الحوار بين الأديان في صلب اهتمامات البابا
وقد تمنى الأب الأقدس في رسالة الفيديو الأولى لشهر كانون الثاني الحالي على المؤمنين الحوار بين رجال ونساء من مختلف الأديان حتى يحمل هذا الحوار ثمار السلام والعدالة قائلاً: "إن معظم شعوب الأرض يعلنون أنفسهم كمؤمنين وهذا الأمر يجب أن يشجع كافة الأديان على التحاور فيما بينها". محمّلا الناسَ أمانةَ أن ينشروا هذه الصلاة بين الجميع واثقاً أنها سوف تعطي ثمارها المرجوة.
وكان البابا فرنسيس قد دعا خلال زيارته كينيا واجتماعِه مع خمسةٍ وعشرين زعيماً في سفارة الفاتيكان في نيروبي إلى حوار الأديان، مشدداً على أن الفكر المتطرّف الذي يتمّ زرعه في عقول الشباب باسم الدين يؤدي إلى بذر الشقاق والخوف وتمزيق المجتمعات.
نذكر أن قضية الحوار بين الأديان ليست جديدةً على الفاتيكان؛ فقد أصدر المجمعُ الفاتيكاني الثاني في العام ألفٍ وتسعِمِئَةٍ وخمسةٍ وستين وثيقةَ "في عصرنا" التي تضمنت التشديدَ على الحوار بين مختلف الأديان وتوثيق العلاقات بينها. وقد نشر الفاتيكان في العام ألفينِ وخمسة موسوعةً ضَمّنَها كلَ المداخلات حول حوار الأديان ومن بينها ستةٍ وستين مداخلةٍ للبابا بولس السادس وألفٍ ومئتينِ وتسعةٍ وخمسينَ مداخلةٍ للبابا يوحنا بولس الثاني. وفضلاً عن ذلك كلِه نذكر تأسيس المنتدى الكاثوليكي الإسلامي في عهد البابا بندكتوس السادس عشر الذي زار عدداً من المساجد في الأردن والقدس وتركيا.