أوروبا
13 تشرين الأول 2016, 11:19

الخلافات السياسية تؤجل افتتاح الكاتدرائية الروسية في باريس

التشنج المستجد بين روسيا وفرنسا على خلفية الوضع في سوريا أرخى بظلاله سلباً على الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية الروسية الأرثوذكسية في باريس الواقعة على ضفاف نهر السين وعلى خطوات قليلة من برج إيفل، الذي كان مقرراً في التاسع عشر من شهر تشرين الأول الحالي بحضور الرئيس الروسي بوتين والفرنسي هولاند وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، بعدما اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً بمقاطعة زيارة فرنسا.

 

وكان مشروع بناء هذه الكاتدرائية قد صمد أمام تشنجات وتعقيدات كثيرة سادت العلاقات الروسية الفرنسية، لا سيما ما يتعلّق بالسياسات الخارجية ذات الصلة بالبلدين مثل الأزمة الأوكرانية واستعادة القرم، وقبلها ما حصل في جورجيا، فسوريا، إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية المواجهة الروسية الغربية في أوكرانيا.

كانت، من دون هذا المشروع، عقبات كثيرة منذ الخطوة الأولى في العام 2007 حين طرح عقار تبلغ مساحته أربعة آلاف متر مربع في قلب باريس حيث كان مقرّ ميتيو فرانس قائماً عليه، فعبّرت روسيا عن رغبتها في شرائه لبناء كنيسة ومركز ثقافي روسي عليه، وجاء ذلك استجابة لرغبة نيكولا ساركوزي في تمتين العلاقات مع روسيا، فكسبت روسيا العقار مقابل  المملكة العربية السعودية التي عرضت شراء الأرض من أجل بناء مسجد ومركز ثقافي سعودي.

وعلى الرغم من معارضة عمدة باريس آنذاك للتصميم الضخم الذي وصفه بالمتباهي والاستعراضي وعدم مناسبته مع موقعه في وسط باريس إلاّ أن شيئاً لم يمنع تنفيذ هذا التصميم الذي تضمّن كاتدرائية بخمس قبب مذهبة يبلغ ارتفاع أعلاها سبعاً وثلاثين متراً من دون احتساب الصليب على أن يكون التذهيب أقل لماعية من مبنى الأنفاليد أي ضريح بونابرت حتى يتناسب مع المشهد العام على ضفاف السين.

يضمّ هذا المجمع المسمى "المركز الروحي والثقافي الروسي"، إضافة إلى الكاتدرائية، مدرسة مزدوجة اللغة لنحو مئة وخمسين طالباً، مسكناً للرعية، ومركزاً ثقافياً فيه مكتبة وقاعة معارض. لكن يذكر أنّ هذه الكاتدرائية الروسية ليست الأولى في باريس، بل الثانية بعد كنيسة القديس الكسندر نيفسكي المبنية العام 1861إضافة إلى عدد من الكنائس الروسية الموزعة في العاصمة باريس وضواحيها، وأغلبها يتبع من ناحية الولاية الجغرافية للبطريركية المسكونية القسطنطينية.