لبنان
09 تشرين الأول 2023, 05:00

الرّاعي يوجّه نداءً من روما إلى المسؤولين ويصلّي لينتصر في العالم إنجيل الحقيقة والمحبّة والسّلام

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قدّاس الأحد في روما، وللمناسبة، كانت له عظة بعنوان: "من تراه الخادم الأمين الحكيم" (متّى 45:24)، وجّه خلالها على ضوء الإنجيل نداءً إلى كلّ مسؤول، فقال:

وللمناسبة، كانت للرّاعي عظة على بعنوان: "من تراه الخادم الأمين الحكيم" (متّى 45:24)، وجّه خلالها على ضوء الإنجيل نداءً إلى كلّ مسؤول، فقال:  

"أ- إلى المسؤولين السّياسيّين المؤتمنين على الخير العامّ، كي يمارسوا واجب التّشريع والإجراء والإدارة والقضاء والأمن وفرض الاستقرار والنّهوض بالاقتصاد وتأمين فرص عمل، ووضع الشّخص البشريّ وكرامته وحقوقه نصب أعينهم.  

ب- إلى الأزواج والوالدين المؤتمنين على تشكيل "جماعة الحياة والحبّ" على صورة الله الواحد والثّالوث برباط لا ينفصم، كي يقوموا بواجب نقل الحياة البشريّة وتربيتها، فهي مصدر سعادة الوالدين، وضمانة مستقبل العائلة وإرثها وتراثها.

ج- إلى الشّبيبة ضمانة المستقبل في العائلة والكنيسة والوطن، كي يكتشفوا برنامج حياتهم، وبناء مستقبلهم على العلم والمعرفة والكفاءة والقيم. انّهم القوّة التّجدّدية في الكنيسة والمجتمع.

د- إلى الأساقفة والكهنة المؤتمنين على نقل محبّة المسيح لجميع النّاس من خلال محبّتهم، كي يقوموا بواجب الكرازة بإنجيل المحبّة والحقيقة لجميع النّاس والشّهادة له بحياتهم وتصرّفاتهم وأعمالهم.

ه- إلى المكرّسين والمكرّسات الملتزمين بالسّير على خطى المسيح نحو المحبّة الكاملة، من خلال نذورهم: الطّاعة والعفّة والفقر، كي يعملوا على تعزيز الأخوّة الشّاملة وشدّ أواصرها."

وأضاف: "من المؤسف والمؤلم حقًّا أن يكون إنجيل المسيح وكلّ عمل الفداء والخلاص مزدرىً به، كما جرى لشخص يسوع نفسه.

أ- فإنجيل المحبّة والسّلام مزدر به عندنا في لبنان، بالحقد والبغض والكراهيّة والفساد وتدنّي الأخلاق والمصالح الفرديّة والفئويّة والمشاريع المشبوهة والولاءات لغير الوطن. هذه كلّها ظاهرة في تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة، على الرّغم من وجود مرشّحين راجحين ومرشّحين آخرين قدّموا ترشيحهم وبرامجهم حسب الأصول الدّيمقراطيّة.

ب- وإنجيل العدل وحقوق الإنسان مزدر به من قِبل الأسرة الدّوليّة الّتي تُغرق لبنان بحماية النّازحين السّوريّين البالغين أكثر من مليونين ما عدا الولادات اليوميّة. يدفع لهم المجتمع الدّوليّ معيشتهم ويؤمّن لهم المواد الغذائيّة واللّباس، ويعاكس عودتهم إلى سوريا لأسباب سياسيّة تختصّ بالسّياسة الدّوليّة تجاه الحكم في سوريا، فيما لبنان واللّبنانيّون يقاصَصون على إنسانيّتهم. ومعلومٌ أنّ كلفة النّزوح السّوريّ إلى لبنان بلغت منذ بداية الحرب في سوريا ٤٩ مليار و٦٩٠ مليون دولار، ساهم فيه المجتمع الدّوليّ فقط بـ١٢ مليار دولار، واضطرّت الدّولة اللّبنانيّة أن تدفع من خزينتها الفرق وهو حوالي ٤٨ مليار دولار. فيا للظّلم المتمادي من المجتمع الدّوليّ تجاه لبنان. فلا بدّ من وضع حدّ لهم بعودة النّازحين السّوريّين إلى وطنهم ليحافظوا على أرضهم وثقافتهم وكرامتهم.

ج- وإنجيل التّضحية في سبيل الخير العامّ مزدر عندنا في لبنان، عندما نرى مؤسّساتنا الأمنيّة وعلى رأسها الجيش اللّبنانيّ مطعونًا بها على الرّغم من تضحياتها لضمانة السّلم الأهليّ، وحماية الدّاخل والحدود في أحلك الظّروف، فإنّا نقدّر جهودها وتضحياتها ووحدة صفوفها، وبخاصّة عندما فرض السّياسيّون انقسام البلاد عاموديًّا، إلى شطرين.

وإنّا نشجب ما يساق من اتّهامات بحقّ مؤسّسة الجيش، وندعو إلى احترامها وتأييدها وتشجيعها فهي وحدها صمّام الأمان للوطن.

د- وإنجيل الحوار والتّفاهم بين الشّعوب والدّول مزدر في العالم: بالحروب الدّائرة بين روسيا وأوكرانيا؛ وبين إسرائيل والفلسطينيّين؛ وفي مأساة الشّعب الأرمنيّ الّذي طُرد بعشرات الألوف من وطنه في أعالي كاراباخ باجتياح من قوّات أذربيجان."

وإختتم: "وإنّنا نصلّي إلى إله السّلام ربّنا يسوع المسيح، كي يعزّي قلوب المتألّمين، ويريح نفوس الضّحايا، ويشفي الجرحى، وينصر في العالم إنجيل الحقيقة والمحبّة والسّلام. فنرفع المجد والشّكر للثّالوث القدّوس الآب والإبن والرّوح القدس، الآن والى والأبد، آمين".