دينيّة
10 نيسان 2020, 14:00

الجمعة العظيمة في زمن كورونا...

ماريلين صليبي
الجمعة العظيمة يوم مليء بالوجع والألم والحزن... كيف لا وفيه مات خالق الكون وأخ الإنسان وملك السّماء والأرض؟

في الجمعة العظيمة، تتلبّد السّماء بسواد الغيم وتفيض دموعها الحارّة فيسيل المطر نهرًا شلّالًا لغياب يسوع المسيح الذي فدانا بدمه وروحه من أجل خلاصنا.

تطلّ الجمعة العظيمة على المؤمنين هذا العام مختلفة، فلا مشاركة في رتبة جنّاز المسيح في الكنائس، بل الصّلوات ستصبح صامتة في القلوب، والمشاركة ستصبح معنويّة، لكنّ الجوهر يبقى هو هو، فالتّضحية نفسها والمحبّة نفسها والتّخلّي عن الآثام نفسه.

الجمعة العظيمة هذا العام تأتي لتسكب في قلوبنا حزنًا إضافيًّا فوق نبع أحزاننا الثّقيلة، فهذا العام مليء بالمشاكل والهموم، خصوصًا بعد انتشار فيروس كورونا وضرورة إلتزام الحجر المنزليّ.

في موت المسيح، سنصلّي هذا اليوم لتموت شرارة الفيروس في العالم، فتموت بذلك خطورة الوضع الصّحّيّ، وتموت ضرورة الحجر المنزليّ، وتموت مخاوف العائلات من فقدان أحبابها، ويموت بعدها الموت السّائد في أنحاء العالم.

لكنّ بالرّغم من كلّ أحزان العالم، لا بدّ من الإدراك أنّ القيامة آتية لا محالة، فما من مستحيل أمام عظمة الرّبّ الإله وقدرته، ولا بدّ من التّحلّي بالصّبر وحمل صليب الوجع بفرح وسلك درب الجلجلة بسلام.