الخازن في قداس المجلس العام الماروني بمناسبة الأعياد: تأخر تشكيل الحكومة لا يقلق ما دام رئيس الجمهورية يفتح أبوابه للجميع
بداية القى الخازن كلمة قال فيها: "من دواعي سرورنا واغتباطنا في نهاية كل عام، أن نلتقيكم حول مذبح كنيسة السيدة إم النور، التي تحتل ركن الصدارة في مبنانا، لنتشارك هذا القداس الإحتفالي، لأن خير ما نفتتح به قدوم العام الجديد هو هذا الإجتماع العائلي الكبير. فأهلا بالحضور جميعا في هذه الذبيحة الإلهية".
أضاف: "في نهاية هذه السنة، الحافلة بالمؤشرات والتحولات في منطقتنا، توصلنا كلبنانيين الى الخروج من الدوامة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وسط أجواء دولية وإقليمية تشي ببدايات جديدة، فكان لنا رئيس مسيحي ووطني قوي هو الرئيس العماد ميشال عون. ولئن تأخر تشكيل الحكومة الى حين، فليس ما يقلق في الأمر، ما دام فخامة الرئيس عون يفتح أبوابه للجميع لتذليل الصعوبات القائمة في وجه اختمار التشكيلة الحكومية المنتظرة. وكأن حلول الأعياد وميلاد السيد يسوع المسيح جاء ليشق طريقه أمام اللبنانيين، فيهتدوا الى سبيل الخلاص من محنتهم التي تجاوزوا فيها صراعات المنطقة بفضل نعم السماء التي خيمت على هذه البقعة المقدسة من المشرق العربي، وفي هذا الركن المتنوع بإنسانه وطبيعته على سائر دول الجوار".
وختم الخازن: عسى تحمل الينا هذه السنة بركات الولادة لوطننا الحبيب، المنتفض من رماده لأنه يستحق الحياة. شكرا لتلبيتكم هذا اللقاء السنوي، وشكرا لسيادة المطران مطر والمونسنيور كاتشا مشاركتنا هذه المناسبة، في كنف كنيستنا السيدة أم النور، عل نورها يشع في أفئدتنا بروح من المصالحة والإيمان المتجدد بميثاقية العيش الواحد".
مطر
ثم القى مطر عظة قال فيها: "اليوم يدخل البابا في العمر الثمانين ونقدم هذه الذبيحة الإلهية على نيته. يقول البابا سنة الرحمة أقفلت رسميا، لكن باب الرحمة الذي هو الله لم يقفل أبدا، باب الرب مفتوح لمن يقرعه. وأنتم في هذا المجلس العام الماروني تمثلون بابا من أبواب الله، يدخل الفقراء اليكم ليجدوا عندكم ما هم بحاجة اليه، وهذه نعمة عظيمة".
أضاف: "رسالة البابا يوحنا أن نكون متصالحين مع الله ومع نفوسنا ونطلب من الكهنة ان يعيروا أهمية أكبر لسر المصالحة، ألسنا بحاجة يا إخوتي ان نتصالح مع الله ومع بعضنا البعض حتى مع أنفسنا. وأقول لكم بكل صراحة أن الهدايا شيء جميل جدا وما من أحد يرفض هدية، وهدية السماء للأرض هي يسوع المسيح، هل نقبل المسيح في حياتنا أم نحاول أو نغير طريقنا ونبتعد؟ لنقل له في العيد يا رب اهلا وسهلا بك في بيتي وقراراتي ومسامحتي وغفراني".
وتابع: "لماذا هذا الرفض أن يسير لبنان الى الأمام، ما المقصود ان نقاصص الشعب اللبناني، أن نتركه يكفر؟ كلمة وزير تأتي من وزارة لخدمة الناس ليس للتسول عليهم، والمسيح أتى ليخدم، فمن أكبر منه؟ نريد تضحيات من الجميع من أجل لبنان وشعبه ومستقبل أجياله، أولاد هؤلاء أكثرهم أصبحوا خارج الوطن، الى أين سنذهب إذا لم تستقبلنا دنيا الله الواسعة؟ يجب أن نتأمل مليا بهذا الأمر وأن يكون هذا العيد فرصة للمصالحة وتقريب وجهات النظر من أجل إنقاذ لبنان، ونقول الى السياسيين تنازلوا عن حقكم وضعوا السلام امامكم، وان الحق العام فوق الحق الخاص، نرجو يا إخوتي ان نصلي كلنا حتى نتقدم في هذا الوطن وتحل هذه القضايا العالقة. ويقول البابا خصصوا يوما تضامنيا للفقراء، نحن هنا في بيت المجلس نهتم بالفقراء وبنعمته نهنئكم على كل ما تقومون به، والأبرشية والمجلس واحد لخدمة الناس، وجمعيات بيروت أنتم أساسها، الكل يعمل الخير ولكن نريد أن نفعل أكثر".
وختم مطر: "لا صلاح من دون مصالحة بين الإخوة اللبنانيين وكل عام وأنتم بخير".
جمعية عمومية
وكان المجلس العام الماروني قد عقد جمعية عمومية عرض فيها الخازن نشاطات المجلس للعام 2016، والقى كلمة قال فيها أنه "منذ لحظة الشغور الرئاسي، كنا نعرف الا إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل التحولات الكبرى التي تدور من حولنا، ولا قدرة لأي طرف داخلي أن ينفرد بهذا الإستحقاق، نظرا لارتباطه بعوامل إقليمية ودولية متسارعة ومتضاربة على امتداد الميادين السورية والعراقية واليمنية. إلا ان تدافع التحركات على محاور حلب والموصل والرقة لإخلاء المناطق التي احتلها تنظيم داعش في تزامن واحد، في ما اعتبر مقدمات لا بد منها لإبرام العملية السلمية في المنطقة، أتاح منفذا للانتخاب الرئاسي بعد 45 جلسة عقيمة النصاب. ومهما كان من أمر هذه التطورات، التي تتجاوز قدرة بلد صغير كلبنان عن إمساك ابنائه بمصيره، حيث تتجاذبه قوى صغرى وكبرى، فإن ما يعنينا في رحلة المعاناة اللبنانية التي حاولنا فيها، كمجلس عام ماروني، معني بشأن مجتمعه المسيحي في صلبه الوطني، انطلاقا من الحركة على صعيد توحيد الصف المسيحي الأوسع بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، أداء قسط في توجيه دفة الموقف الماروني نحو الإستحقاق الذي هو حق ودور أساسي في المناصفة والمشاركة التي نص عليها الميثاق الوطني ودستور الطائف".
غداء
بعدها أقيم حفل غداء ألقى خلاله كاتشيا كلمة جاء فيها: "أحببت أن أشارك معكم في هذا القداس الميلادي في المجلس العام الماروني، واليوم نحتفل بالعيد الثمانين لقداسة البابا، ونحن موجودون كعائلة واحدة، نشكر البابا الذي أعطى للكنيسة الكثير وهو في قلب كل واحد منا. وأهنئ المجلس العام الماروني الذي خلق لمساعدة الفقراء، وهذا المجلس قريب من كل شخص مريض أو محتاج، وان عيد الميلاد يعطي الفرح والمحبة للناس، هذا هو فرح الميلاد، فرح العطاء، ومثلما الله أعطانا الفرح يجب أن نعطيه لغيرنا. ان المجلس العام الماروني يترك المحبة في قلب كل شخص فينا، ومطلوب منا جميعا أن نعيش بفرح ونعطي بفرح، وأشكر معالي الوزير الخازن والمجلس العام الماروني على هذا اللقاء وعلى العمل المتميز في العطاء".