متفرّقات
18 آب 2020, 12:00

الجامعة اللبنانية تشارك في حماية ذاكرة بيروت: أساتذة وطلاب متطوعون من الفنون والآداب لمسح الأضرار وترميم البيوت التراثية والمتاحف

الوكالة الوطنيّة للإعلام
"خسِرنا في انفجار المرفأ ما لم نكن نتوقعه في البشر والحجر"، هذه الجملة التي قالتها سيدة بيروتية على شاشات التلفزة كفيلة اختصار مشهد ما بعد الكارثة التي أزهقت أرواح الأبرياء ودمرت أبنية بكاملها وشردت الآلاف وأتت على شواهد من تاريخ لبنان العريق.

فشبابيك بيروت الملونة وأعمدة بيوتها التراثية وقناطرها العالية وزخرفات جدران كنائسها وجوامعها ومتحافها تحولت في ثوان إلى دمار وإن تفاوتت نسبته بين منطقة وأخرى وحي وآخر.

ما تقدم، دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى التحذير من أن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء انفجار بيروت في 4 آب 2020، 60 منها معرضة للانهيار، ولحقت الأضرار أيضًا بمتاحف عديدة كالمتحف الوطني ومتحف سرسق ومتحف الجامعة الأميركية والمواقع الثقافية والدينية وصالات العرض.

وأعلنت اليونسكو أنها "ستقود تحركا دوليا لاستعادة وإعادة إعمار تراث بيروت وستستعين بمنظمات ثقافية وخبراء من الطراز الأول فى لبنان والخارج لهذه الغاية".

وقبيل تحرك منظمة اليونيسكو، شكلت المديرية العامة للآثار التابعة لوزارة الثقافة لجنة اختصاصيين وخبراء، بالتعاون مع نقابة المهندسين وبلدية بيروت، وبإشراف محافظ المدينة، للاهتمام بترميم المتاحف والمنازل التراثية التي يقع معظمها في الأحياء التاريخية كالجميزة والأشرفية والتباريس ومار مخايل والكرنتينا وزقاق البلاط والمدور وميناء الحصن.

وتحت مظلة تلك اللجنة، تعمل حاليا مجموعة كبيرة من أساتذة وخريجي كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية، وقد بدأت بتسليم ملفات المسح الأولي إلى المتعهدين تمهيدًا للبدء بوضع الدعائم الأساسية للبيوت المتضررة ودرء الخطر الذي يتهدد أصحابها وخصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.

وكان عمل المجموعة انطلق في الأيام الأولى التي أعقبت انفجار المرفأ، عندما بادرت رئيسة مركز الترميم والحفاظ على الأوابد والمواقع التاريخية في كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتورة ياسمين معكرون والدكتور جان ياسمين وناتالي شاهين بالنزول إلى الأرض بالتنسيق مع المدير العام للآثار في وزارة الثقافة المهندس سركيس خوري - وهو من خريجي مركز الترميم في الجامعة اللبنانية.

وبإشراف الأساتذة المعماريين من كلية الفنون، الذين يتخطى عددهم الأربعين مهندسا، أسندت إلى مجموعة من طلاب الكلية مهمات الكشف الميداني العام في المناطق الأقل خطرا على سلامتهم.

من جهة أخرى، تطوعت مجموعة من أساتذة وطلاب قسم الآثار في كلية الأداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية مع زملاء لهم من الجامعة اليسوعية (USJ) والجامعة الأميركية (AUB) وجامعة الروح القدس - الكسليك (USEK) للمساعدة في الخدمات التقنية لترميم بيوت بيروت ومتاحفها ومكتباتها، بدعم من المجلس الدولي للمتاحف (ICOM - International Council of Museums) ومنظمة (Blue shield international)

وبدأ عمل هذه المجموعة بمبادرة من الطالبين جيلبير نقولا وإلسي صايغ من الجامعة اللبنانية وديفيد شلالا من جامعة الروح القدس - الكسليك، لتتوسع لاحقا وتضم عشرات المتطوعين من الجامعتين وجامعات أخرى.

ومن ضمن الجهود التي تبذل لاستعادة ذاكرة بيروت التاريخية تلك التي تقوم بها رابطة المعماريين برئاسة الدكتور عاطف مشيمش ورابطة مهندسي تنظيم المدن برئاسة المهندس فراس مرتضى ومؤسسة الجادرجي للعمارة برئاسة الدكتور حبيب صادق، وجميعهم أساتذة في كلية الفنون الجميلة والعمارة.