الفاتيكان
29 آب 2024, 10:20

الجامعة الأوربانيّة الحبريّة: الهوية والتاريخ والمستقبل

تيلي لوميار/ نورسات
تتمتّع جامعة أوربانيانا الحبريّة بتاريخ فريد من نوعه، مرتبط بشكل عميق، منذ البداية، بأحداث مجمع نشر الإيمان الذي يتوافق اليوم مع قسم دائرة التبشير برئاسة الكاردينال تاغل. الجامعة الواقعة على تلّ جانيكولوم هي المؤسّسة الوحيدة ذات الأهمّيّة التي تمّ الاعتراف بها لقرون عدّة كجزءٍ لا يتجزّأ وهيكليّ من دوائر الكرسي الرسوليّ، من وجهة نظر التكاليف أيضًا، كما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

جامعة أوربانيانا الحبريّة كانت ولا تزال مرتبطة بمجمع نشر الإيمان، دائرة التبشير حاليًّا، وفيها يتمّ دعم غالبيّة الطلّاب الذين يتابعون دوراتٍ من التي توفر، بمنح دراسيّة تموّلها الدائرة التبشيريّة.  

تأسّست الكلّيّة الأوربانيّة، وهي النواة الأولى لما يعرف الآن بالجامعة الأوربانيّة الحبريّة، في وقت مبكر من عام 1627 لتدريب موظّفي الكنائس المحلّيّة على مهمّة إعلان الإنجيل في محيطاتهم الكنسيّة.

تعلّق الأمر بتزويد الإكليريكيّين والكهنة والراهبات بالأدوات الفكريّة والرعويّة والروحيّة المفيدة للقيام برسالتهم في خدمة كنائسهم الأصليّة.  

لا يبدو أنّ سبب وجود الجامعة الأوربانيّة والآفاق اللامحدودة التي تبحث عنها عن الدعوة التبشيريّة قد شوّهت أو تقلّصت.

يكفي أن يكون المرء على دراية بالسلطة التعليميّة التبشيريّة المستمرّة للبابا فرنسيس، والدعوة المستمرّة إلى "الاهتداء التبشيريّ" التي يوجّهها باستمرار إلى الهيئات الكنسيّة كلّها.

إنّ علاقتها بالديناميّة التبشيريّة هي التي لا تزال تميّز طبيعة الجامعة الأوربانيّة بطريقة محدّدة وغير "قابلة للمقارنة"، وهذا يمكن أن يشير أيضًا إلى معايير وخيارات عمليّة أكثر ملاءمة لإحياء خدمتها للكنائس المحلّيّة وإعادة توجيهها، مع الاعتراف بما هو الآن أكثر فائدة لرسالتها.  

سيتمكّن المشاركون في الجمعيّة العامّة المنعقدة حاليًّا في شأن جامعة أوربانيانا الحبريّة، من مناقشة المعايير والمقترحات لتجديد الأدوات والمنهجيّات والإجراءات الأكّاديميّة، بالإضافة إلى مجالات الدراسة لتعزيزها من أجل إبراز الاهتمام بالسياقات وموقف الاستماع إلى الثقافات المحلّيّة - التي ميّزت دائما الالتزام الأكّاديميّ والتعليميّ للأوربانيانا- حتّى الوقت الحاضر.

يمكن توسيع عدد مراكز الدراسة والبحث التي تركّز على مجالات وموضوعات تعليميّة محدّدة، على غرار مركز الدراسات الصينيّة والآسيويّة الذي يعمل بالفعل في أوربانيانا منذ عام 1975، كما يمكن تعزيز الموارد الجديدة، وإعادة إطلاقها بطرق جديدة.

إبّان جلسات العمل، يمكن أيضا الكشف عن الآثار الأولى لمرحلة تجديد وإعادة توجيه عرض التدريب الذي بدأ العام الماضي وتقييمها، حيث عيّن البابا فرنسيس في أيلول/سبتمبر 2023 البروفسور فينتشنزو بونومو مندوبًا بابويًّا للجامعة الأوربانيّة، مع مهام عميد الجامعة الأعلى.  

 في مرسوم تعيين البروفيسور بونومو، أشار البابا فرنسيس أيضًا إلى الحاجة الملحّة إلى "مراجعة هيكليّة الجامعة والتوافق مع الدستور الرسوليّ Veritatis gaudium والنظام الأساسيّ والأحكام التنظيميّة الأخرى التي تحكم حياة الكلّيّات والمعاهد، وكذلك لتوفير مواءمة التنظيم الإداريّ مع التشريعات الحاليّة المعمول بها لهيئات الكرسي الرسوليّ".

كما أشار الأب الأقدس إلى العمليّة التي بدأت بالفعل والتي "تهدف إلى إعادة تنظيم المؤسّسات الأكّاديميّة الحبريّة الرومانيّة التي يديرها الكرسي الرسوليّ مباشرة".

ترجمت أعمال إعادة التطوير المضطلع بها إلى تدابير ملموسة مع الدعوة إلى البحث عن التآزر التشغيليّ الهيكليّ  مع شبكة الجامعات الحبريّة الأخرى في روما، مع تجنّب خطر إهدار الطاقة والموارد الثمينة....