الراعي خلال وضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية في قنات: الخراب السياسي زعزع الهيكل الوطني كله
حضر الإحتفال ممثل السفارة البابوية المونسينيور إيفان سانتوس، النقيب جوزف إسحق ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب ستريدا جعجع، قائمقام بشري ربى الشفشق، المطارنة: حنا علوان، مطانيوس الخوري، مارون العمار، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها، وحشد من الرهبان والراهبات، وكهنة الرعايا وأبناء البلدة والقرى والبلدات المجاورة.
إستهل الإحتفال بترانيم للجماعة الرهبانية، ثم ألقى المتبرع نقولا كلمة جاء فيها:"أعط كثيرا ولو حرمت، وإبتسم رغم الجراح. هذه هي خصوبة الإيمان الذي يتعرض للمحن، فيخرج أقوى وأكثر عطاء. بهذه المقدمة أختصر كل مراحل حياتي منذ الطفولة التي كان فيها القليل من المرح واللهو، وكثير من الإنضباط، وما أدراكم. إنضباط السلوك، والأمور المادية حيث الظروف القاسية بسبب مرض الوالد وعزة نفس الوالدة جعلتنا نتصرف وكأننا نملك الكثير. بين المدرسة والأخوية والنادي عشت مرحلة الطفولة في قريتي قنات، دون أي تلوث أخلاقي أو إجتماعي. وشاءت الظروف أن أتحمل مسؤولية العائلة وأنا في سن مبكر حصدت فيها النجاح وبعض الخيبات، خصوصا مع كل فترة زمنية كنا نصاب بخسارة أحد أفراد العائلة. وأعود للمقدمة، هذه هي خصوبة الإيمان الذي يتعرض للمحن فيرجع أقوى وأكثر عطاء".
وأضاف: "لست لوحدي في الحياة يتعرض للمصائب في عائلته، لكن هذه المعاناة أثرت على تفكيري ومجرى حياتي خصوصا بمرض والدتي ومرض أختي"، موجها رسالة الى "كل الذين أنعم الله عليهم بالصحة والمال والأملاك"، بـأن لا يبعدوا عن عمل الخير، خصوصا للأناس الذين ليس لديهم مسؤولية عائلة. لا تدعوا اليأس والإحباط يسيطر على أفكاركم، ولا تدعوا ألعاب الميسر وعلب الليل وتعاطي المخدرات ان ينالوا منكم، بل إجعلوا لكم كنوزا حيث لا سوس ولا ديدان".
وشكر أبناء البلدة "الذين أسهموا في المشروع"، وقال: "أريد أن أختم بالقول إذا أردت أن تعيش لمدة سنة فإزرع قمحا، وإذا أردت أن تعيش لمدة 10 سنوات فإزرع شجرا، وإذا أردت أن تعيش لمدة 50 سنة فتزوج، أما إذا أردت أن تعيش مائة عاما وما فوق فإبني مؤسسة"، مضيفا: "شكرا لكم يا صاحب الغبطة، والوفد المرافق على حضوركم ومباركتكم. ولن أنسى كيف قابلتك في ساحة بكركي رغم إنشغالك وبدون أي موعد، وكان جواب غبطتك "من كل بد". الأمر الذي بث فيي روح الأمل والعزم".
ثم ألقى رئيس بلدية قنات أنطوان سعادة كلمة، توجه فيها للبطريرك بالقول: "أهلا بكم، ومبارك الآتي بإسم الرب الآتي الى أبنائه، نحن لكم أوفياء مخلصون طوع بنائكم، ونتألم كثيرا وبالعمق عندما نسمعكم ترفعون الصوت في وجه الشر الذي يستشري وكأنكم صوت صارخ في البرية. "قوموا طريق الرب وإجعلوا سبله قويمة". والبقية الباقية قليلة جدا ولكننا نحن منها"، مضيفا: "نشكر جماعة "رسالة حياة"، التي كرست نفسها للبذل والتضحية والعطاء حتى عطاء الذات، وهدف حياتهم أن يحيا الآخرون حياة لائقة عملا بقول الرب يسوع: "جئت لتكون لهم الحياة ولتكون لهم أوفر". إنهم كالراعي الصالح نذروا حياتهم لخدمة البشرية دون أي مقابل. كذلك نشكر المحسن الكبير ميشال شيبان نقولا، الذي تربى في هذه الرعية في عائلة مسيحية نشأت على حب العطاء والسخاء والبذل والإهتمام بالآخرين، وهو من هذه التربة التي أعطت للكنيسة حبيسا، أساقفة، كهنة، وللوطن مفكرين، وأدباء، أطباء، محامين، مهندسين، ورجال أعمال، كلهم شربوا من هذه المياه الصافية الطاهرة، تنشقوا القيم الروحية والصفاء والإحترام المتبادل وهم أيقنوا أن لا علم دون أخلاق ولا تجارة دون ضمير، ولا سياسة دون مبادئ، ولا مبادئ دون ثقافة. فليس غريبا على قنات أن يطل علينا هذا المحسن الجديد حاملا كل هذا الإرث التاريخي. كما إننا نشكر كل الخيرين من أهل قنات، مقيمين ومغتربين".
وتابع: "نحن كبلدية مؤتمنون على تراث قنات الإنساني والثقافي والروحي وبتوجيهات نواب منطقتنا بالتشديد على الإنفتاح والتضامن مع الجميع غير منكفئين أو متقوقعين، وهذا من صلب تاريخنا".
وختم: "نعرب عن وفائنا لمن تقدم في السن بيننا، ونأمل أن يتيح الله لنا فرص الإهتمام بأجيال المستقبل".
ثم ألقى الأسقف فؤاد بربور كلمة، رحب فيها بالبطريرك والاساقفة والحضور، متوجها إلى الراعي بالقول: "تأتون تلبية لدعوة كريمة من قدس الأب العام للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة" وسام معلوف، لوضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية للاهتمام بالمسنين والشبيبة والعائلات المحتاجة، وتحقيق مشروع روحي يقام على أرض وقفها ميشال شيبان نقولا بمبادرة خيرة تجاوبا مع شعاركم "الشركة والمحبة" الذي به تشجعون من يبادر بعطاءاته وإيمانه ليكون مثلا لكل مؤمن خير، وتباركون جماعة روحية خيرة تعمل لخير الكنيسة بحسب توجيهاتكم ورعايتكم".
وأضاف: "إن هذا المشروع الروحي يزيدنا ترسخا في أرضنا وتعلقا في وطننا وتمسكا في كنيستنا إلتزاما بتراثنا وهويتنا. فنحن نفخر بمن قام بهذه المبادرة الخيرة ونشكر من تلفقها ورعاها وعمل على تحقيقها".
وتابع: "مذهل الشاب نقولا، إذ يرى الغنى بالأعمال الصالحة، فيعطي بمحبة وتجرد شعورا منه أن معاناة المتألمين المهملين يحط من قدرنا، وأن خدمة أخوتنا المحتاجين تعلي من شأننا. فوفاء لهذا الشعور الإنساني بقدسية الحياة وترقي الإنسان، وتقديرا لسمو الخدمة الروحية والإنسانية وإلتزاما بإيمانه الصافي، يحاول أن يزرع أملا في أرض وقفها مساحة حب وخدمة لجماعة رهبانية "رسالة حياة". وكله أمل أن يد هذه الجماعة الرهبانية تكون في خدمة الإنسان الضعيف المحتاج، وتحمل إليه كل خير ونعمة ومحبة. إننا نفخر بالمتبرع الذي يحمل في وجدانه قضايا إيمانية وشؤونا وطنية وإجتماعية، حيث يسعى أن يضيء شمعة في عتمة الأيام، فراح يتعاون مع جماعة "رسالة حياة"، التي أعطيت القدرة بأن تجعل في قلب من يخدمون فرحا وأملا"، مشيرا إلى أن "هذه الجماعة تحمل صورة الله في ما تقول وتعمل، وترى صورة الله في من تخدم، وتعمل بتوجيهات من راعي الكنيسة. فللبطريرك الراعي منا كل محبة وإعتزاز وشكر لأنه تلقف هذه الرسالة المشعة بحنو منه. فهو يثني على المعطي، ويشجع ويبارك الجماعة الخادمة، ويفرح في بناء صروح الخدمة الروحية والإجتماعية".
وأردف: "يطل الراعي إطلالة بركة ليرعى شؤون الرعية بمسؤولية لا تغيب عن كل خير وخدمة، لأنه إنتدب رسولا ساهرا يقظا لأية خدمة، بهذه الخدمة يجد فرحة الراعي، وهو شريك في كل ما يعني الأمور الروحية والإنسانية. وفرحتنا اليوم كبيرة بكم، وأنتم تضعون حجر الأساس لهذا المشروع الروحي، ونحن لا نتوقف عند الغارس ولا عند الساقي، بل عند المسيح إبن الله الحي. فكل من الغارس والساقي له تعبه وتضحياته وجهوده وكرامته ونعمه، فإنهم على قدر ما أوتوا من نعمة يضعونها بين يدي السيد البطريرك كحجر أساس على أمل أن الله يبني على أيدي نفوس مصلية مدعوة للعطاء والمحبة والخدمة".
وختم متوجها إلى الراعي، بالقول: "دعاؤنا لكم، ان تبقوا بروحكم السمحاء تشيعون من حولكم الرضى والإرتياح، لا تتعبون من رعاية ومن بناء. دأبكم السهر، تبنون دوما مقامات روحية لأبناء المحبة والحياة".
بعدها، كانت كلمة المؤسس والأب العام للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة" وسام معلوف، قال فيها: "قال الرب يسوع: "جعت فأطعمتوني وعطشت فسيقتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فزرتموني وسجينا فجئتم إلي". من أجل هؤلاء الصغار أرسلنا المسيح لنذهب الى كل مكان يرغب أن يذهب إليه من خلالنا، حتى الأماكن البعيدة. أمننا لنلتقي به في كل إنسان يضعه على طريقنا، فنكون السند والمأوى والتعزية، ونزرع البسمة والفرح والرجاء في قلوب أناس يتوقون للحب والحياة".
وأضاف: "نشكر الله على عنايته التي تقود خطواتنا بطريقة تفوق كل تصور وإدراك، والتي تسمح لنا بالتوسع والإنتشار وإزدياد الدعوات، وعلى قوة روحه القدوس الذي يعمل في جماعتنا الرهبانية المارونية "رسالة حياة" بأنات لا توصف. إن هذا كله ليس بفضل إمكانياتنا الكبيرة، إنما بفضل حبه المجاني الذي يفيض في الأرغفة الخمسة والسمكتين وبالرغبة في إتباعه وفقا لجذرية تعاليمه".
وتوجه بكلمته إلى البطريرك بالقول: "نحمل لكم في قلوبنا شكرا وإمتنانا لحضوركم معنا اليوم، الذي يؤكد لنا مرة جديدة محبتكم لجماعتنا ودعمكم الكبير لرسالتنا، أنتم الذين ما برحتم تقومون بجولات داخل لبنان وخارجه لترافقوا وتشجعوا وتضعوا حجر الأساس لمشاريع متعددة، وتفتتحوا مراكز وأديار، وتصغوا الى هموم ومشاكل شعب كنيستنا المارونية الحبيبة. ولطالما كنتم بالنسبة لنا الأب الذي رافق وبارك خطواتنا، واليوم نخطو معكم خطوة نمو جديدة في مسيرتنا. فبحضوركم نضع حجر الأساس لمشروع أمننا الله عليه، وأنتم الذين تشكلون الحجر الأساس في مشروع كنيستنا المارونية الكبير. نشكر لكم هذه اللفتة الكريمة الحاملة في طياتها محبة كبيرة لنا ولهذه المنطقة وأهلها، هذا الشعب الطيب الذي لمسنا قوة إيمانه وجذرية تعلقه بأرضه وبكنيسته وكرم إستقباله وضيافته، وكم نحن بحاجة اليوم في وطننا ومجتمعنا لأناس يعيشون هذه القيم والمبادئ"، شاكرا "المطران العمار على محبته، حيث قمنا وما نزال بالتنسيق المتواصل معه ليس لإنجاح هذه الخطوة فحسب، إنما للانطلاق برسالتنا في الوقت القريب بشكل ثابت وفعال".
وتابع: "رسالتنا هي رسالة حياة، ورغبتنا هي أن نصل بالحب الى أكبر عدد ممكن من تلك الأماكن البعيدة، وأن نكون إشعاع الكنيسة وإمتدادا لحضورها في لبنان وخارجه، وقد قمنا بالخطوة الأولى حين أطلقنا إطار المتطوعين في فرنسا ومصر وإيطاليا وأستراليا"، مشيرا إلى أن "رغبتنا تكمن في أن نذهب حيثما يرسلنا الله لنكون شهودا للحب والبذل والعطاء في العالم. وسيكون هذا الدير بإذن الله وبركتكم إنطلاقة لجامعتنا الرهبانية المارونية "رسالة حياة"، لنخدم في هذه المنطقة الشبيبة والفقراء والمسنين، وكل شخص يضعه الله على طريقنا، كما وستتكامل رسالة هذا الدير مع رسالة حديقة البطاركة الموارنة في الديمان، حيث منحتمونا ثقتكم لنعمل أيضا مع المسنين ضمن برنامج نهاري، ومع الأولاد والشبيبة لنعرفهم أكثر على روحانية أجدادنا وبطاركتنا وتراثنا كنيستنا المارونية المقدسة".
وأردف: "إن ثقة كنيستنا ومحبة الناس يحملوننا مسؤولية أن نبقى على العهد، أمينين لتوصيات المسيح ومتطلبات الإنجيل، أمينين لغبطتكم، أنتم الذين تعكسون صدى تعاليم المسيح وفكره في أعمالكم وأقوالكم. صلاتنا نرفعها اليوم شكرا للرب من أجل رسل العناية الإلهية الذين يضعهم الله في الوقت المناسب على طريقنا. ونخص بالذكر اليوم ميشال نقولا الذي بمحبته وغيرته أسهم من خلال هبته السخية في إنطلاق رسالتنا في هذه المنطقة الحبيبة، رمز النضال من أجل الحق. كما نذكر كل الذين يسهمون من مواقعهم ووفق إمكانياتهم في أن يرى هذا الدير النور ليصبح بدوره إشعاعا يعكس نور المسيح. كذلك نخص بالذكر رئيس بلدية قنات وكل الفاعليات الطيبة التي تعاونت معنا والمهندس روني الراسي على تقديم عمله ووقته وخبرته مجانا".
وختم: "نعبر عن وحدتنا الكبيرة مع أمنا الكنيسة من خلال غبطتكم، وعن جهوزيتنا لتلبية كل ما يطلب منا لخير الكنيسة والمجتمع وكل شخص محتاج، فنبقى تلاميذ حقيقيين للتشبه بمعلمنا، واثقين أن التحديات التي تترضنا ما هي إلا فرصة لنرتفع مع ربنا يسوع المسيح على الصليب لننتصر معه على كل صعوبة وشدة وضيق".
ثم تحدث البطريرك الراعي، فحيا في بداية كلمته المحسن، وقال: "تحية كبيرة للمحسن الكبير الذي بسببه نحن هنا. أخينا ميشال شيبان نقولا لولاك لما كنا هنا ولولا أبينا وسام والجماعة الرهبانية ما كنا هنا، وأيضا لولا المطران العمار الذي كان وسيلة التعارف بينكم لما كنا هنا، ولكن نريد أن نشكر العناية الإلهية. نحن عندما كنا نسمع كل الكلمات التي أريد أن أشكر عليها بدءا بالأخت التي قدمت الحفل وصولا الى ميشال نقولا فرئيس المجلس البلدي والمونسينيور بربور فالرئيس العام. لقد ارتسم في بالي 3 علامات ناطقة لحضور العناية الإلهية في حياتنا. الله حاضر خصوصا عندما يمر الإنسان بصعوبة وألم، إذا كان الإنسان - شخصيا - أو الجماعة أو الوطن أو البلدة".
وأضاف: "أخبرنا المحسن كيف ولدت عنده هذه الفكرة من خلال الألم عندما فقد أباه وأمه وأخته رحمهم الله، وبنوع خاص طالما ذكرتها كثيرا أختك نورما والمرحومة والدتك أليس، وأنت قلت بشهادة حياتك هذا الألم فتحك أكثر وأكثر على الطاقة السماوية وإنطلقت بكل أعمالك بجدية وبأخلاقية كما تفضلت، وأنشأت هذه المباني وفرحتك الكبرى أن تستطيع تقديم هذا المكان لدير الرحمة الإلهية مع الجماعة الرهبانية التي نفتخر فيها رسالة حياة".
وتابع: "العلامة الثانية أتتنا من قنات التي أعطت الشهداء وتهجرت، ولم يزل بعض أبنائها مهجرين، قنات التي تألمت، وهدمت بيوتها، ونكل بشعبها، لكن الرب حاضر، ويوجد 75 مسرحا، وهذه المؤسسة الروحية دار الرحمة، يعني أن الرب يعوض، المطران فرنسيس الذي أعطتنا إياه الكنيسة والعناية الإلهية المثلث الرحمة الذي هو مفخرة لكم، المونسنيور بربور الذي خدم البطريركية ونشكره على خدماته لسنوات طويلة، واليوم هو أمامكم وفرحت بأنه عاد شابا أكثر عندما عاد الى قنات لم يكن هكذا قويا وشابا في البطريركية، وأشكره على كلمته وأشكر أخينا شيبان على الكلمة اللطيفة ورئيس البلدية على الكلمة اللطيفة التي ضمنها كلمات جميلة، وأشكر الأب العام على كل ما تفضل به".
وأردف: "العلامة الثالثة كانت لبنان، لبنان الذي مر بالخراب، خراب الحرب الكبيرة سنة الـ75 وما زلنا الى اليوم متواصلا وللأسف الخراب على المستوى السياسي الذي يعطي نتائج خراب للاقتصاد والتجارة والصناعة، نتائج بإفقار الشعب وتهجيره، نتائج فقدان الشبيبة بنوع خاص ثقتهم بلبنان فيلومون أهلهم لماذا ولدوا في لبنان، ويطالبون أهلهم ليجلبوا لهم فيزا للذهاب الى الخارج، الخراب السياسي الذي زعزع كل الهيكل الوطني. نجد في المقابل مجتمع مدني يبني، ففي سنة ال2000 بخروجنا من الحرب والدمار أتى الأخ وسام معروف ثم أصبح كاهنا والآن رئيسا عاما، وبدأ مع جماعة صغيرة في خدمة المسنين والفقراء، ويجمعهم في أحد البيوت وعندها كنت ما أزال مطرانا، وقد زرتهم في إنطلياس، وأريد أن أحيي معكم المطران يوسف بشارة الذي بارككم وثبتكم وأنتم كنتم تكففون الدموع وتلملمون جراح الحرب، وتعطون الفرح والبسمة للناس وهذه كانت علامات من العناية الإلهية، وقد إنطلقتم وكبرتم وأتى المحسنين على أرضكم من جهة كثروا المحسنين وكثرت المؤسسات وبارك ربنا الدعوات وأعطاها، واليوم أنتم في قضاء بشري، وأخبرني أخينا المطران مارون كيف في الصدفة كان هذا اللقاء لإرادتين، تفكيركم في الخدمة وتفكير أخينا ميشال بإنشاؤه هذه المؤسسة. هذه كلها علامات العناية الإلهية".
وقال: "في كل مرة لدينا وجع وألم أكان وفاة شخص عزيز علينا أو كان مرضا أو أي مشكلة في حياتنا الإجتماعية أو العائلية أو الزوجية أو الوطنية، وعلينا فتح نافذة صغيرة نحو الله ونقول للرب ماذا تريد من هذا الوجع ومن هذا الألم الذي أعيشه ودائما ربنا لديه الجواب، دائما ربنا حاضر ونحن المؤمنون بالصليب مؤمنون بالمسيح الفادي الذي إفتدى البشرية كلها، مؤمنون كلنا بحضور الله في هذا العالم رفيق كل إنسان من أي دين ولون وثقافة، أهدى الله كل الناس، المسيح لكل الناس صليب الفداء لكل الناس، المكان الذي يوجد فيه الصليب يوجد الله، يوجد الخلاص يوجد العطاء هذا الذي في هذه الليلة في هذا اللقاء الجميل بحجر الأساس لهذا المشروع الخير تعلمنا الأمور الثلاثة. ميشال عندما مررت بهذه الصعوبة فتح قلبك لهذا العمل ونحن هنا. وقنات العزيزة التي تألمت وتهجرت وجرحت ونكل بها وأعطت شهداء، هي تكبر بكم وبمؤسساتكم وبهذه المؤسسة"، لافتا إلى أن "لبنان يكبر بشعبه بالمؤمنين وبالجماعة الرهبانية الجديدة "رسالة حياة" بكل إنسان مؤمن وكل عائلة مخلصة، وكل الذين يعضون على جرحهم ويبنون رغم كل شيء".
وحيا الراعي "رؤساء البلديات والمخاتير الموجدين معنا وغير الموجودين لأقول لهم أننا كلنا ننظر الى المجتمع المدني والمجالس البلدية لتأخذ بيدها ضمن إمكانياتها، لنحافظ مع بعضنا والكنيسة بكل مؤسساتها أبرشياتها ورهبانيات وكل ما لديها من مؤسسات تربوية، مدارس، جامعات، مستشفيات، مراكز إنسانية وإجتماعية المتوفرة لكل حاجات الناس، فضمن الخراب على المستوى السياسي وحده المجتمع المدني الذي يقوم، وهنا دور الكنيسة معكم، ولا بد أن تمر هذه الغيمة ولكن علينا أن نبني ونرسخ البنيان"، شاكرا "كل الذين رافقوكم الأب العام، الحاضرون في بالكم رافقوكم في كل الدرب، والذي ذكرتهم أيضا البعض منهم ولكن أريد أن أشكر مجددا المطران حنا علوان النائب البطريركي العام الذي رافقكم ليس فقط كرجل قانون، لكن رافقكم بحب وأنا شاهد، وعندما قلت لكم بانه "بروتكتوركم" لأنه كان دائما يأتي إلي بطلبات لا أستطيع أن أرده بها".
وختم لقاءاته التحضيرية مع المحسن، وقال: "أريد أن أهنئك أنت رجل الايمان الكبير ورجل القرار ورجل الثبات في قراراتك الرب يكون معك ويباركك، وهو وحده يكافئك على الخير الذي عملته والذي تعمله".
بعد ذلك، بارك البطريرك الموقع المعد للبناء برش المياه المقدسة، ووضع حجر الأساس للدير، وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.