الثقافي البريطاني أطلق تقريرًا بحثيًّا عن الجيل القادم في لبنان

وناقش التقرير "أبرز صانعو القرار من القاعدة الشعبية، وصولًا إلى مستوى وضع السياسات النتائج التي توصّل إليها هذا البحث واستمرار أهمية عقد اجتماعي جديد والمفهوم المثير للجدل المرونة اللبنانية".

وذكر المجلس الثقافي البريطاني Connecting Research to Development CRD، "أنّه فوّض عام 2019 لإجراء بحثًا كمّيًّا ونوعيًّا يهدف إلى توفير منظور صريح حول حياة الشباب في لبنان، وذلك من خلال أصوات الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 في الوطن، بما في ذلك الشباب اللبناني والفلسطيني والسوري. وقد تمّ إنجاز الأبحاث في يناير 2020 في وقت كان الشباب والوطن بشكل عام يواجهون أحداثًا وتحديات تاريخية بعد مرور 30 عامًا على نهاية الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف إلى جانب الأزمة السياسية والاقتصادية الحالية، تضاف إليها أزمة العملة، فضلًا عن ثورة 17 تشرين الأول 2019 وانتشار جائحة كوفيد- 19 والضغط المستمر جراء الحرب الأهلية في سوريا التي نشبت عام 2011".

وأضاف: "إلا أنّ التغيرات السياقية التي نجمت عن انتشار جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت والأزمة السياسية والاقتصادية العميقة والمأزق السياسي أدّت إلى توقف إطلاق البحث. في المقابل، فوض المجلس الثقافي البريطاني Qualisus عام 2021 لإجراء Next Steps Lebanon بهدف الارتكاز إلى النتائج التي توصل إليه البحث الأولي مع أخذ التطورات السياقية بالاعتبار".

في هذا الإطار، أشار المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني ديفيد نوكس، إلى أنّه "على الرغم من هذه التحديات، برهن البحث أن ما يوحد الشباب في لبنان يفوق بأضعاف ما يقسمه". وأضاف: "نحن في المجلس الثقافي البريطاني، سنجدّد جهودنا لبناء الثقة والتفاهم من خلال مساهمتنا الصغيرة عبر العمل مع أصحاب المصلحة وبخاصة الشباب نفسهم من أجل تحقيق الطموحات المذكورة في البحث".

وأبرز التقرير النتائج الرئيسية التي توصل إليها البحث ومنها: "أنّ المملكة المتحدة، بحسب الشباب في لبنان، هي من بين الدول الثلاث الأولى التي تتمتع بتأثير إيجابي على لبنان. وكثر من 65% من الشباب يعتبرون أن النظام التربوي في لبنان يحتاج إلى إصلاح حقيقي، و71% من الشباب يعتبر أن المعارف الشخصية أو الواسطة أهم من المؤهلات لتحقيق النجاح، إضافة إلى أنّ الشباب اللبناني يعتبر أنّ السلوك والمواقف والتفاعلات لا زالت متأثرة بذهنية الحرب الأهلية التي نقلها الأهالي والأحزاب السياسة التي لا تزال في السلطة منذ أيام الحرب، كذلك ازدادت نسبة المشاركة السياسية لدى الشباب بشكل ملحوظ منذ ثورة تشرين الأول 2019 غير أنها تراجعت بنسبة هائلة بعد انفجار مرفأ بيروت".

وتجدر الإشارة إن "Next Generation هو برنامج بحثي عالمي من إعداد المجلس الثقافي البريطاني وقد تم إطلاقه في بلدان تمر في فترة من التغيرات المهمة. وتهدف هذه السلسة البحثية إلى الحرص على جعل أصوات الشباب مسموعة وإلى تمثيل مصالح الشباب كما يجب في القرارات التي تترتّب عليها آثار دائمة على حياتهم. وقد تم إجراء هذه السلسة البحثية في دول مثل كولومبيا، اثيوبيا، كينيا، ميانمار، نيجيريا، باكستان، سريلانكا، تركيا، المملكة المتحدة و مبابوي.