لبنان
05 شباط 2020, 06:00

الرّاعي: نصلّي من أجل وحدة اللّبنانيّين الّتي تقفل كلّ الأبواب المشرّعة للسّياسات الدّوليّة

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في مستهلّ الصّلاة مساءً من كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي، نداءين إلى اللّبنانيين وإلى الأسرة الدّوليّة جاء فيهما:

أدعو اللّبنانيين إلى المحافظة على وحدتهم والخروج من خلافاتهم ونزاعاتهم السّياسيّة لأنّه بوحدتهم حياة وخلاص هذا الوطن. علينا أن نتجاوز كلّ الخلافات لأنّ الأخطار مداهمة داخليًّا بسبب الأزمة الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة الّتي لا يجهلها أحد. وأتوجّه إلى الأسرة الدّوليّة لأقول إنّنا نرفض أيّ نوع من السّياسة الدّوليّة الّتي تحاول تحميل لبنان أثمان كلّ ما يجري في المنطقة. فلبنان لم يقفل أبوابه بوجه أحد، فاستقبل اللّاجئين الفلسطينيّين سنة 1948 وحمل معهم قضيّتهم، ثم استقبل أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوريّ. لا تستطيع الأسرة الدّوليّة السّير بإغراءات ماليّة بنيّة توطين الفلسطينيّين أو السّوريّين على الأرض اللّبنانيّة. الخطورة أمام كلّ ذلك تكمن في خلاف اللّبنانيّين إذا حصل، ولذلك فإنّنا نصلي من أجل وحدتهم الّتي تقفل كلّ الأبواب والشّبابيك المشرّعة للسّياسات الدّوليّة الّتي ندفع ثمنها والّتي تقرّر عنّا. لم يعد باستطاعة لبنان أن يدفع أثمانًا أكثر ممّا دفع، ولا يمكنه تحمّل وزر السّياسة الجديدة المتمثّلة "بصفقة القرن" مع نتائجها الوخيمة والسّلبيّة.

وكان الرّاعي قد رفع مساء الإثنين صلاة المسبحة الورديّة على نيّة لبنان في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي، وقد استهلّها بتأمّل روحي قال فيه: "نصلّي اليوم على نيّة المصابين بفيروس كورونا في الصّين وفي كلّ بلدان العالم، ونطلب من الله أن يمنّهم بالشّفاء وأن يحدّ من انتشار هذا الوباء، ونسأل الخالق أن يسهّل أمام الطّبّ السّبل لإيجاد العلاج المناسب للقضاء على هذا الفيروس، وأن ينجّي منه لبنان."

وأضاف: " نذكر أيضًا في صلاتنا هذا المساء، جميع اللّبنانيّين الّذين يتكبّدون خسائر كبيرة نتيجة الوضع الاقتصاديّ الصّعب، بسبب خسارة وظائفهم ومصدر رزقهم ، ونطلب من الله أن يتمّ التّسريع في وضع الخطّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة للبنان كي تعود الحياة الاقتصاديّة الطّبيعيّة إليه، وكي تحدّ من معاناة نسبة كبيرة من الشّعب اللّبنانيّ، لأنّ الموضوع لم يعد سياسيًّا، بل أصبح إنسانيًّا بامتياز".

وفي سياق لقاءات الثلاثاء، استقبل البطريرك الرّاعي في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من "التّجمّع من أجل لبنان"، ضمّ أنطوان حروق، ماري آنج نهرا، إيلي يشوعي، فؤاد سلامي، جورج زغيب، جوزيف يونس ورالف جرماني. وكان عرض لعدد من المواضيع المتعلّقة بالشّأن المحلّيّ ولاسيّما الاقتصاديّ منها.

وقدّم الوفد لالمناسبة كتيّبًا لغبطته يعرض للمبادئ الّتي أنشئ على أساسها التّجمّع والنّشاط الّذي يقوم به. وكان تشديد على ضرورة تطبيق اللّامركزيّة الإداريّة في لبنان والّتي من شأنها تسهيل حياة المواطنين وتسريع العجلة الإنمائيّة في بلد"لم يعد يحتمل المزيد من الانهيارات والخضّات."

كما شدّد أعضاء الوفد على دعمهم لمواقف البطريرك الرّاعي متمنّين أن "يظلّ صرحكم في عهدكم منارة تشعّ إيمانًا وصلابة ووطنيّة،" لافتين إلى أنّ التّجمّع يعقد اجتماعات أسبوعيّة ينضمّ إليها عدد كبير من المثقّفين الّذين يمكن التّعويل عليهم لإنقاذ لبنان من محنته."