الراعي: نناشد الأسرة الدولية لكي تتحمل مسؤولية السلام في العالم
والقى افرام كلمة شكر فيها للبطريرك الراعي "رعايته المؤسسة،" موجزا "لدورها وللنشاط الذي تقوم به في لبنان وبلاد الانتشار."
كما وجه افرام تحية "شكر وتقدير لوزير الخارجية جبران باسيل للتعاون الذي حققه مع المؤسسة بهدف مساعدتها على تخطي العقوبات والمشاكل التي تحول دون استعادة المنتشرين لجنسيتهم اللبنانية "، معتبرا أن "موضوع النفايات أضر كثيرا باسم لبنان في الخارج، وكان له تأثير سلبي قوي جدا تفوق على التأثير الذي فرضته الحرب الاهلية، وبات تسويق اسم لبنان في الخارج صعبا جدا، ولكننا سنعمل على تغيير هذا الواقع".
من جهته اكد الوزير السابق ميشال اده على "دور البطريركية على الصعد كافة"، شاكرا للبطريرك دعمه وحضوره الدائم ومواكبته لكل الخطوات التي تقوم بها المؤسسة المارونية للانتشار، التي تلعب دورا أساسيا في مساعدة المنتشرين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم من اجل الحفاظ على جنسيتهم وتسجيل نفوسهم".
ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي حيّا فيها "المؤسسة المارونية للإنتشار رئيسا واعضاء والداعمين والمساعدين لتحقيق هدفها وهو مساعدة المنتشرين اللبنانيين حول العالم لتسجيل قيودهم والحفاظ على جنسيتهم اللبنانية، وهذا عمل جبّار واساسي ووجودي يساند عمل الكنيسة بمؤسساتها من ابرشيات ورعايا ومراكز."
وقال غبطته" نتمنى للؤسسة المارونية للإنتشار وللجميع اعيادا مجيدة ملؤها الخير والسلام والبركة. ونشكر الله بانه انعم علينا بعد طول انتظار برئيس للجمهورية وبحكومة جديدة نوجه معكم اليهما تحية تقدير ومحبة متمنين لهما انطلاقة جديدة في وجه كل التحديات المطروحة ولا سيما تلك التي تؤثر على عمل المؤسسة، حيث ان عدد المهاجرين اللبنانيين بات مرتفعا جدا، وهذا امر يعيق عمل هذه المؤسسة."
وتابع غبطته:" لقد ازدادت الهجرة بسبب الأوضاع الإقتصادية والأزمة السياسية في لبنان وتدفق النازحين ووجود اللاجئين الذين باتوا معا يهددون الكيان اللبناني ولقمة عيش اللبنانيين الذين زاد إنتشارهم حول العالم. ان المؤسسة المارونية للإنتشار تحمل هذا الهم الى جانب همها الأساسي الذي حملته يوم تأسيسها. وبالمناسبة اوجه تحية شكر ومحبة وتقدير لمؤسسيها سيدنا البطريرك صفير ومعالي الوزير ميشال اده ونطلب من الرب ان يطيل بعمريهما ليحافظا على هذه الوديعة ويعطوننا الدفع للأجيال كلها لنواصل هذه الرسالة."
وأضاف غبطته:" من المؤكد اننا امام تحديات كبيرة. والإنتشار نشبهه دائما بارزة لبنان المغروسة في هذه التربة من الجبل اللبناني والتي تنتشر اغصانها حول العالم. وهذه الأرزة يحتاج اليها الإنتشار تماما كحاجة الأغصان للجذع وللتربة لتستمد الحيوية. معظم المنتشرين الذين لم يعرفوا لبنان بعد، تربطهم به علاقة مميزة، ففي دمهم حب كبير للبنان، لأن اصلهم اللبناني لا يزال حيا في عروقهم، وعلم الجينات اظهر ان الإنسان لا تبدا حياته يوم ميلاده وانما هي مرتبطة بجذوره لأنه يحمل في عروقه تاريخ وتقاليد وثقافة تكون شخصيته من جيل الى جيل. من هنا نحن بحاجة لأن نحافظ على لبنان الذي يمثل جذع الشجرة والتربة التي منها نتغذى لكي نمد المغتربين المنتشرين بالحيوية. ونحن بدورنا بحاجة اليهم لأن الشجرة من دون اغصان لا تفيد. ونحن بحاجة لأن يزهر لبنان وينمو ويعود اليه دوره في الأسرة العربية والدولية بفضل اغصانه المنتشرة."
وشكر غبطته "المؤسسة على كل ما تبذله من مال ووقت وجهد." ووجه تحية تقدير لكل المكاتب المنتشرة في مختلف دول العالم وللبعثات الديبلوماسية التي تساعدنا،" داعيا "اللبنانيين المنتشرين لأن لا يكون حبكم للبنان حبا عاطفيا فقط وانما ترجموه من خلال تسجيل نفوسكم في السجلات اللبنانية وحفاظكم على جنسيتكم اللبنانية."
وأردف غبطته:" احيي لبنان المقيم والمنتشر واقدم تهاني بالميلاد المجيد والسنة الجديدة 2017 واوجه التهاني لرئيس الجمهورية وللحكومة الجديدة ونصلي لكي يعضدهم الرب ليواجهوا كل هذه التحديات الكبيرة. ولا يمكننا ابدا ان ننسى مأساة بلداننا في الشرق الأوسط مأساة الحرب والتهجير والهجرة، التي نعاني نحن ايضا من نتائجها على ارضنا وعلى كافة الأصعدة."
وختم البطريرك الراعي:" معكم نناشد الأسرة الدولية لكي تتحمل مسؤولية السلام في العالم. فمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجدا من اجل حماية السلام. ولكن للأسف اصبح هذا الأمر شبه مفقود وهذا ما قاله قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في خطاب له في الامم المتحدة " انا آسف ان اقول ان هذه المنظمة التي وجدت من اجل السلام تفقد شيئا فشيئا من مبرر وجودها لأنها لم تعد تعمل من اجل غايتها الأساسية واصبحت وسيلة بيد الكبار."
وكان غبطته قد استقبل صباحا وزير الدفاع السابق سمير مقبل الذي قدم تهانيه بمناسبة الأعياد، ثم توفيق الهندي.