لبنان
05 نيسان 2017, 07:00

التنشئة المسيحيّة - عيد الشّعانين

ألقى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي التنشئة المسيحيّة عن عيد الشّعانين بعنوان "يسوع المسيح ملك المحبّة والسّلام" (يو 12: 12 - 22) كما وتطرّق إلى سنة الشهادة والاستشهاد وفي نهاية الّلقاء ألقى الضوء على رسالته العامّة "خدمة المحبّة الإجتماعيّة"، جاء فيها:

 

بعد مسيرة ستّة أسابيع من الأصوام والإماتات وأفعال التّوبة والمحبّة، نصل مع المسيح إلى دخول "أورشليم الجديدة" الكنيسة الّتي أسّسها، وتتمّ ولادتها السّريّة من سرّه الفصحي، سرّ موته فدى عن خطايا الجنس البشري، وسرّ قيامته لبثّ الحياة الجديدة فينا بالرّوح القدس. بمناسبة صعوده الأخير إلى أورشليم للمشاركة في عيد الفصح اليهودي الّذي كان يبدأ بمثل هذا اليوم ويدوم ثمانية أيّام مع الاحتفال بعشاء الفصح العائلي على وليمة حمل، وفقًا لشريعة موسى المفصّلة في سفر الخروج، أعلنه الشّعب بشكل عفوي ونبوي ملكًا آتيًا باسم الرّب.

 

أولاً، شرح نصّ الانجيل

 

من إنجيل القديس يوحنا 12: 12-22

 

لَمَّا سَمِعَ الـجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: "هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل". ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: "لا تَخَافِي، يَا ابْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ابْنِ أَتَان". ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذـلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولـكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذـلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والـجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هـذَا أَيْضًا لاقَاهُ الـجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: "أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!". وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هـؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الـجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين:"يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع". َجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وأَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ قَالا لِيَسُوع.

 

 نحن في عيد الفصح اليهودي أكبر الأعياد لديهم. تدوم احتفالاته ثمانية أيّام. يحجّون خلاله من كل أنحاء البلاد، ومن بلاد الشتات، من مصر وتركيا واليونان وروما وغيرها. يتجمّع الأهلون والأقرباء في هذه الأيّام  ليحتفلوا سويًّا. يمكننا تصوّر الجوّ العارم بالحماسة والمشاعر العائليّة والدينيّة. في جوّ كهذا، خضّ وصول يسوع المدينة بأسرها. ومعه بدأ العيد الحقيقيّ والاحتفالات غير المسبوقة. يسوع هو العيد.

 

هذه دعوة لنا، في فترة الأعياد هذه، أن نسأل أنفسنا وأن نفحص ضميرنا: ما هو سبب فرحنا؟ بماذا نحتفل؟ هل نغرق في الأمور الماديّة ونتناسى ربّ العيد؟ هل يسوع ما يزال مصدر فرح عامر في حياتنا؟ فرح قادر على إزالة كلّ همّ وكلّ كُربة، وعلى تذليل كلّ الصعاب.

 

 بشكلٍ عفوي، حمل الشّعب سعف النّخل والزّيتون، وراحوا يهتفون: "هوشعنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرّب، ملك اسرائيل" (يو 12: 13؛ متى 21: 8-9).

 

سعف النخل ترمز إلى الانتصار، وأغصان الزّيتون إلى السّلام بها يُستقبل الملوك. كان النّاس يرون في يسوع شخص المسيح الأرضيّ والمحرّر السياسيّ. للحظة، تجعلنا صيحة "هوشعنا" نعتقد أنّ هذا الجمع قد ملأه الإيمان. فكلمة  هوشعنا الواردة في مز ١١٨: ٢٥، تُترجم "خلّصنا يا ربّ، " إنّنا نرجوك. ففي المزمور، يضع الشعب كلّ رجائه على الربّ المخلّص الوحيد. وفي العهد الجديد، تحوّلت هذه الصيحة من مجرّد "طلب واستغاثة" إلى إعلان فرح بأنّ الخلاص المنتظر منذ قرون هو حاضر الآن بيننا، بشخص يسوع الآتي باسم الربّ الموعود من الأنبياء.

 

 صحّح الرّب يسوع نظرة الشّعب إليه كملك أرضي، إذ "أتى راكبًا جحشًا ابن أتان" نافيًا من القلوب كل خوف (راجع الآية 14). إنّ ركوبه الجحش علامة للتواضع، وإعلان للسّلام، ورفض للحرب. إنّه سيجابه شرّ اليهود بالسّلام والاتّكال  الكامل على الله، تتميمًا لمشيئته. ولذا سيسلّم نفسه طوعًا للصلب فداءً عن البشريّة جمعاء. لا ينغشّ يسوع ببهرجة الاستقبال الشّعبي، ولا تغريه الملوكيّة الأرضيّة. في الواقع عندما جاء بعض اليونانيين يسألون فيلبّس ان يروا يسوع، خاطبهم الرّب عن سرّ موته وقيامته المقبلين من خلال صورة حبّة الحنطة، إذ قال: "حبّة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرًا كثيرًا" (يو 12: 24). وبهذه الصّورة كان يرمز إلى ولادة البشريّة الجديدة المتمثّلة في الكنيسة. وجعلها نهجًا لكلّ مؤمن به ومؤمنة (راجع يو 12: 25-26). من ناحية أخرى، الشّعب عينه سيصرخ بعد أربعة أيّام: "اصلبه! اصلبه! ملكنا واحد هو القيصر" (يو 19: 15).

 

نحن مدعوّون لنسير وراء يسوع، مسيرة السلام، رافضين النّزاعات والحروب. ليس فقط الحروب بين الدول، بل بين الأهل والأقارب، في القرية والرعية، في البيت بين الرجل وزوجته، وبينهما وبين أولادهما. ليس بالعنف تُكتسب الحقوق، بل بالسلام والعدل والقانون. العنف دمّر لبنان. وليس شيء غير القانون يمكنه أن يُنهضه. العنف بين الزوجين يؤدّي إلى الانفصالل البغيض. العنف مع الأولاد يؤدّي بهم إلى رفض والديهم. السلام هو دومًا السلاح الأقوى.

 

حقيقة ملوكيّة يسوع لم يفهمها التّلاميذ إلاّ "بعد أن مُجِّد" (الآية 16)،أي بعد موته وقيامته، وقد أصبح ملك الملوك وسيّد السّادة.

 

 من ناحية أخرى بدأ الفرّيسيّون يتآمرون على قتله لأن "العالم ذاهب وراءه" (الآية 19)، بسبب تعليمه المميّز، والآيات العجيبة الّتي كان يصنعها، وكان آخرها انّه "نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات" (الآيتان 17-18).

 

وكان رؤساء الكهنة والفرّيسيّون وأعضاء المجلس قد قرّروا قتل يسوع، قائلين: "ماذا نحن فاعلون! فالرّجل يجري الآيات الكثيرة. فإن تركناه وشأنه آمن به الجميع، فيأتي الرّومانيّون ويدمّرون هيكلنا وأمتّنا. فقال لهم قيافا الّذي كان رئيس كهنة في تلك السّنة: إنّه خير لكم أن يموت رجل واحد عن الشّعب، ولا تهلك الأمّة بأجمعها" (يو 11: 47-50).

 

نستطيع القول أن قتل يسوع قرار سياسي. لكنّه في تدبير الله الخلاصي يعني، كما كتب يوحنا في إنجيله، ان يسوع لم يمت عن الأمّة كلّها فقط، بل أيضًا ليجمع في الوحدة أبناء الله المشتّتين (الآية 52)، أي في الكنيسة الّتي تولد من سرّ موته وقيامته، مثل السّنبلة الّتي تولد من حبّة الحنطة بعد موتها في الأرض.

*   *   *

 

ثانيًا، سنة الشّهادة والشّهداء

ما زلنا نواصل نقل مضمون رسالتي وعنوانها "سنة الشّهادة والشّهداء" (9 شباط 2017)، من أجل إمكانيّة إشراك المشاهدين والمستمعين في مسيرة هذه السّنة الممتدّة من 9 شباط 2017 عيد أبينا القدّيس مارون إلى 2 آذار 2018 عيد أبينا البطريرك الأوّل القدّيس يوحنّا مارون. فننقل اليوم القسم الثّالث: "الكنيسة المارونيّة كنيسة الشّهود والشّهداء"، أي الفقرات 13-15.

"اتّخذت الكنيسة المارونيّة منذ نشأتها مع بطريركها الأوّل القدِّيس يوحنّا مارون في أواخر القرن السابع، وفي انتشارها المستمرّ من بعده، خطّ الروحانيّة التي أسّسها القدّيس مارون وتلاميذه في  جبال قورش والتي سعت إلى تطبيق الانجيل بأصالة في حياة زهد ونسك وصلاة وتبشير. وتميّزت تلك الروحانيّة بحياة متكاملة جمعت بين النُّسك والرسالة في إطار الشهادة  للمسيح"] ...[ "فكانت الروحانيّة هذه روحانيّةَ الصليب التي ترتكز على بُعدَين: البُعد العمودي، وهو خطّ العلاقة بالله، بالنّسك والعبادة والصلاة، خطّ يربط الأرض بالسماء. والبُعد الأفقي، وهو خطّ رسالة الكرازة بالإنجيل، خطّ يربط أهل الأرض بعضهم بالبعض الآخر. هكذا عاش الموارنة، بعد القدّيس مارون وتلاميذه، وكانوا "جماعة الصلبوت في كنيسة الناسوت".

أتى تلاميذ القدِّيس مارون أوّل ما أتوا إلى جرود جبيل والبترون والجبّة وبشَّروا وعمَّدوا ونشروا روحانيَّتهم. ولما انتُخب يوحنّا مارون أوّل بطريرك على انطاكية، أسّس البطريركيّة المارونيّة ونظَّمها في كنيسة قائمة بذاتها ضمن الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة. واتّبع الموارنة معه ومن بعده مقوِّمات الروحانيَّة التي تركها لهم الآباء المؤسِّسون، حاملين صليبهم في اتِّباع المسيح والشهادة له.... ودفعوا ثمن ذلك ضريبة الدَّم بآلاف الشّهداء في مختلف العهود والقرون.

 لم يتطلّبوا من هذا العالم سلطانًا، ولم يبنوا لهم امبراطوريّة. لم يأتوا إلى جبل لبنان لاجئين أو فاتحين، بل أتوه نسّاكًا وحاملين رسالة مطبوعة بالشهادة النسكيّة والاستعداد للاستشهاد دفاعًا عن إيمانهم وحرّيتهم. لم يتكلّل لهم شهداء نتيجة  طمعهم بالمُلك أو بالسلطة، بل بنتيجة رسالتهم المسالمة، رسالة المحبّة والمصالحة واحترام الآخر. ارتبط اسمهم بجبل لبنان، وحوّلوه ديرًا للصلاة والابتهال إلى الله وأطلقوا على أعلى قمّة فيه اسم "قرنو دسوهدي" أي "قمّة الشهداء" مثالًا لكلّ قمّة روحيّة؛ وأطلقوا على أكبر وادٍ فيه اسم "وادي قاديشا" أي وادي القدّيسين.

ولم يَسْلَمْ لهم من الدمار والخراب شيء. انتُهكت أرزاقهم ودُمِّرت ممتلكاتهم ودُكَّت كنائسهم وتشرَّدوا في الجبال والأودية. وبالرّغم من كلّ ذلك لم يتراجعوا ولم ينكروا إيمانهم، بل ازدادوا رسوخًا في تعلّقهم بالمسيح، لدرجة أنّهم تماهوا معه. وكان لشهادتهم طابع مريمي. فاتّخذوا مريم العذراء الكلِّية القداسة مثالًا وقدوة وشفيعةً لهم ولعائلاتهم ولكنائسهم ولأديار سكنى بطاركتهم. واتّخذوا من الشهداء شفعاء لكنائسهم الرعائيّة والديريّة.

*   *   *

 

ثالثًا، الرسالة العامّة: خدمة المحبة الاجتماعية

نواصل نقل مضمون رسالتي العامة الخامسة بموضوع "خدمة المحبة الاجتماعية" (25 أذار 2017). فننقل اليوم الفقرات 9-11 بشأن التناقضات التي تزيد من حالات الفقر والقهر ويحددها قداسة البابا فرنسيس بثلاث في إرشاده الرسولي طفرح الإنجيل": إنّ وصيّة "لا تقتل" تتّسع لتشمل اقتصاد الإقصاء والتفاوت الاجتماعي. فالاقتصاد والتفاوت يقتلان حيث "يُقصى" أشخاص وجماعات يتضوّرون جوعًا، في حين تُكدَّس الأموال وثروات الأرض، ويُرمى الطعام بين النفايات؛ وحيث المقتدِر يأكل الأضعف؛ وحيث يرى الناس أنفسهم منبوذين ومهمَّشين بدون عمل وآفاق مستقبليّة؛ وحيث يُعتبَر الكائن البشري سلعةَ استهلاك واستغلال واستعمال، تُستخدم ثمّ تُرمى[1]. فمن واجب الكنيسة أن تناضل من أجل إعادة كرامة الإنسان والشخص البشري إلى المقام  الذي يريده الله، وأن تحتضن هؤلاء الضحايا.

10. وتأتي صنميّةُ المال المسيطرة على مجتمعاتنا، والتي تسترجع عبادة العجل الذهبي القديم[2]، لتنكر أولويّة الكائن البشري، وتخلق ديكتاتوريّة جديدة، ينتفي منها الوجه الإنساني. إنّ في أساس صنميّة المال هذه والديكتاتوريّة الجديدة، أزمة أنتروبولوجيّة.فمن واجب الكنيسة أن تواصل نشر ثقافة تؤنسن المجتمع،  وبخاصّة عالم الاقتصاد والنظام المالي، على المستويَين الوطني والدولي. ومن واجب الكنيسة أيضًا مناداة الضمائر للعودة إلى الأخلاق، بحسب شريعة الله، لصالح كلّ كائن بشري[3].

يقول القدِّيس يوحنا فم الذهب إنّ "عدم إشراك الفقراء في خيراتنا الشخصيّة هو سرقتهم واختطاف حياتهم. فما نستحوذ عليه ليس ملكًا لنا، بل إنّه ملكٌ لهم". وبالتالي لا يحقّ لمالنا وأموالنا أن تَحكم،  بل عليها أن تَخدم، فتدعونا للتضامن، الذي هو العزم الثابت على الالتزام بالخير العام من أجل خير الجميع وخير كلّ واحد بحيث نشعر أنّنا كلّنا مسؤولون عن كلِّنا[4].

11. إذا تواصل الإمعان في الازدراء بالشريعة الإلهيّة والشريعة الأخلاقيّة، تفاقم الظلم، وعمّ الفساد، وازداد روح الاستهلاك والمادّية، وتعاظم التفاوت الاجتماعي، فيتولّد العنف آجلاً أم آجلاً، وعندما يتفلّت لا يستطيع السلاح قمعه، وإذا فعل ولّد نزاعات جديدة أسوأ شرًّا. الكنيسة تواجه كلّ هذه التحديات بعملها الروحي والراعوي ومحبتها الاجتماعية[5].

*   *   *

 

صلاة

أيّها الربّ يسوع، بدخولك إلى اورشليم ملك الخلاص والسلام والمحبة، شئت أن تدخل إلى قلب كلّ إنسان، وكلّ عائلة صغيرة واجتماعيّة ووطنيّة، لتزرع فيها عطاياك هذه. لقد اسّست في الأرض ملوكيّة جديدة هي الكنيسة الملتزمة ببناء ملكوت السماء. أعطنا أن ندرك نعمة انتمائنا لمملكتك بالمعمودية والميرون، فنبني على قيمها مجتمعنا ووطننا.

 

في سنة الشهادة والشهداء، أَيقظ فينا روحانيّة الشهادة المسيحيّة التي تركها لنا القديس مارون وتلاميذه عبر التاريخ. وفيما نحن نلتزم خدمة المحبّة الاجتماعيّة، ساعد الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، لمواصلة هذه الخدمة بوجه كلّ المتناقضات التي تعترضها.

 

فنرفع نشيد المحبة والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.