البيان الختاميّ لمجمع سينودس الكنيسة الكلدانيّة
1- وجّه المجتمعون كلمة شكر وامتنان لرئيس الوزراء، لكون المجمع قد انعقد بعد العودة الرسميّة للبطريرك إلى كرسيه البطريركيّ الرسميّ في بغداد. فقد ثمّن الأساقفة مبادرة محمّد شيّاع السودانيّ القانونيّة والشجاعة لإرجاع الحقّ إلى الكنيسة الكلدانيّة بإصدار أمر ديوانيّ يؤكّد تسمية البطريرك ساكو بطريركًا على الكنيسة، ومتوليًّا على أوقافها، وعبّروا عن شكرهم له.
كما عبّر البطريرك والأساقفة عن أملهم بأن تتّخذ الحكومة ومعها المسؤولون والأحزاب السياسيّة خطوات عمليّة ثابتة في بناء السلام والاستقرار في مقدّمتها: تطبيق القانون والعدالة، وترميم الوحدة الوطنيّة، وتعزيز مفهوم المواطنة، وتوفير الخدمات العامّة الكافية لضمان العيش الكريم للمواطنين جميعهم، وتغليب مصالح الشعب العراقيّ على أيّ مصالح فئويّة ضيّقة.
2- معاناة المسيحيّين
قال الآباء، في مجمعهم، إنّ الشعب المسيحيّ الأصيل المتجذّر في البلاد، عانى الكثير في العقدين الماضيين من سلب الحقوق والتهميش والإقصاء والاستحواذ على الأملاك والمقدّرات، ما دفع الكثيرين منهم إلى الهجرة بحثًا عن بيئة أفضل. لذا، "نطالب الحكومة الموقّرة إنصافهم بخطوات عمليّة لطمأنتهم وبناء الثقة وتعزيز التعاون الوطنيّ، والاستفادة من مهاراتهم لتقدُّم بلدهم. كما نطالب باحترام حقوقهم كاملة كمواطنين متساوين في التمثيل والوظائف، ونرفض أيّ استيلاء على مقدّراتهم بتفرّد أيّ جهة سياسيّة كانت أو حزبيّة".
3- الحرب في الأراضي المقدّسة وتداعياتها على المنطقة
أعرب الأساقفة عن قلقهم العميق إزاء التحوّلات الدوليّة والصراعات والحروب التي تشهدها المنطقة العربيّة وبخاصّة الأراضي المقدّسة. وهم يشجبون العنف بأشكاله جميعها، ويدعون المجتمع الدوليّ إلى حماية السلام، وتأكيده دائمًا، واتّخاذ الإجراء المناسب من أجل الإنهاء الفوريّ للحرب المدمّرة للبشر والحجر، والتوصّل إلى حلّ دائم للصراع المعمِّر بإقامة دولتين جارتين تعيشان بسلام وأمان واستقرار وثقة متبادلة.
4- مستقبل مسيحيّي المنطقة
في ما يتعلّق بالمسيحيّين في بلدان المنطقة، يجدّد الأساقفة دعوة البطريرك ساكو إلى الوحدة والتكاتف. "إنّ الجامع الرئيس الذي يجب أن يوحّدنا هو إيماننا وأرضنا. نحن ملتزمون بعضنا ببعض وبمصيرنا المشترك مع سائر مواطني بلدان المنطقة، والاهتمام بالقضايا العامّة، وهموم المواطنين، والحقوق والحياة الكريمة. إنّنا نعبّر عن تعاطفنا الأخويّ مع سائر أساقفة بلدان الجوار، مؤكّدين أنّ الكنيسة بحاجة إلى رؤية جديدة حول المرحلة المستقبليّة وخطوات عمليّة شجاعة، لتثبيت المسيحيّين في أرضهم وهويّتهم وتعزيز دورهم وحضورهم. قوّتُنا وخلاصنا في وحدتنا وعلى الرغم من الجراح، نبقى نحبّ بلداننا، ومواطنينا، ونودّ التعاون معهم في إشاعة ثقافة العيش المشترك، واحترام اختلاف الآخر، وترسيخ الرجاء، في ظلّ مجتمع مدنيّ عادل.