التمارين الرياضية في عطلة نهاية الأسبوع مفيدة لصحة قلبك أيضًا
وكشف تقرير جديد نُشر في مجلة JAMA، عن أنّ الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية خلال الأسبوع أو فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع، شهدوا انخفاضًا مماثلًا لجهة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، وفشل القلب، والرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية.
واعتمد البحث على بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة، ومورد بحثي يتعقّب المقيمين على المدى الطويل. وأشارت الدراسة إلى أنّ مجموعة من أكثر من 100 ألف شخص استخدموا مقاييس التسارع لالتقاط حركتهم على مدار أسبوع.
ثم قام الباحثون بتقييم العلاقة بين أنماط التمرين والأحداث القلبية المبلغ عنها ذاتيًا.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور شان خورشيد، وهو اختصاصي الفيزيولوجيا الكهربية في مستشفى ماساتشوستس العام، ومدرّس الطب بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن: "وجدنا أنّ كلاً من النمط المنتظم النشط والنمط الرياضي في عطلة نهاية الأسبوع ارتبطا بتسجيل تراجعًا مماثلًا لجهة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وفشل القلب، والرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية".
ويحتاج البالغون إلى 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة بالحد الأدنى أسبوعيًا، وفقًا لما ذكرته إرشادات النشاط البدني للأمريكيين.
وأوضح خورشيد: "إذا كنت قادرًا على تحقيق تلك المستويات الموصى بها على مدى يوم إلى يومين في الأسبوع، فإن النتائج التي توصلنا إليها تُظهر أنك تحصل على فائدة مماثلة للأشخاص الذين لديهم القدرة على توزيعها بشكل متساوٍ أكثر".
وتابع: "لا ينبغي أن تثبط عزيمتك إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يناسبك هذا النوع من الأنماط بشكل أفضل".
ومع ذلك، ثمة قيود في منهجية الدراسة. إذ قال الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في معهد "National Jewish Health" بدنفر، وغير المشارك في الدراسة، إن الأشخاص في الدراسة كانوا بغالبيتهم من البشرة البيضاء، ما يجعل من الصعب التعميم على السكان.
وارتدى كل من المشاركين مقاييس التسارع لمدة أسبوع فقط التي قد لا تلتقط أنماط نشاطهم الأكثر انتظامًا، اعتمادًا على الظروف.
لكن البحث في هذه القضية لم ينته بعد. وأشار خورشيد إلى أن فريق الدراسة يخطط لمواصلة التحقيق في كيفية تأثير أنماط النشاط البدني على مخاطر الأمراض المماثلة.
أيهما أفضل: التمارين خلال الأسبوع أو بعطلة نهاية الأسبوع؟
ويوصي فريمان مرضاه دومًا بممارسة الرياضة يوميًا، وينصحهم بالالتزام بمدة 30 دقيقة من التمارين الرياضية التي تكون صعبة بما يكفي إلى حدّ انقطاع النفس، معتبرًا أنها "طريقة قوية لتحويلها إلى عادة مستدامة".
ومع ذلك، هناك مرضى أخبروا فريمان أنه لا يمكنهم القيام بالنشاط إلا خلال يوم أو يومين من الأسبوع، لكن لديهم المزيد من الوقت في عطلة نهاية الأسبوع. ولفت فريمان إلى أن إيقاع النشاط هذا خضع لنقاش كبير لمعرفة ما إذا كان مفيدًا للصحة، لكن الدراسة الأخيرة منحته مزيدًا من الثقة في مساعدتهم على تحقيق هذا العمل.
وأضاف أن الأهم من ذلك أنّ "أي نشاط أفضل من لا شيء"، مضيفًا أن السؤال التالي للباحثين يتمثّل بإذا كان هناك حد أدنى من الوقت يجب أن تمارس الرياضة فيه كل مرة.
وجدت دراسة واحدة تعود لعام 2021، أنّ ممارسة الرياضة لمدة ما يقرب من 11 دقيقة في اليوم يمكن أن تزيد من طول حياتك.
كيف تساهم التمارين الرياضية بتحسين حياتك؟
وشدّد فريمان على أنه من المهم أن يسعى الأشخاص لتحقيق 150 دقيقة أسبوعيًا، في الطقس الحار أو البارد، خلال الإجازة أو العمل.
وعادة ما يوصي فريمان بممارسة الرياضة في الصباح، لأن النشاط البدني يمكن أن يكون منبهًا، وقد يتداخل مع النوم في وقت لاحق من اليوم.
ورغم أن التمارين الرياضية مهمة للصحة، إلا أنها لا تؤدي المهمة وحدها. وقال إنه من المهم أيضًا الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الغذاء الصحي، وإدارة الإجهاد، والتواصل الاجتماعي.
المصدر: CNN بالعربية