لبنان
27 شباط 2024, 13:30

الرّاعي يترأّس اللّقاء الأوّل لمكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
برعاية وحضور البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، وتحت عنوان "معًا نسير"، نظّم مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة في الدّائرة البطريركيّة المارونيّة "اللّقاء الأوّل" للمكتب في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وذلك قبل ظهر يوم السبّت 24 شباط/ فبراير الجاري.

حضر اللّقاء وزير الشّؤون الاجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال الدّكتور هكتور حجار وممثّلون عن أكثر من عشرين مؤسّسة وجمعيّة معنيّة بشؤون الإعاقة ومؤسّسات حقوقيّة تُعنى بمتابعة حقوق الأشخاص المعوّقين من النّاحية القانونيّة المتّصلة بقضيّة الإعاقة.

إستُهل اللّقاء الذي تخلّلته محاور عدّة، بكلمة ترحيبيّة للمرشد والمشرف على الرّاعوية الأب ميلاد السّقيّم المرسل اللّبنانيّ، ثم كلمة تعريفيّة لمنسّقة المكتب الإعلاميّة داليا فريفر التي لخّصت الأهداف التي استدعت إنشاء هذا المكتب.

كما كانت كلمة للوزير هيكتور حجار الذي أثنى على أهميّة هذا المكتب معربًا عن استعداده الدّائم لدعمه ولتعاون الوزارة معه ومع أمثاله من المكاتب والجمعيّات.

أمّا في المحور الثّاني، فقد استمع الحضور إلى المقاربة الحقوقيّة لقضيّة الإعاقة قدّمها رئيس التّحالف الدّوليّ للإعاقة ورئيس المنظّمة العربيّة للأشخاص ذوي الإعاقة الدكتور نواف كبارة.

مستشار شؤون الإعاقة في منظمة "الإسكوا" إبراهيم عبدالله تناول في كلمته الاستراتيجيّة الوطنيّة لحقوق ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة والهيكليّة المتّصلة بها، فيما تحدثَ رئيس جمعيّة الشّبان المكفوفين عامر مكارم عن محاور هذه الاستراتجيّة.

"أبرز التّحدّيات التي تواجه مؤسّسات الرّعاية الإجتماعيّة" كانت محور الكلمة التي ألقاها رئيس الاتّحاد الوطنيّ للإعاقة العقليّة ورئيس اتحاد جمعيّات المعوّقين اللّبنانيّين ورئيس جمعية أصدقاء المعوّقين الدكتور موسى شرف الدين.

وتطرّق المدير التّنفيذيّ للشّبكة الجامعة لمناصرة الأشخاص المعوّقين فادي الحلبي إلى موضوع دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الكنسيّة وعن التّحدّيات التي تواجه هذا الدّمج والآمال المرتجاة.

في المحور ما قبل الأخير، تمّت مقاربة موضوع "فرص العمل وبرامج التّدريب" مع مدير البرامج في جمعية Arcenciel جورج كسانتوبولس، أمّا رئيس جمعية Genius ومدير مدرسة مار مارون- البوشريّة وخادم رعية مار جرجس - الدّكوانة الخوري فادي العلم فتناول موضوع الدّمج التّربويّ للأشخاص ذوي الإعاقة بين الاختبار والواقع.

من جهته شكر البطريرك الرّاعي جميع الحاضرين على خدمتهم ومساعدتهم للإخوة الذين هم في حاجة إلى المساعدة، وقال : "اليوم تعيشون أنتم معاناة الإخوة الموجودين معكم، مع عائلاتهم ويمكنني أن أشعر بهذه التّضحية. كنت دائمًا أتساءل ما هي علاقتنا كبطريركيّة بهذه المؤسّسات إلى أن أتى صوت داليا يقول ما رأيكم أن نؤسّس مكتب راعويّة ذوي الاعاقة، ووافقت فورًا. وهذا اللّقاء اليوم هو كي نعرف ما هو الدّور الذي يجب أن تقوم به بكركي معكم ومن أجلكم، وهذه هي الغاية من لقاء اليوم كي نتعرّف منكم على حاجات هذا المكتب، وقد رأيت كيف أنّ داليا متعايشة ومتقبّلة لحالتها وتعيش في فرح دائم. إنّ الأشخاص الذين تخدمونهم أيضًا يعيشون الفرح ولهم دورهم الفعّال في المجتمع من خلال إعاقتهم، كما أنّ المجتمع بحاجة لهم، وأنا أقول هذا الكلام عن قناعة تامّة، وأنا قلت من قبل إنّني أتّكل على المعوّقين لأنّهم هم من ينالون نِعم الله على الأرض، ولهذا السّبب لا يجب أن نتغنّى بهم فقط، بل يجب أن نؤمّن لهم حياة فيها كرامة كي يشعروا فعلًا أنّهم أعضاء فاعلين في المجتمع، وهذا هو الهدف من إنشاء هذا المكتب، كي نساعد المؤسّسات لأنّ هذا العمل هو بإسم الكنيسة كي تخدم إخوتنا المتعايشين مع الإعاقة والذي يحملون آلام المسيح المستمرّة والذي بحاجة هم لخدمة ماليّة وطبيّة. أريد أن أبارك لداليا التي لا تحمل همًّا بل تتّكل على العناية الإلهيّة وتفكّر بكلّ من يحمل إعاقة اليوم، وهنا أستشهد بالمثل القائل إنّه إذا كنت تريد أن ترى تقدّم المجتمع أو إلى أيّ مدى يمكن أن يتقدّم يجب أن ترى كيف يعامل أصحاب الإعاقة. شكرًا لكم على عملكم وليكافئكم الرّبّ بنعمه الغزيرة".

وفي ختام اللّقاء، تمّ التّداول بمواضيع عدّة حيث تشارك المجتمعون التّمنيّات والتّطلّعات الرّاعويّة وكيفيّة اعتماد استراتجيّة واضحة للوصول إلى الأهداف التي يتطّلع المكتب الرّاعويّ إلى تحقيقها.