الرؤساء والبطريرك والإمام في أعمال مؤتمر الحوار في ليشبونة
يجمع المؤتمر قادة دينيّين وسياسيّين في لشبونة.
ألقت مجموعة من المتحدّثين - بمن فيهم بطريرك القسطنطينيّة، وإمام المسجد الحرام في مكّة، وثلاثة رؤساء دول أوروبيّين سابقين – كلماتٍ استغرقت حوالى عشر دقائق.
في معرض تقديمه لهذا الحدث، شدّد الدكتور زهير الحارثي، الأمين العام لِـ KAICIID، على أنّ الحوار مهمّ بشكل خاص بالنظر إلى مُناخ "انعدام الثقة المتزايد" في عالم اليوم.
بعد ذلك تحدّث الدكتور هاينز فيشر Heinz Fischer، رئيس النمسا السابق، واقتبس من الفيلسوف كارل بوبر Karl Popper: "يمكنني أن أكون على صواب ويمكن أن تكون مخطئًا، أو يمكن أن أكون مخطئًا ويمكنك أن تكون على صواب، ولكن معًا يمكننا الاقتراب من الحقيقة".
ثمّ كانت الكلمة لِبرتلماوس الأوّل، بطريرك القسطنطينيّة ورئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، أشار فيها إلى التزام البطريركيّة المسكونيّة الطويل الأمد بالحوار بين الأديان، لا سيّما في ما يتعلّق بتغيّر المناخ – الذي تُعتبر مكافحتُه "واجبًا روحيًّا".
من جهته، شدّد صالح بن عبد الله الحميد، إمام الحرم المكّيّ الحرام، على أنّ الحوار ضروريّ "لتحصين" المجتمع ضدّ "التطرّف والكراهية".
وكان المتحدّث الأخير في هذه الجلسة الأوّليّة كارلوس موداس Carlos Modoas، عمدة لشبونة. وناقش زيارة البابا الأخيرة للمدينة في مناسبة اليوم العالميّ للشباب، قائلًا إنّها كانت علامة واضحة على الإيجابيّة التي يمكن أن يجلبها الدين، فَطيلة وجود الأب الأقدس في ليشبونة، ظلّت المدينة كلّها مبتسمة.
مع ذلك، يمكن لأي شخص شارك في الحوار بين الأديان في أي فترة من الزمن أن يَعِيَ أنّ مثل هذه المناقشات تميل إلى أن يهيمن عليها الرجال.
كان هذا موضوعًا تناولته مباشرة غراسا ماشيل Graça Machel السياسيّة والناشطة الإنسانيّة الموزمبيقيّة، ومن أبرز ما قالت: "إنْ أردنا سلامًا متناغمًا ومستدامًا، فتنبغي مشاركة النساء في المفاوضات"، وهي قدّمت ما جرى في كينيا حول اعتماد الدستور الجديد سنة 2010، مثالًا يدعم طرحها.
ولربّما المحادثة الأقوى إلهامًا، تقول "أخبار الفاتيكان" تمّت مع كوشوانت سينغ Khushwant Singh من الشراكة الدوليّة للدين والتنمية المستدامة، فهو قال: "كلّ شيء يبدأ من الداخل. الحلول السياسيّة، المناقشات الهيكليّة، النقاشات الفنيّة، ضروريّة. لكنّنا بحاجةٍ أوّلًا إلى التغيُّر، أوّلًا، من الداخل". قال سينغ: "الجهاد الروحيّ هو الفنّ الأسمى في الحياة".