البيان الختامي للمؤتمر الرابع للمنتدى الكاثوليكي الإسلامي الدائم
وقد جرت أعمال المؤتمر تحت رعاية صاحب الأمير غازي بن محمد، منسق المنتدى من الجانب الإسلامي، والكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان. وقد تباحث المجتمعون الموضوع المطروح ضمن ثلاث نقاط: ماذا يعني أن يكون الإنسان؟ التنمية البشرية المتكاملة، التحديات والفرص أمام التنمية البشرية المتكاملة.
وبعد الاستماع إلى ورقات قدّمها العلماء المسلمون والكاثوليك، عبّر المشاركون عن ارتياحهم للتقارب الكبير بين التقاليد الدينية، مؤكدين أنّ هذا التقارب لا يشكل دافعاً للأمل بين المسيحيين والمسلمين فحسب، إنّما أيضاً حافزاً للتعاون البنّاء من أجل تعزيز التنمية البشرية المتكاملة.
وبعد تبادل وجهات النظر المختلفة، اتّفق المشاركون على ما يلي:
تؤكد المسيحية والإسلام بأن الله خلق البشرية ووضعها على قمة خلائقه، لكي تقوم بامتنان وحكمة باحترام الطبيعة من خلال إدارتها للأرض ومواردها الموهوبة من قبل الله سبحانه وتعالى لجميع الأجيال.
لقد منح الله لكل كائن بشري كرامة غير قابلة للتصرف، ومنها يستمد الإنسان حقوقه الأساسية، فضلاً عن التزام الحكومات بحمايتها.
نحن نؤكد على المساواة في الكرامة جميع الأشخاص بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو الوضع الاجتماعي، كما ندين بشكل قاطع أيّة محاولات لإضفاء صبغة نمطية على أي شخص، أو تحميلهم الذنب الجماعي إزاء أفعال عدد من الأفراد بينهم.
حرية الضمير والدين تقفان على قمة صرح حقوق الإنسان، لذلك فإنّ واجبنا الجماعي يتطلب احترام هذه الحقوق والمحافظة عليها وتعزيزها.
سيحقق الله، خالقنا، النّمو المتكامل لكل إنسان لكي يحقق النمو الكامل لعطايا الله: الجسد، النفس، الفكر والروح.
للمسيحيّة والإسلام مواردهم الأخلاقيّة والفكريّة والرّوحيّة التي يمكن أن تسهم في التنمية البشرية للأفراد والمجتمعات على حدّ سواء. إنّ الإشخاص ذوي النوايا الحسنة، الملتزمين بالمصلحة العامّة، هم الحلفاء الطبيعيون للمؤمنين الراغبين في التنمية المتكاملة للأشخاص والمجتمعات البشرية جمعاء، والحفاظ على البيئة التي تحفظنا.
إننا كمؤمنين ندعو إلى بذل كل ما في وسعنا لمعاجلة كل ما يعيق التنمية المتكاملة للإنسانيّة، بما في ذلك التفسيرات أو الفهم الخاطىء لنصوصنا وتقاليدنا المقدّسة.
إننا نؤمن بأنّ انعدام الأمن والصراعات وانتشار الأسلحة تشكل عقبات خطيرة أمام تحقيق إرادة الله للبشرية ورفاهها، ونموّها في السّلم والأمن. ولهذا السبب، نعبّر عن التزامنا الأخلاقي في التنديد بالحروب وتجارة الأسحلة التي تسهّلها، وأن نستخدم الموارد البشرية بدلاً من ذلك من أجل ازدهارنا الشخصي والجماعي.
معًا كمؤمنين، نؤكّد أنّ الذين يحتاجون إلى التنمية يجب أن يكونوا قادرين على تحقيق مصيرهم، والسماح بأن يأخذوا مكانهم الصحيح كأعضاء كاملين في الأسرة البشرية، وفقاً لإرادة الله تعالى.