دينيّة
11 حزيران 2017, 07:00

الثّالوث الأقدس.. الآب الخالق والإبن المخلّص والرّوح المحيي

غلوريا بو خليل
تحتفل الكنيسة اليوم بسرّ الثّالوث الأقدس، عيد العائلة الإلهيّة. هذا السّرّ الإلهيّ الّذي يحدّد العلاقة بين الآب والإبن والرّوح القدس ويحدّثنا عن علاقتنا به. إذ خلقنا الله على صورته ومثاله، وهو يدعونا اليوم لنفهم أسس العلاقة مع الآخر من خلال التّضامن والوحدة والمحبّة المتبادلة لنكون خميرة طيّبة تشارك وترحم.

 

في إنجيل اليوم، يكشف المسيح نفسه أمام تلاميذه في الجليل فيقول لهم "لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْض" (متّى 28: 18)، هو الّذي رفض سابقًا المجد الأرضيّ من إبليس ها هو اليوم يقبَل المجد السّماويّ. من ثمّ أوكل إلى تلاميذه رسالته الخلاصيّة المثلّثة: "تَلْمِذُوا كُلَّ الأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس، وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ" (متّى 28: 19). وفي نهاية حديثه، طمأن يسوع تلاميذه أنّه لن يتركهم أبدًا قائلًا: "وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ الأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ العَالَم" (متّى 28: 19)، مانحًا بذلك كلّ مسيحيّ ومؤمن ضمانة رعايته الدّائمة له.

بالتّالي، في كلّ مرّة نرسم فيها إشارة الصّليب: "باسم الآب والإبن والرّوح القدس"- بإيمان عميق واحترام كبير وتسليم كلّيّ للثّالوث الأقدس: الآب الخالق والإبن الفادي المخلّص والرّوح المحيي- نشهد بمحبّة وحريّة للعائلة الإلهيّة المقدّسة المنفتحة الطّائعة بعضها لبعض، مُقتدين بها في عائلاتنا وحياتنا.