دينيّة
13 آذار 2023, 06:15

الخوري بومارون: "أبانا السّماويّ لا يُريدُ على الأرضِ سوى تَوبتَنا إليه وخَلاصنا الأبديَّ معه!"

نورسات
في زمن الصّوم المبارك، تأمّل خادم رعيّة سيّدة الزّروع - المعاملتين- جونيه الخوري عزيز بومارون في إنجيل أحد الإبن الضّال وكتب:

 

"يتفرَّدُ هذا الأحدُ، بين آحادِ الصّومِ كلِّها، بأنَّه لا يُذكِّرنا بأعجوبةٍ ليسوع، بل بمثلٍ، هو مَثلُ الإبنِ الشّاطِر (الضّال). هو ذروةُ الأسابيع الثّلاثة الأولى من الصّوم، التي تُركِّز على مُمارسةِ التّوبةِ بالصَّومِ والسَّهَرِ والصّلاةِ وأعمالِ البِرِّ والصَّدقَة؛ فأبانا السَّماويّ لا يُريدُ على الأرضِ سوى تَوبتَنا إليه وخَلاصنا الأبديَّ معه! كلّنا نعرفُ الرّواية... لكن في نهايتها، بعد أن يتوبَ الإبن ويلتزمُ بحياةٍ جديدةٍ، يُلبسُه الأبُ رِداءًا جديدًا: "أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الـحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه". ومن المؤكّد أنّ هذا الرِّداءَ الجديد لم يَهدُف إلى تكريمِ حياةِ ابنهِ الماضية. بل كانت علامةٌ للابنِ وللآخرين على أنَّ شيئًا مهمًّا قد حَدَث. كان نَفسُ الإبنِ القديم، لكنَّه الآن إبنٌ جديدٌ، وقبول الرِّداء علامةُ عهدٍ بين الإبنِ التّائبِ والأبِ المُحِبّ. لا يستطيعُ هذا الإبنُ العودةَ إلى الطُّرقِ القديمةِ، لأنَّ الرِّداءَ تذكيرٌ للجميع بالمسؤوليَّة الجديدةِ التي يقبلها الإبن.

أحبّائي، نحنُ أبناءٌ وبناتٌ تائبون ونحنُ نقتربُ من مذبحِ الرّبِّ اليوم.

الله أبانا المُحِبّ ونَعلمُ أنَّ مغفرتَهُ لنا كاملة.

الرّداء هو لِمَن يحتاجُ إلى التّوبة؛ الرّداء لِمَن يكرّسون حياتُهم استجابةً لأبٍ مُحبٍّ.

نحنُ مدعوون اليوم إلى أن نرتدي هذا الرِّداء الجديد علامةً على التزامنا مُجدّدًا بالسّيرِ على خطوات الأبِ المُحِبّ.

نحنُ جميعًا أبناءٌ وبناتٌ ضّالون! لكن مثل الإبنِ الضّال، علينا أن نرغب ونتأكَّد في الاعتراف بخطايانا لأبينا المُحِبّ؛ نتأكَّد من رغبتنا في بدءِ حياةٍ من جديد في علاقةٍ خاصّةٍ جدًّا مع الله؛ نتأكَّد من أنّه يمكننا قبولَ مسؤوليةِ العيشِ في هذا العهدِ الذي قَطَعناه مع الله.

يدعونا الرّبُّ كأبٍ مُحِبٍّ أن نعترفَ ونُصلِحَ حياتنا ونَسير دائمًا في طُرُقِه. إذا اخترنا القيامَ بذلك، فسوفَ يسيرُ الرّبُّ معنا دائمًا."