذه المبادرة وثمارها، بل بعد اللقاء. هذا النّهج نحتاجه في حياتنا الوطنية بنوع خاص وفي هذه الأيام، نهج السير معا بثقة بحثاً عن الحقيقة التي تحرر وتجمع. يحتاجه رجال السياسة والكتل النيابية ووزراء الحكومة، لكي يتمكنوا من ممارسة التشريع السليم، واتخاذ التدابير الإجرائية التي تخدم الخير العام، الضامن لخير كل مواطن وخير كل المواطنين. أجل، يحتاجون "الخروج" من ذواتهم ومصالحهم الخاصة وحساباتهم الضيقة، لكي يصلوا معاً إلى القرار الذي يناسب لبنان وشعبه، لا الأفراد والفئات. فهؤلاء جميعهم تضمن مصالحهم الحقيقية عندما تتأمن مصلحة الوطن بشعبه وكيانه".
وختم الراعي:"لم يتوصّل المسؤولون السياسيون عندنا حتى الساعة، ومنذ اثنتي عشرة سنة، إلى اقرار قانون جديد للانتخابات، لعدم اعتماد معيار مبدئي واحد، ولأنّ كل فريق يريد القانون الذي يناسبه بمعزل عن غيره. ورغم ذلك، ما زلنا نأمل ونصلّي لعلّهم يهتدون بالأنوار الإلهيّة، فيتمكّنوا من الاتفاق على القانون المناسب. وإلا فحذار التمديد للمجلس النيابي لأنّه اغتصاب للسلطة التشريعية ولإرادة الشعب ومخالفة فادحة للدستور، وحذارِ الفراغ لأنّه يهدم المؤسسات الدستورية. وفي كل حال، يبقى الدستور عمود الحق الذي تجب العودة الدائمة إليه والاحتكام بمضمونه. فهو الضامن وحده لسلامة المؤسسات وحياة الجمهورية. ليست التربية محصورة بالمدرسة، بل هي أيضاً مسؤوليّة رجال السّياسة والمجتمع. فماذا تنفع تربية الطّلاب على مقاعد المدرسة، عندما يرون كل يوم، من خلال الشاشة الصغيرة، ما يعاكسها تماماً في الممارسة السياسية وحياة المجتمع ؟ من حقّ أطفالنا وشبابنا أن نوفِّر لهم مستقبلاً أفضل في وطننا الغالي لبنان، على الأرض اللبنانية المقدسة والغنية بتراث الاديان كافة، عندئذ نستطيع أن نرفع التمجيد لله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
وفي ختام القدّاس، تسلّم الرّاعي هديّةً وميداليّة اليوبيل المذهّبة عربون وفاء وتقدير من إدارة مدرسة قدموس.
بعدها، توجّه الرّاعي والوفد المرافق الى استراحة صور، حيث عقد لقاء مع رندى بري، في حضور ممثل رئيس الجمهورية، ممثل قائد الجيش، ممثل عن "اليونيفيل".
وسيلتقي فاعليّات وشخصيّات سياسيّة وعسكريّة واجتماعيّة.