لبنان
27 كانون الثاني 2025, 09:45

الرّاعي مفتتحًا المؤتمر البيبليّ: علينا أن نغذّي إيماننا ونحفظه وأن نقصي كلّ ما يعارضه

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتحت الرّابطة الكتابيّة مؤتمرها البيبليّ التّاسع عشر في بكركي، تحت عنوان "الرّجاء لا يخيّب" (روم 5: 5)، برعاية البطريرك المارونيّ ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي.

وفي جلسة الافتتاح، كانت للبطريرك الرّاعي كلمة قال فيها:

"1. يسعدني أن أرحّب بكم في افتتاح مؤتمركم بموضوع: "الرّجاء لا يخيّب" (روم 5: 5) المأخوذ من رسالة بولس الرّسول إلى أهل رومية، والّذي اختاره قداسة البابا فرنسيس موضوعًا لليوبيل الكبير والسّنة المقدّسة 2025. فما هو هذا الرّجاء، ولماذا لا يخيّب؟

1. ما هو الرّجاء؟

نقرأ في التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة أنّ الرّجاء فضيلة إلهيّة مجّانيّة، نضع فيها ثقتنا بمواعيد المسيح، مستندين لا إلى قوانا، بل إلى معونة الرّوح القدس، الّذي أفاضه علينا بوفرة يسوع المسيح. وهو الرّغبة في ملكوت السّماوات والحياة الأبديّة. إنّ فضيلة الرّجاء تصوننا من تخاذل عزيمتنا، وتساندنا حين التّخلّي، وتطيب نفوسنا في ترقّب السّعادة الأبديّة (1817- 1818).

إنّ صلاة الكنيسة وصلاتنا الشّخصيّة تغذّيان فينا الرّجاء. والمزامير على الأخصّ بلغتها الحسّيّة والمتنوّعة تعلّمنا أن نضع رجاءنا في الله: "رجوت الرّبّ رجاءً فحنّا عليّ وسمع صراخي" (مز 40: 2). ونقرأ في رسالة بولس الرّسول إلى اهل روميه: "ليؤتكم إله الرّجاء ملء الفرح والسّلام في الإيمان، حتّى تفيضوا رجاء بقوّة الرّوح القدس" (روم 15: 13).

إنّ فضيلة الرّجاء تتأسّس على الثّبات في الإيمان، وتغتذي من المحبّة، وتسمح لنا بالسّير إلى الأمام. فيقول القدّيس أوغسطينوس: "في أيّ نوع من أنواع الحياة، لا يمكن العيش من دون ميول النّفس الثّلاثة: أن تؤمن وترجو وتحبّ".

2.لماذا الرّجاء لا يخيّب؟

الرّجاء لا يخدع ولا يخيّب، لأنه يولد من الحبّ، ويتأسّس على الحبّ الّذي يفيض من قلب يسوع المطعون بحربة على الصّليب. ونقرأ في رسالة بولس الرّسول لأهل رومية: "فإن كان الله صالحنا بموت ابنه، ونحن أعداء، فكم بالحريّ، ونحن في مصالحته، أن نحيا بحياته" (روم 5: 10).

ولأنّ الرّوح القدس، بحضوره الدّائم في حياة الكنيسة، يشعّ بنوره على المؤمنين، نور الرّجاء. إنّ نوره يبقى وضيئًا كمشعل لا ينطفئ أبدًا لكي يعضد حياتنا ويساندها. (راجع رسالة البابا فرنسيس، الأعداد 2-3). ولكن ينبغي علينا أن نغذّي إيماننا ونحفظه بفطنة وعناية، وأن نقصي كلّ ما يعارضه كالشّكّ واليأس والقنوط.

بنور هذا الرّجاء نفتتح مؤتمركم، راجين له النّجاح في نشر كلمة الله، نورًا للشّعوب، ولشعبنا المؤمن، ولغير المؤمنين."