الحلبيّ في اختتام مشروع "تحدّي القراءة العربيّ": لبنان منبت الحرف والكتاب
بعد النشيديْن الوطنيّين اللبنانيّ والإماراتيّ، ألقت صونيا خوري، رئيسة مصلحة الشؤون الثقافيّة والفنون الجميلة في الوزارة كلمة قالت فيها: "المطالعة عمليّةٌ معرفيَّة وفكريَّة تُحفِّزُ العقل على العمل باستمرار، فتُبْقي الدماغ نشِطًا وتَزيد من قُدرته على التركيز والتحليل والنقد، وتنمّي الخيال الواسع والإبداع، وهي مصدر للاستمتاع والترفيه، وأداة شاملة تسهم في تطوير الإنسان على الصُعُد كافَّة، وصدق مَنْ قال: "لا ينمو الجسد إلَّا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلَّا بالمطالعة والتفكير".
أضافت: "على الرغْم من أهمّيّة المطالعة وفوائدِها، لم يَعُد الكتاب خير جليس لأبناء هذا الجيل، وذلك لأسباب عديدة... لهذه الأسبابِ وغيرِها أُطلقَت مسابقة "تحدّي القراءة العربيّ"، بمبادرة من الشيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم مشكورًا، أكبرُ مبادرة تنافسيّة معرفيّة، فكانَت فُرصة رائدة لتنمية شغَف المطالعة باللغة العربيّة عند تلامذة المدارس بمختلف مراحلهم التعليميّة...وأراها، اليومَ، فرصةً لأوكّد أنّ التحدّيات التي تواجه تعزيز القراءة عند أولادنا تتطلّب تضافر جهود كلٍّ من الأسرة، والمدرسة والمجتمع".
ثمّ استعرضت رئيسة مصلحة الشؤون الثقافيّة والفنون الجميلة في الوزارة دور هذه الثلاثة...
وختمت: "نؤمن بأنّ لبنانَ موطن الفلاسفة والأدباء والشعراء ورجال العلم والفكر والفنّ...ولكن كيف نحافظ على هذا الإرث ونسلّمه لمن سيخلُفنا. التحدّيَ كبيرٌ وهنيئًا لكلّ مَن شارك وقرأَ وأوْجز، وإن لم يكن من بين الفائزين الأوائل، فهو بطل في نظرنا، لأنَّه تحدَّى وقرأَ ونافسَ..."
ثمّ تحدّث عبر الشاشة الدكتور فوزان الخالدي، مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسّسة "مبادرات محمّد بن راشد آل مكتوم العالميّة" فحيّا، خصوصًا أبطال "التحدّي" في دورته الثامنة على مستوى الجمهوريّة اللبنانيّة، وعبّر باسم المؤسّسة التي يمثّل عن تقديره لجهود وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الثقافة في الجمهوريّة اللبنانيّة وللجهات التي سهّلت مشاركة أكثر من 29 ألف طالب وطالبة من 324 مدرسة، وأكثر من 1000 مشرف ومشرفة رافقوا الطلبة على طول مرحلة التصفيات، وهو ما أسهم في تميّز طلبة لبنان في منافسات التظاهرة القرائيّة الأكبر من نوعها باللغة العربيّة على مستوى العالم..".
ثمّ تكلّم على الدورة الثامنة للتحدّي التي سجّلت أرقامًا غير مسبوقة في أعداد المشاركين، فاستقطبت أكثر من 28 مليون طالب وطالبة من 50 دولة حول العالم، بمشاركة أكثر من 229 ألف مدرسة، وهذا برهانٌ على أثر هذه المبادرة...".
وختم الخالدي: "بتعاوننا سيواصل "تحدّي القراءة العربيّ" تأدية رسالته في ترسيخ مكانة اللغة العربيّة...وتعزيز أهمّيّة القراءة لدى الطلبة وتنمية مهارات التفكير الإبداعيّ..."
ثمّ ألقى الوزير الحلبي كلمة رحّب فيها بالحضور وأشار إلى أهمّيّة "التحدّي" في تحفيز الشباب مجدّدًا على مجالسة الكتاب....
ثمّ نوّه بالرؤية الثاقبة لِحاكم دبي الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم...لتأمين مشاركة مليون تلميذ في قراءة خمسين مليون كتاب كلّ عام دراسيّ ونوّه بطريقة العمل التي انتهج...
ثمّ أتى إلى تاريخ مصلحة الشؤون الثقافيّة والفنون الجميلة في المديريّة العامّة للتربية مع مبادرة "تحدّي القراءة العربيّ".
وأشار إلى تفاعل التلامذة مع "التحدّي"، ما يدلّ على مدى تحفيز هذه المبادرة الأجيالَ الجديدة على القراءة والتنافس المعرفيّ، والاطّلاع على النتاجات الفكريّة العالميّة...
وتوجّه بالتقدير إلى ثلّةٍ مميّزةٍ من الشعراء والكتّاب والأدباء اللبنانيّين الحاضرين متأكّدًا من أنّهم سيواصلون مسيرة الكتابة ويتابعون خطى من سبقهم في رفد هذا الوطن بأفضل الانتاجات الأدبيّة والفكريّة".
في ختام كلمته، شدّد الوزير الحلبيّ على وقوف لبنان إلى جانب صاحب مؤسّسة مبادرات محمّد بن راشد آل مكتوم العالميّة في رؤيته البعيدة المدى لاستنهاض العرب من أجل تحقيق التنمية. ثمّ هنّأ التلامذة المشاركين ومشرفيهم ومديري مدارسهم وأهاليهم، كما حيّا من أسهم في إنجاح هذه المبادرة في الإمارات العربية المتحدة وفي لبنان...
تخلّل وصلات فنيّة مختلفة وطنيّة وفولكلوريّة .
ثمّ سلّم الوزير الحلبي والمدير العامّ للتربية والوزير الحاج حسن والنائب مراد ورئيسة المصلحة الثقافيّة الدروع والشهادات للتلامذة الفائزين وكذلك من فئة أصحاب الهمم ومن التلامذة الفائزين عن فئة غير اللبنانيّين، ونال المرتبة الأولى في تحدّي القراءة العربيّ التلميذ عمر أحمد الشموري من "مدرسة خليل شهاب" في البقاع وحصل على علامة 96. وتمّ تسليمه الشعلة ليشارك في بطولة العالم لـ"تحدّي القراءة العربيّ" التي تقام في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وإلى جانبه العشرة الأوائل وأصحاب الهمم.