لبنان
03 أيلول 2024, 09:40

الراعي في العرس الجماعيّ: "فرح الكنيسة اليوم بولادة عائلات جديدة فيها"

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ العرس الجماعيّ الخامس عشر الذي تنظّمه لجنة الشؤون الاجتماعيّة والنشاطات الداخليّة في الرابطة المارونيّة في كنيسة الصرح البطريركيّ في بكركي،عاونه المطران أنطوان عوكر والأب هادي ضو بمشاركة لفيف من الكهنة وحضور السفير الدكتور خليل كرم، رئيس الرابطة المارونيّة وأعضائها، ونعمة الله أبي نصر، النائب السابق ورئيس الرابطة السابق، وأهالي العرسان .

 

بعد الإنجيل المقدّس توجّه البطريرك الماروني في عظته إلى العرسان الجدد بالقول: "نحن والكنيسة والمجتمع في عيد معكم وبسببكم والله معكم سيجمعكم إلى الأبد...والنعمة الإلهيّة بسرّ الزواج ترافقكم في حياتكم".

أضاف الراعي: "الكنيسة في عيد لأنّكم ستؤلّفون في الكنيسة جماعة منظّمة قائمة على السرّ المقدّس وبينكم الله الذي ستعودون إليه في صعوبات حياتكم كلّها فلا تنسوا أنّكم تتعاهدون معًا لتعيشوا جماعة حبّ وحياة مع الله. فرحة الكنيسة اليوم هي بولادة عائلات جديدة فيها، هذه هي قيمة العرس الجماعيّ والمجتمع يفرح بكم لأنّكم نواة جديدة فيه تؤمّنون جيلًا بعد جيل أشخاصًا يواصلون التاريخ".

ختم البطريرك بالقول: "نشكر الله لوجود أناس في لبنان يؤمنون بعيد الحبّ ونصلّي ليبارك الله حياتكم الزوجيّة ويجعلها غنيّة بالنعم فتعيشونها بحُلوِها ومرّها متّكلين على العناية الإلهيّة".

في ختام  مراسم العُرس ونيل البركة، ألقى الدكتور كرم كلمة قال فيها: "ها هو العرس الجماعيّ يطلّ بحلّته المزركشة بالفرح، يلوح في وجوه العرسان الذين يشبكون الأيدي وهم يردّدون "النعم" الأبديّة، علامةَ التزامٍ بسرّ الزواج المقدّس الذي يعبّر عنه ملك المجد، السيّد المسيح في إنجيل متّى: "ما جمعه الله، لا يفرّقه إنسان". وهذا العرس الذي درجت الرابطة على تنظيمه، مهما اشتدّت وطأة الظروف علينا، هو وجه من وجوه الأمل والتفاؤل الذي علينا صنعه بالتصدّي للصعاب والمعوقات، وزرع الثقة في نفوس شابّاتنا وشبابنا، وعدم اليأس والاستسلام أمام الريح السموم التي تهبّ من كلّ ناحية لدفعنا إلى الكفر بالوطن، وترك أرضنا بوارًا، وسمائنا للبوم والغربان، وبيوتنا أطلالًا".

أضاف: "الزواج والتناسل على أرض الوطن هما السلاح الواقي من انقراضه، وتبديل هويّته، وتحوير رسالته، هما أحد مرتكزات حضارته وعلّة وجوده. إنّ الزواج هو مؤسسة مبنيّة على الحبّ والتناغم الروحيّ والجسديّ. هو مؤسّسة تسخّر المادّة في خدمة غايتها، وهي الحفاظ على استمراريّة النسل البشريّ، وبناء مجتمع سليم يستهدي القيم الإنسانيّة ويقتفي تعاليم الكنيسة الجامعة التي تحدّد مآلات الارتباط بين أبنائها على أفضل ما يكون التفاعل والاندماج بين المرأة والرجل تحت سقف ]سرّ الزواج[".

وشدّد السفير كرم على دور لجنة الشؤون الاجتماعيّة والأنشطة الداخليّة في الرابطة المارونيّة التي دأبت على تنظيم العرس الجماعي منذ اطلاقه...فليس قليلًا أن يتكّلل العرسان على يد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الذي يبارك زواجهم، وأن ينال كلّ ثنائيّ على بركة خاصّة من الأب الأقدس، وأن يحظوا جميعًا بمتابعة روحيّة واجتماعيّة. وذلك من دون التحدّث عن الوفر المادّيّ الذي سيحقّقه العرسان بعدم تكبّدهم نفقات الزواج الباهظة مع المحافظة على رونق المناسبة كلّه".

تابع كرم: "العرس الجماعيّ من إنجازات الرابطة المارونيّة، وهي تؤمّن دعمًا اجتماعيًّا ومادّيًّا لائقًا للشباب المارونيّ الراغب في الزواج من دون أن تكون لديه القدرة على القيام بمتطلّباته الدنيا. وهو إنجاز يجب أن يتطوّر، ويتّسع، لتغطية مناح كثيرة تتعلّق لا بالشباب فحسب، بل بالأسر لتتمكّن من العيش بكرامة، والتشبّث بالأرض، وكتابة أبجديّة الثبات".

 

إختتم السفير كلمته متوجّهًا إلى العرسان: "ألف مبروك...وليكن إكليلكم علامة فرح ورجاء يضيء عتمة الليل الطويل الذي يلفّ لبناننا بالظلام ويوشّحه بالدم ."