لبنان
31 آذار 2017, 06:38

الحداد ترأس قداسا بعيد البشارة في دير الراهبات المخلصيات في جون

ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، قداسا احتفاليا بعيد سيدة البشارة في دير الراهبات المخلصيات في جون، وعاونه الأب شربل راشد، في حضور الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، الرئيسة العامة السابقة تيريز روكز، رئيسة الدير الأخت نجوى مهنا، رئيسة دير الإبتداء اوغستان خوري وراهبات الدير وشخصيات، وتخلل القداس تكريم عدد من الراهبات لمناسبة اليوبيل الخمسين لنذورهن المقدسة.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الحداد عظة أشار فيها الى "ان موضوع البشارة الأساسي، أن الإنسان يصبح شريكا مع الله في عمل إلهي بحت. نصبح مسؤولين مع الله مثل مريم"، لافتا الى انه "لا جدل في المسيحية حول هذا البعد الإلهي الإنساني المشترك في تاريخ الخلاص، وكل مرة نفكر بهذا السر نبشر ذواتنا بحقيقة قديمة متجددة، والجديد فيها هو اكتشافنا لمسيرتنا التي تتطور أحيانا وتفتر أخرى"، مؤكدا ان "البشارة عمل دائم فينا لا ذكرى وانطوت." 

وأضاف: "يستطيع الملاك بوحي الروح القدس أن يحدث فينا الجديد. أي أن يبشرنا كل يوم بجزء من الحقيقة يختارها هو. والأجمل في الأمر أن البشرى قد تطال ذواتنا فيكشف الله لنا عن أعماقنا التي يعرفها أكثر منا ويقول لي ولك ولك تستطيع أن تنقل الجبال وتقيم الموتى وتشفي المرضى وتبشر المساكين وتجري العجائب وتطرد الشياطين. يا لها من بشارة ومسؤولية. إن الله يتكل علينا خاصة نحن المكرسين، بالأمس واليوم وغدا ليغير العالم. فموضوع البشارة هو هذا أن العالم بحاجة إلى نفوس قديسة تزيد طهارته وتنقي أدناسه. "أنتم لستم من العالم" يقول الله لنا. "لقد غلبت العالم" فلنفرح لأننا غلبنا نحن العالم ."

وتابع: "كم من النفوس تعيش في الظلام لأنها لا تعرف الله"، تقول الأم تريزيا دي كالكوتا، وقد كرست حياتها في الهند حيث لا جذور لها هناك ولا رباط بشريا مع أهالي كالكوتا، بل لأنها شعرت أن إدخال اليسير من المحبة إلى نفوس يائسة تفرح قلب الله وتنقل البشارة إلى عالم لم يبشر بعد".

ورأى أن "الحياة المكرسة تتصارع اليوم مع كثرة الأنشطة وقلة البشارة والسرور في الكمية لا في النوعية. يقول معظم المكرسين "وقتي ضيق" لكثرة الأعمال. ويقول البابا بنديكتوس في وثيقة "الله محبة": "لا يستطيع الإنسان أن يعمل كل ما يريده فاتركوا محلا لله ليعمل ما يريده هو من خلالكم". نعم "إن أبي يعمل وأنا أعمل فاسألوا رب الحصاد أن يرسل فعلة لكرمه".

وقال: "لو عرفت مريم أن ما ستؤول إليه بجوابها عظيم بهذا القدر لما قالت نعم. لأن النفس البشرية لا يمكنها أن تحلم حلم الله دفعة واحدة. لكنها تستطيع أن تعي مخطط الله يوما بعد يوم. يفاجئنا الله بدعوات رهبانية اليوم كما بالأمس رغم أن العالم قد اقتحم الأديرة. كم أنت عظيم يا الله. هذه علامة حبك لنا ولتكرسنا وللنهج التكرسي برمته أنك ما زلت ترسل فعلة إلى كرمك أنت القادر أن تخلق من الحجارة أولادا لإبراهيم. 

أضاف: "تعالوا نقرأ في شبابنا وشاباتنا بشارة جديدة فنجدد كالنسر شباب دعوتنا ونحمل المشعل حتى الساعة الأخيرة. لقد افتقد الله برحمته العديد من بنات هذه الجمعية هذا العام كانت آخرهن الأخت ماكرين. فلنقرأ في الموت كما في الحياة لمسات الله وحبه. هو الحاضر هنا في الدير وهناك مع نفوس القديسين. والدير بحاجة إلى نفوس هنا وهناك تصلي وتتضرع لنكمل عمل البشارة. وكلنا نتطلع إلى العالم الآتي هناك مع مريم وأبونا بشارة وجميع القديسين تكتمل بشارتنا".

وختم مهنئا صاحبات اليوبيل الخمسين لوسيان وأغوستان وأليس، وقال :"أشكركن على كل الخدمات التي تقمن بها في هذا الدير وفي الأبرشية وكل كنيستنا. وأطلب بإلحاح أن تزدن المبشرات والتعليم في المدارس والرعايا. وأطلب أيضا المشاركة في إحياء الرعايا ومساعدة كهنتنا في المناولات والمجالس".

بعدها سلم الحداد والأم وازن الراهبات اوغستان خوري ولوسيان الهاشم واليس فرح الدروع لمناسبة اليوبيل الخمسين لنذورهن المقدسة. وبعد القداس استقبل الحداد والراهبات في صالون الدير المهنئين بالعيد، ثم اقيم في الدير مأدبة غذاء تكريمية للحداد والحضور.