لبنان
18 تشرين الأول 2016, 09:10

الراعي: لينتخبوا رئيسا للجمهورية ويضعوا قانونا للانتخاب

غادر بيروت صباح اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متوجها الى روما في زيارة تستمر حوالى الأسبوع، يشارك خلالها في حضور المؤتمر الذي يعقد في مدينة فنيس الإيطالية بدعوة من البرلمان الأوروبي حول السلام في أوروبا ودول الجوار، كما يقوم بزيارة راعوية لأبناء الطائفة في فنيس.

كان في وداعه بالمطار المطران بولس صياح، نائب رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو بوكسم والدكتور الياس صفير.

وقد غادر مع البطريرك الراعي مسؤول الإعلام في بكركي وليد غياض.

في المطار، تحدث البطريرك الراعي فقال ردا على سؤال عما إذا كانت الطبخة الرئاسية قد نضجت خصوصا بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت؟، "نحن نأمل وكنا دائما نعبر عن تمنياتنا بأن تصل كل المحاولات الجارية اليوم الى خواتيمها لما فيه خير لبنان واللبنانيين، والحقيقة انني لم التقي بعد بالرئيس الحريري وإنما نحن نعبر دائما عن التمنيات بالنجاح، لأنه آن الأوان بعد أكثر من سنتين ونصف السنة، أن يكون هناك رئيسا للجمهورية، وأعتقد انه بعد هذه الفترة الطويلة من المفروض على اللبنانيين أن يكونوا قد توصلوا الى تفاهم حول الرئاسة، وآمل أن تكون الأمور قد وصلت الى خواتيمها".

سئل: إذا كان الموفد الفرنسي الذي التقاه بالأمس قد نقل اليه أي رسالة فرنسية محددة لا سيما ما يتعلق بموضوع الرئاسة الأولى في لبنان؟، فقال: "الحديث دار بالحقيقة حول المؤتمر الذي سيعقد بموضوع النازحين، وأبدينا مدى شعورنا من الناحية الإنسانية مع كل إنسان هجر من منزله، وبنوع خاص الأخوة السوريين والعراقيين وحتى الفلسطينيين، فكل إنسان هجر من منزله نحن نتعاطف معه إنسانيا، ولكننا ركزنا ايضا ان هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على لبنان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، أما في موضوع رئاسة الجمهورية لم يقل الموفد الفرنسي أي شيء خاص، والكل يشجع اللبنانيين لكي يأخذوا المبادرة، وهم يباركون أي اتفاق يتوصلون اليه، وينظرون الى لبنان كأنه يغرق مثل باخرة ويريدون أن ينقذ اللبنانيون هذه الباخرة ويتحملون المسؤولية".

سئل: هل أنتم متفائلون بأن تشهد جلسة 31 تشرين الأول الجاري انتخاب رئيس جديد للبنان؟، أجاب: "نحن لم نكن ولا مرة من جماعة التشاؤم إنما نحن دائما من المتفائلين، وأنا أكرر اليوم ما قلته منذ أول يوم، لو كانوا دخلوا الى المجلس النيابي وبدأوا التشاور لكنا انتخبنا رئيس منذ أول يوم، إنما لا يمكن الوصول الى نتيجة بالإنتخابات إذا لم يدخلوا ويصوتوا، فكل الإتفاقات الخارجية تواجه صعوبات حيث البعض يوافق والبعض الآخر يعارض، وهذا شيء طبيعي، وهذه الأمور برأيي تحسم بالإقتراع، وأنا أتمنى أن يتم الحضور الى المجلس النيابي مع الإقتراع والتشاور الى أن يصلوا الى نتيجة، وفي حال تعقدت الأمور بالإمكان التدخل من أجل إيجاد الحلول، إنما طالما نحن خارج المجلس النيابي فالأمور ستستمر كما نسمع اليوم هبة باردة وهبة ساخنة".

سئل: بعد عودتكم الى لبنان، هل ستعملون تحت سقف بكركي الى جمع العماد عون والنائب سليمان فرنجية بهدف التوافق على مرشح واحد للرئاسة الأولى؟
أجاب: "أنا أسعى دائما الى جمعهم إذا كانا هما يقبلان، وهذا الأمر يعود اليهم وليس لي، فأنا أدعوهما وبفرح كبير إنما هذا يعود اليهما إذا كانا يقبلان بذلك ويأخذان هذا القرار".

سئل: في أكثر من موقف لكم مؤخرا انتقدتم السلة والتوافق المسبق على الرئاسة الأولى، إنما ينقل عن مصادر الرئيس بري القول انه لماذا تم القبول في الدوحة أو في الطائف على الإتفاق المسبق ويتم رفضه اليوم؟
أجاب: "أنا أعرف ان الرئيس سليمان قد أوضح في إحدى كلماته وقال عن سلة في الدوحة، ولم أكن حاضرا في الدوحة، وقانون الإنتخاب يتحدثون عنه منذ ال2005 وهناك مطالعات منذ أكثر من 11 سنة ولم ينتجوا بعد قانون للانتخاب، وأنا عندما انتقدت السلة انتقدت توزيع الحصص، واليوم نسمع ان الجميع يرفض توزيع الحصص والمغانم، فأنا ضد أن تكون هناك سلة حصص وشروط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، وان الذي بقي 11 سنة من دون إيجاد قانون للانتخاب كيف بإمكانه أن يفعل ذلك الآن، فليتفضلوا وينتخبوا رئيس للجمهورية ويضعوا قانونا للانتخاب".

أضاف: "نحن انتقدنا توزيع الحصص التي هي أمر غير مقبول، وانتقدنا وضع شروط وقيود على رئيس الجمهورية أو شروط وقيود لانتخاب رئيس، وهذا كله ضد الدستور، فالدستور واضح، ولو انهم ساروا على الدستور من اليوم الأول لكان لدينا رئيس للجمهورية منذ 25 أيار 2014".

سئل: هل ستدعو الكتل المسيحية النيابية للمشاركة في جلسات التشريع مع بدء الدورة العادية للمجلس النيابي؟
أجاب: "مع الأسف لا أحد يرابض في ساحة النجمة، وقد طرحت قضايا قوانين تختص بشؤون مالية مرتبطة دوليا، وإذا لم تصدر هذه القوانين تقع نتائجها الوخيمة على لبنان، لذلك اجتمعوا مرة وأقروا هذه القوانين ويبدو ان القضايا المطروحة حاليا تختص بشؤون مالية لها علاقات دولية وارتدادات على لبنان، وبالنتيجة علينا أن نحمي لبنان. وسأل كيف يمكن للدولة أن تسير من دون وجود رئيس للجمهورية؟.

سئل: اعتدنا في لبنان إنه في حال التوصل الى تسويات أن تكون برضى كل الأفرقاء في لبنان، وطالما لم يتحقق هذا الأمر حتى اليوم هل هذا يعني اننا ما زلنا بعيدين عن إتمام التسوية؟
أجاب: "أكرر القول انه بما ان لبنان لا ترشيح فيه وما زلنا حسب وثيقة الوفاق الوطني التي صدرت بأعقاب الطائف ان رئاسة الجمهورية تكون لمسيحي ماروني ورئاسة المجلس النيابي لمسلم شيعي ورئاسة الحكومة لمسلم سني، أي معنى ذلك ان كل مسلم سني بإمكانه أن يكون رئيسا للحكومة وكل شيعي بإمكانه أن يكون رئيسا لمجلس النواب وكل ماروني رئيسا للجمهورية، وبإمكاننا حسم كل هذه الأمور من خلال الإتفاق في ما بينهم والتقدم بالترشيح، وهذا أمر مهم جدا والحسم يتم من خلال عملية الإنتخاب. أما إذا بقي الجميع في الخارج فليس بالإمكان الإتفاق لأن كل واحد يقول انني وحدي الأساس، لذا يجب الأخذ بعين الإعتبار هذا الواقع وننطلق منه. لذلك قلت في البداية يكفينا سنتين وستة أشهر على الفراغ الرئاسي في لبنان، وبات عليهم أن يكونوا فكرة، وهنا أعني كل الكتل السياسية والنيابية، لكي ينتخبوا رئيسا يكون مقبولا من الجميع، ولكن مثل هذا الأمر لا يأتي بالمطلق إنما يجب أن يتم من خلال الترشيحات والنتيجة تأتي من خلال عملية الإقتراع".