دينيّة
26 شباط 2020, 14:00

التّواضع... سلاح بوجه عدوّ الله

ماريلين صليبي
كثيرًا ما يسير العالم بما لا يرضي الرّبّ ولا يتماشى مع تعاليمه ولا يتبع وصاياه، فالفساد بات منتشرًا بشراسة يتآكل قلوب النّاس وأفكارهم وتصرّفاتهم، ليصبح الخير استثناءً والصّلاح قليلًا.

هذه الرّوح المُرّة التي بات العالم يتنفّسها وينشر عطرها المُرّ، هي عدوّ الله، عدوّ تعاليمه، عدوّ وصاياه، عدوّ نِعمه، عدوّ مواهبه، عدوّ دروبه. وأمام هذا العدوّ سلاح واحد فتّاك، سلاح مصقول بالمحبّة والمودّة، سلاح مدعوم بالخير والبِرّ، سلاح التّواضع.

فالتّواضع زهرة فوّاحة بعطر الجمال والسّلام، زهرة تخلّت عن شوكها، مستعدّة لغرس جذورها أينما يحلو لقاطفها، فتعطي كلّ أرض رونقًا وكلّ تراب حياة.

التّواضع واحد من أهمّ الخصال التي يتمنّى الرّبّ التّحلّي بها، نحن المنهمكون في إبراز قدراتنا والتّقدّم في مراكزنا والارتفاع إلى الأفضل. فبالتّواضع تتجلّى قدراتنا، وبالتّواضع نستحق مراكزنا، وبالتّواضع ننال الأفضل.

التّواضع يعني أيضًا خدمة الآخر ويعني اختيار المكان الأنسب الذي يرضي الله ويعني الابتعاد عن الوصوليّة. فالتّواضع هو التّخلّي عن رفع المصلحة الشّخصية على حساب مصلحة الجماعة، التّخلّي عن استغلال علاقات الصّداقة لأهداف وصوليّة شخصيّة، والتّخلّي عن الاحتيال والكذب والنّفاق بهدف الوصول إلى المبتغى الشّخصيّ.

التّواضع هو إذًا عدوّ المصلحة والمحاصصة والصّفقة والنّوايا السّيّئة، وهو ما أوصى به البابا فرنسيس في هذا الصّوم المبارك. 

ففي تغريدة للحبر الأعظم، إنّ خدمة الآخر بتواضع هي المحور والدّرب الذي لا بدّ للمؤمنين السّير فيه للوصول إلى الخلاص.

بابا روما قال: "روح العالم هو عدوّ الله، والدّرب ضدّ هذا الرّوح هي واحدة: التّواضع. خدمة الآخرين واختيار المكان الأخير، والابتعاد عن الوصوليّة".. فهل نحن على استعداد لقتال عدوّ الله بسلاح التّواضع؟