صحّة
04 تموز 2018, 07:34

الجوع وسوء التغذية هما أسوأ خطرين على الصحة في العالم

وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة لعام 2017، ازداد عدد ناقصي التغذية منذ عام 2014 ليصل إلى ما يقدر بـ 815 مليون شخص في عام 2016

 

على مدى العقدين اللذين سبقا الألفية الجديدة، ازداد الطلب العالمي على المواد الغذائية ازديادا مطردا مع النمو في عدد سكان عالم، وسجل المحاصيل، وتحسن المداخيل، وتنويع الأنظمة الغذائية. ونتيجة لذلك، واصلت أسعار المواد الغذائية الانخفاض خلال عام 2000. ولكن ابتداء من عام 2004، بدأت أسعار معظم الحبوب في الارتفاع. وعلى الرغم من وجود زيادة في الإنتاج، إلا أن زيادة في الطلب كان أكبر.

واستنزفت المخزونات الغذائية. وبعد ذلك، في عام 2005، تأثر الإنتاج الغذائي بتأثيرا كبيرا بسبب الأعراض الجوية الشديدة في الدول الرئيسية المنتجة للغذاء. وبحلول عام 2006، كان إنتاج الحبوب في العالم قد انخفض بنسبة 2.1 في المائة. وفي عام 2007، أدت الزيادات المتلاحقة في أسعار النفط إلى زيادة أسعار الأسمدة وغيرها من تكاليف انتاجات المواد الغذائية.

وبوصول أسعار المواد الغذائية الدولية إلى مستويات غير مسبوقة، سعت البلدان إلى طرق لحماية نفسها من إمكانية النقص في الأغذية وصدمات الأسعار. وفرض عديد البلدان المصدرة للمواد الغذائية قيودا على الصادرات. وبدأ بعض المستوردين الرئيسيين بشراء الحبوب بأي ثمن للحفاظ على الإمدادات المحلية.

 

فريق العمل رفيع المستوى بشأن أزمة الغذاء والأمن التغذية

أدى الارتفاع الكبير في أزمة أسعار الغذاء العالمية إلى قيام المجلس التنفيذي للأمم المتحدة  بإنشاء فريق العمل رفيع المستوى المعني بأزمة الأمن الغذائي العالمية في أبريل 2008. ويترأس الأمين العام بان كي مون الفريق المكون من 23 عضوا رئيسيا من منظومة الأمم المتحدة. ويهدف الفريق أساسا إلى تعزيز الاستجابة الشاملة والموحدة من المجتمع الدولي للتحدي المتمثل في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية العالمي.

بينما استمر التقدم في مكافحة الجوع، لا أن الكثير من الناس لا يزالون يفتقرون إلى الغذاء الذي يحتاجونه من أجل التمتع بحياة نشطة وصحية.

وتشير آخر التقديرات المتوفرة إلى أن حوالي 795 مليون شخص في العالم – أي ما يزيد قليلا عن واحد من بين كل تسعة أشخاص يعانون من نقص التغذية بين 2014-2016 . وهذا يعني أن شخصا واحدا من بين تسعة الناس لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء ليعيشون حياة نشطة وصحية. في الواقع، يشكل الجوع وسوء التغذية الخطر الاول على الصحة على المستوى العالمي – وهذا أكبر من خطر الإيدز والملاريا والسل معا.

 

الجوع في أرقام

تشير آخر التقديرات المتاحة إلى أن حوالي 815 مليون شخص في العالم - ما يزيد قليلا عن واحد من بين تسعة - يعانون من نقص التغذية في 2017. وهذا يعني شخص من بين 9 أشخاص لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء لتكونوا صحيين والعيش حياة نشطة. ويعبرالجوع وسوء التغذية هي في الواقع  الخطر الأول على الصحة في العالم – أي أكبر من الإيدز والملاريا والسل مجتمعة.

 

قياس التقدم العالمي للأهداف

شهد عام 2015 نهاية فترة المراقبة  للأهداف التي اتفق عليها دوليا للحد من الجوع:

تمثل الهدف الأول في قمة الغذاء العالمية التي عقدت في روما عام 1996،  حيث تعهد ممثلون من  182 حكومة  على "القضاء على الجوع في جميع البلدان، مع خلال خفض عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية إلى النصف في موعد لا يتجاوز عام 2015".
تمثل الهدف الثاني في خفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إلى النصف بحلول عام 2015.

 

الغذاء والأهداف الإنمائية للألفية

في عام 2000، اجتمع زعماء العالم في الأمم المتحدة لصياغة رؤية واسعة لمكافحة الفقر، وترجم هذا إلى وضع الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية والتي استمرت كإطار للتنمية الشاملة العالمية حتى عام 2015. وقد تم وضع تقييم نهائي للتقدم المحرز خلال هذه الفترة في عام 2015.

ووفقا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد أنتجت التعبئة العالمية  للأهداف الإنمائية للألفية أنجح حركة تاريخية لمكافحة الفقر. وقبل نهاية الموعد النهائي  في عام2015 ، تحقق الهدف الإنمائي للألفية للحد من نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع في عام 2010 إلى النصف.

وانخفضت نسبة الذين يعانون من نقص التغذية في المناطق النامية بمقدار النصف تقريبا.
وأنخفض عدد الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن في جميع أنحاء العالم من طفل واحد من بين كل سبعة أطفال إلى طفل واحد من بين كل أربعة في عام 1990.

وتبين نتائج الأهداف الإنمائية للألفية تقدما كبيرا فيما يتعلق  بالغذاء والجوع بين عامي 2000 و 2015. ومع ذلك، هناك المزيد من العمل يتعين القيام به. وسيتركز العمل الآن على أهداف التنمية المستدامة.

 

تحدي القضاء على الجوع

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة  تحدي القضاء على الجوع في عام 2012 خلال مؤتمر ريو + 20  العالمي حول التنمية المستدامة. وأطلق تحدي القضاء على الجوع  إلى الصفر ليكون مصدر إلهام لحركة عالمية من أجل عالم خال من الجوع خلال جيل واحد. ويدعو:

القضاء على التقزم عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين إلى الصفر
الحصول على  نسبة %100 بما يكفي من الغذاء على مدار السنة.
إستدامة جميع النظم الغذائية .
زيادة إنتاجية أصحاب الحيازات الصغيرة والدخل بنسبة 100٪ .
 القضاء على إهدار المواد الغذائية.

 

الغذاء وأهداف التنمية المستدامة

الغذاء هو أيضا في صميم برنامج التنمية التابع للامم المتحدة في القرن ال21 المتمثل في أهداف التنمية المستدامة.  الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة ال17  للأمم المتحدة هو "إنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة". ويتطلب تحقيق هذا الهدف بحلول الموعد المستهدف وهو 2030 تغييرا عميقا في النظام الغذائي والزراعة العالمية.

ويتضمن هذا الهدف:

القضاء على الجوع وضمان وصول جميع الناس إلى الطعام المغذي الآمن،
إنهاء جميع أشكال سوء التغذية؛
مضاعفة الإنتاجية الزراعية والدخل من صغار منتجي الأغذية؛
ضمان استدامة نظم الإنتاج الغذائي ؛
زيادة الاستثمار في الزراعة؛
تصحيح ومنع القيود والتشوهات التجارية في الأسواق الزراعية العالمية،
اعتماد تدابير لضمان حسن سير العمل في أسواق السلع الغذائية.

 

وكالات الأمم المتحدة العاملة لتحقيق الأمن الغذائي
برنامج الأغذية العالمي

يهدف برنامج الأغذية العالمي إلى تقديم مساعدات غذائية إلى أكثر من 80 مليون شخص في 80 بلدا ويستجيب باستمرار للحالات الطارئة. و يعمل برنامج الأغذية العالمي أيضا في المساعدة على منع الجوع في المستقبل ، وذلك من خلال البرامج التي تستخدم الغذاء كوسيلة لبناء الأصول، ونشر المعرفة وتعزيز مجتمعات أقوى وأكثر ديناميكية. وهذا يساعد المجتمعات في تحقيق الأمن الغذائي.

 

البنك الدولي

يمثل الاستثمار في الزراعة والتنمية الريفية من أجل زيادة الإنتاج الغذائي والتغذية أولوية بالنسبة لمجموعة البنك الدولي. وتعمل مجموعة البنك  الدولي مع الشركاء من أجل تحسين الأمن الغذائي وبناء نظام المواد الغذائية التي يمكن أن تغذي الجميع يوميا في كل مكان. وتشمل الأنشطة على تشجيع أساليب الزراعة الذكية المراعية للمناخ واستعادة الأراضي الزراعية المتدهورة، وخلق محاصيل أكثر مرونة ومغذية وتحسين التخزين وسلاسل التوريد للحد من خسائر الأغذية.

 

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)

إن تحقيق الأمن الغذائي للجميع هو في صميم الجهود التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) – لضمان حصول الناس على ما يكفي من الغذاء ذات جودة عالية بانتظام لقيادة حياة مفعمة بالنشاط والصحة. وتعمل المنظمة على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي: القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية؛ القضاء على الفقر ودفع للتقدم الاقتصادي والاجتماعي للجميع إلى الأمام ؛ والإدارة المستدامة واستخدام الموارد الطبيعية، بما فيها الأرض والماء والهواء والمناخ والموارد الوراثية لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية. كما تصدر منظمة الأغذية والزراعة مؤشر أسعار المواد الغذائية، وهو مقياس التغير الشهري في الأسعار الدولية للسلع الغذائية.

 

الصندوق الدولي للتنمية الزراعية

يركز الصندوق الدولي للتنمية الزراعية حصريا على الحد من الفقر في المناطق الريفية، والعمل مع سكان الريف الفقراء في البلدان النامية للقضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية ورفع إنتاجيتهم ودخلهم وتحسين نوعية حياتهم.  وتعالج جميع البرامج والمشاريع الممولة من الصندوق مسألة الأمن الغذائي والتغذية.  وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، قدم الصندوق  الدعم والمساعدة لنحو 400 مليون امرأة ورجل في المناطق الريفية الفقيرة.