التلوّث والتدخين يزيدان خطر الإصابة بسرطان الرئة
يُعدّ سرطان الرئة شكلًا من أشكال السرطان الذي يبدأ كنموّ للخلايا المرضيّة في الرئتيْن وهو السبب الرئيس لوفيّات السرطان في أنحاء العالم. وفقًا لصندوق أبحاث السرطان العالميّ، كان هناك أكثر من 2.2 مليون حالة جديدة من سرطان الرئة في عام 2020 على مستوى العالم، وتسبّب سرطان الرئة في وفاة ما يقرب من 1.8 مليون شخص وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.
يتّصف سرطان الرئة بمعدّل وفيّات مرتفع، وبالتالي فإنّ اكتشاف العلامات المبكرة يمكن أن يكون مفيدًا لأنّه يساعد في التشخيص المبكر والعلاج.
إستنشاق الهواء الملوّث، وخصوصًا في المدن ذات الحركة المروريّة الكثيفة والنشاط الصناعيّ، يعرّض الناس لجزيئات ضارّة مثل الغبار والمواد الكيميائيّة. هذه الجزيئات تستقرّ في الرئتيْن، ما يسبّب الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفّسيّ، بما في ذلك سرطان الرئة. يمكن للملوّثات، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت أن تلحق الضرر بأنسجة الرئة مع مرور الوقت.
إستنشاق الدخان السلبيّ بعني التعرّض لدخان الآخرين يشكّل مخاطر صحّيّة كبيرة. تتسبّب المواد الكيميائيّة الموجودة في دخان السجائر في إتلاف خلايا الرئة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسرطان. التعرّض المنتظم للتدخين السلبيّ يزيد من خطر إصابة غير المدخّنين بأمراض الرئة بنسبة تصل إلى 30%.
غاز الرادون هو غاز مشعّ يحدث بشكل طبيعيّ ويمكن أن يتسرّب إلى الهواء والمنازل من الأرض. إنّه عديم الرائحة وغير مرئيّ ما يصعّب اكتشافه من دون اختبار محدّد. الرادون هو السبب الثاني الرئيس لسرطان الرئة، والتعرّض الطويل الأمد له يسبّب طفرات في خلايا الرئة.
يعدّ تدخين التبغ السبب الرئيس لسرطان الرئة، فهو يدخل المواد المسرطنة الرئتيْن مباشرة، وهذه تدخل بعد ذلك مجرى الدم، ويتسبّب التدخين في إتلاف خلايا الرئة، وبالتالي يجعلها أكثر عرضة للطفرات، وحتّى التدخين الإلكترونيّ له مخاطر، لأنّ بعض سوائل التدخين الإلكتروني يحتوي على مواد كيميائيّة سامّة.
التاريخ العائليّ لأمراض الرئة أو السرطان يمكن أن يزيد من خطر الإصابة. تؤثّر الجينات على كيفيّة معالجة الجسم للسموم وإصلاح الخلايا التالفة، وفي بعض الحالات، تجعل الطفرات الجينيّة التي تنتقل عبر العائلات الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة.
التهابات الجهاز التنفّسيّ المزمنة المتكرّرة مثل التهاب الشعب الهوائيّة أو الالتهاب الرئويّ تؤدّي إلى إضعاف الرئتيْن مع مرور الوقت، كما ينجم عن الالتهاب المزمن الناتج عن مثل هذه الالتهابات إتلافُ أنسجة الرئة، ما يجعلها أكثر عرضة للمواد الضارّة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الرئة، والأشخاص الذين يعانون من حالات مثل مرض الانسداد الرئويّ المزمن لديهم مخاطر أعلى، حيث تكون رئاتهم أكثر عرضة للخطر.