التّواضع ثمّ التّواضع!
وهنا تكمن عظمة ربّنا، حيث أتى على لسان مار بولس: "فمع أنّه في صورة الله، لم يعدّ مساواته لله غنيمة، بل تجرّد من ذاته متّخذًا صورة العبد، وصار على مثال البشر وظهر في هيئة إنسان" (في 2/ 6- 7).
ولكن لماذا التّواضع؟ سبب التّواضع هو الحبّ، إذ بفضل الحبّ، يتألّق التّضامن تجاه الآخر، الآخر بكلّ حالاته، حتّى لو كانت هذه الحالات أقلّ أهمّيّة، فالتّواضع يأتي بسبب الحبّ للأخوة في الإنسانيّة.
لإستقبال الميلاد، علينا أن نعيش التّواضع مع النّاس، لأنّ الحياة لم تعطِ لكلّ النّاس الحظّ والمساواة في الفرص المتكافئة، لكن كلّنا متساوون بالكرامة أمام ربّنا، وربّنا يقدّرنا جميعًا تقديرًا كبيرًا بفضل هذه الكرامة الإنسانيّة.
تضامن الرّبّ معنا كخطأة فتجسّد إبنه من أجلنا، لذا نحن مدعوّون للتّفكير بالأشخاص الذين أعطتنا الحياة فرصة أن تكون لنا سلطة عليهم، نحن مدعوّون للقيام بمبادرة متواضعة تجاه الآخرين وعدم التّعامل بفوقيّة.